فاجأ نظام العسكر الرأي العام بالإفراج عن الجاسوس الصهيوني "عودة الترابين" بعد 15 عامًا قضاها في السجون المصرية، في صفقة مشبوهة حاولت الأذرع الإعلامية تبريرها بنجاح الانقلاب في الإفراج عن سجناء مصريين في السجون العبرية. فى الوقت الذي فرضت فيه الأذرع الإعلامية حظرًا إعلاميًا حول ملابسات الصفقة أو هوية المصريين المفرج عنهم- إن صحت الرواية- كانت الصحافة الإسرائيلية تحتفي بنجاح الحكومة الإسرائيلية في الإفراج عن الجاسوس الترابين، وفضحت منظومة السجون المصرية التي تسوم الأحرار سوء العذاب بينما يتمتع الجواسيس بصنوف الرفاهية داخل زنازين مكيفة. وفضح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كواليس الصفقة، مؤكدًا أن الأمر لم يحتج لأكثر من مكالمة هاتفية مع قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، أخبره خلالها أن عودة الترابين لم يكن عميلاً صهيونيًا، و"لم يزد كلمة آخري"، ليصدر القرار الفوري من سلطة العسكر بالإفراج غير المشروط على الجاسوس الذي أمضي 15 عامًا داخل السجون المصرية. وتجاهل الانقلاب كافة الأوراق والدلائل التي أوقعت بالجاسوس والذي رفض المخلوع مبارك- الكنز الاستراتيجي لإسرائيل- الإفراج عنه، وسارع إلى تلبية الأوامر الصادرة من تل أبيب- بحسب موقع "والا" الإسرائيلي- في فضيحة جديدة تضاف إلى الانبطاح المعلن من جانب العسكر للعدو الصهيوني والذي تجلى في التنسيق الأمني والاستراتيجي والتكامل التجاري والدبلوماسي.
أما الترابين نفسه، فقد كشف أنه كان مسجونا في مكان بداخله تليفزيون وثلاجة وميكروويف، إلى جانب قيامه بإعداد طعامه بنفسه، في الوقت الذي ينهش البرد جسد الأحرار ورموز الثورة داخل المعتقلات ويكابدون الموت البطيء جراء التعذيب والحرمان العلاج والحبس في ظروف غير إنسانية.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن "الترابين" أنه يتقدم بخالص الشكر ل"بنيامين نتانياهو" وكذلك الرئيس الإسرائيلي رؤفيلين ريبلين، وكذلك قنصل مصر في إسرائيل وسفير الاحتلال بالقاهرة، قائلاً: "أشعر بالفخر لكوني إسرائيليًا؛ فهذه الدولة فعلت كل شيء من أجلى".
الإعلامي معتز مطر، تناول- عبر برنامجه على قناة "الشرق"- أمس الأحد، بمرارة ملابسات الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي على خلفية مكالمة هاتفية من نتنياهو، مشيرًا إلى الحقائق كشف عنها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنفسه ولم ينقل أحد عنه.
وأوضح مطر أن مبارك "الكنز الاستراتيجي" لم يفرج عن الجاسوس، وكذلك فعل المشير طنطاوي رغم أنهار الدماء التي أراقها في مصر عقب الثورة، رغم المطالب الصهيونية المتكررة، أما الرئيس الشرعي محمد مرسي الذي حاول إعلام الانقلاب الترويج لخطاب "صديقي بيريز" وتلاحقه اتهامات ملفقة بالتخابر مع المقاومة، فقد اعتمد سياسة مناهضة للاحتلال ولم يجرؤ الكيان العبري على تجديد طلبه، إلا أن السيسي وافق على الفور!.