أشعلت الصور التي نشرت اليوم، للدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب من داخل محبسه، موجة من الغضب العارم؛ حيث كشفت الصور حقيقة ما يعانيه المعتقلون داخل أسوار السجون والمعتقلات. وكان الدكتور الكتاتني وعدد من قيادات جماعة الإخوان، قد ظهروا اليوم خلال جلسة محاكمتهم الهزلية في القضية المعروفة إعلاميًّا ب"إهانة القضاة" ويبدو عليهم آثار التعب والمرض، من شدة ما يلاقونه داخل سجن العقرب شديدة الحراسة، والتي تفرض فيه سلطات الانقلاب إجراءات وانتهاكات على المعتقلين السياسيين. وبدا قيادات الإخوان المسلمين، خلال المحاكمة، بثبات شديد وثقة متناهية في نصر قضيتهم، غير أن آثار التعب والإرهاق بدا على أجسامهم الهزيلة. حملة للتضامن مع "الكتاتني" الصور الصعبة لحالة المعتقلين، دفعت العديد من النشطاء السياسيين، من تيارات مختلفة، للتضامن معهم، خاصة الدكتور سعد الكتاتني؛ بعد أن تداولوا صورة له وهو في حال يرثى لها؛ بسبب التضييقات التي تمارس ضده داخل السجن. وقارن النشطاء بين صورة الدكتور الكتاتني قبل اعتقاله على يد سلطات الانقلاب وبعد اعتقاله، ليجدوا أن الفرق شاسع ويحكي بصمت ما يلاقيه المعتقلون داخل السجون والمعتقلات. الناشط "فارس بلال" علق على صورة الدكتور الكتاتني قائلاً: "ويحكي الجسم الهزيل القهر الشديد الذي تحاول البسمة أن تخفيه... الكتاتني #مقبرة_العقرب". أما الناشط "محمود شعبان" فعلق قائلاً: "البطل الصامد د.#الكتاتني كيف صار في #مقبرة_العقرب !! اللهم فرجك لعبادك المظلومين و عاجل انتقامك من الظالمين!". القيادي بحركة "الاشتراكيون الثوريون" علق قائلاً: "القتل البطيء للمعتقلين في سجون العسكر.. محمد الكتاتني!!". فيما كتب الصحفي تامر أبو عرب معلق على صور الدكتور الكتاتني قائلاً: "أيًّا كان موقفك من الإخوان صعب تعدي عليك الصورة دي من غير ما تسأل ازاي حد يتحول شكله وتتبدل ملامحه ويذبل جسمه بالشكل ده في ظرف سنتين؟ ومن غير ما تقارن بين الصورة دي وبين صور مبارك وعلاء وجمال والعادلي وكل مجرمي عصر مبارك اللي كانت ملامحهم وأجسامهم فيها أحسن بكتير من اللي كانت عليه وهم أحرار.. الكتاتني واحد من اللي بيسموهم "حمائم الإخوان"، والقريبين من الأحداث بعد 3 يوليو عارفين انه كان طرف في كل الاتصالات اللي علمتها الدولة مع الإخوان عن طريق وسطاء وانه كان من الأسماء اللي الدولة معندهاش مشاكل يكون لها دور أو منصب في الفترة الانتقالية ومفتكرش إن موثق ضده أي تصريح بيحرض فيه على العنف أو بيشجع الإرهاب ورغم كل ده شكله بقى كدة وظروف سجنه كدة، ما بالك بآلاف المجهولين اللي الإعلام ميعرفهمش ومحدش مركز معاهم؟ أفتكر إن أي مرحلة جديدة تدخلها البلد لازم تبدأ بإغلاق سجن العقرب تحديدا، وتحويله لمزار الناس تروحه كل ما تعوز تعرف الأمور في بلدنا كانت وصلت لفين، وعلشان متحبش ترجع للي احنا فيه دلوقتي ده تاني". أما الناشط نور القاسمي فنشر صور المعتقلين واكتفى بالتعليق عليها قائلا " اسيادنا وتوج راسنا.. اللهم افرغ علينا صبرًا.. اليوم من المحاكمة.. #يا_رب_هون". الإضراب عن الطعام فيما نشرت الصفحة الرسمية لرابطة أسر معتقلي العقرب، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، رسالة عاجلة من سجن العقرب الذي يصفونه ب"مقبرة العقرب"، وأفادت الرسالة أن عددًا من معتقلي سجن العقرب أعلنوا الإضراب عن الطعام؛ حيث قالوا: "نحن الأموات الأحياء، كل الناس يموتون مرة واحدة ونحن نتجرع مرارة الموت كل يوم مرات ومرات، إن كنتم تظنونا نبالغ فاسألوا من يقابلونا في لحظات بعثنا من مقبرة العقرب حين نخرج لجلسات المحاكمة". وأضافت رسالة المعتقلين -عبر الصفحة- "اسألوهم عن أجسادنا الواهنة وعيوننا الغائرة وملابسنا المتعفنة على أجسامنا وأقدامنا الحافية، اكتب لكم بدمي قبل مداد قلم استعرته لأنقل لكم ما حدث معنا يوم الخميس الماضي الموافق 4 ديسمبر، بدأنا الخميس الماضي إضرابًا عن الطعام في ونج الداوعي "4-h4" احتجاجًا على الأوضاع غير الآدمية التي نعيشها". وأوضحت الصفحة، أن المحتجزين يعيشون في زنازين بلا ضوء ولا طعام يسد الرمق إلى جانب انعدام الرعاية الصحية منعدمة، غطاء واحد لكل سجين وأحيانًا لا يوجد غطاء سترة على اللحم مباشرة، مضيفة أن الأحذية أو الشباشب ممنوعة، فضلًا عن أدوية الأمراض المزمنة التي تجردهم إدارة السجون منها بعد حصولهم عليها، كل ذلك يحدث في ظل هذا الصقيع.