قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن بعض الأطراف على استعداد أن تضحّي بالحقيقة في سبيل اقتناص "لحظة اصطفاف" مزيفة، مؤكدًا أن الثورة فعل أخلاقي، لا ينبغي أبدًا أن يسمح أصحابها بإقامة أواصر ومد جسور مع أطراف تبتذلها، وتنقلها إلى شيء أقرب إلى الصفقات والتربيطات الانتخابية، لتصاب في أخلاقياتها وقيمها، كما فعلت مؤسسة الانقلاب قبل الثلاثين من يونيو 2013، حين تبدل حال رموز "يناير"، فباتوا أقرب إلى موردي الحشود للخدمة في معسكر الثورة المضادة. وأضاف في مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الإثنين، أن هناك أطرافًا تدعي الثورية تتلبسها حالة من الرغبة في الظهور، وتقديم نفسها باعتبارها "الفرقة الناجية" من الخطايا، والمنزهة من الأخطاء، فتستغرق في الارتداد إلى الماضي القديم جدًّا، من دون أن ترحمه من العبث والتدليس والتلبيس والادعاء، عن عمد وانتهازية، حتى خرج بعضهم من علاقة فاشلة مع عسكر 30 يونيو (قصائد الغرام المتبادلة محفوظة في الأرشيف)، وعلى الرغم من ذلك، يصرّون على أنهم الأصوب والأجدر، مطالبًا الذين استيقظوا، أخيرًا، من النوم في فراش أوهام 30 يونيو أن يتواضعوا، أو يخجلوا قليلاً. وتابع: "إن التحلل الذي يمكن أن تلحظه في منظومة الانقلاب مرده أنها تأسست على الانتهازية وقيم الربح، بكل الوسائل، بصرف النظر عن مشروعيتها؛ حيث كان الاهتمام فقط بالأعداد والحشود، حتى كانت تلك الصورة المشينة، لبناء انقلابي، قوامه الثورة المضادة، وفي الواجهة رموز تنتمي لثورة يناير، ارتضت أن تستخدم للعب هذا الدور التجميلي"، موضحًا أن المهزوم في هذه الحرب غير المقدسة لن يكون النظام الحالي ولا "الإخوان" ولا الإسلام السياسي، بل ستكون مصر كلها هي المهزومة، وستكون ثورة يناير وقود الحرب وأشلاءها ودماءها، لينفتح مشهد النهاية على عودة النظام القديم بكامل عتاده وعدته. واختتم مقاله: "إذا كنا متفقين على أنه لا يمكن الحديث عن إزالة انقلاب، مع استمرار عبد الفتاح السيسي على رأس السلطة، فإنه، وبالقياس نفسه، لا يمكن الكلام عن استرداد ثورة، من دون التمسك بما أفرزته من مكتسبات، بصرف النظر عن مشاعر حضرتك الشخصية تجاه الرئيس محمد مرسي".