قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن البيان الذي نشر على موقع حركة شباب 6 إبريل لا يمت بصلة إلى حيوية هذه الحركة التي ميزتها منذ تألقها، في العام 2008، تيارًا شبابيًّا ثائرًا على استبداد زمن حسني مبارك وفساده. وأضاف قنديل -في مقاله بصحيفة "العربي الجديد"، اليوم الجمعة- أن معرفته بأفراد الحركة يجعل من الصعوبة الاقتناع بأن المنشور تحت عنوان "قبل الطوفان" ينتمي إلى خطابها ومنهجها في العمل، مؤكدا أن لغة البيان تبدو أقرب إلى أدبيات أحزاب الخريف، ومقولات رموز وقيادات "دولة العواجيز". وأوضح أن الصدمة في أن تبدو الحركة -كما في بيانها الأخير- على هذه الحالة من الترهل، والاستسلام للواقع، بقبحه ودمامته ودمويته، وتتحدث وكأنها بصدد البحث عن تشكيل جبهة معارضة، تذعن لنظام، يعلم الجميع أنه بلا شرعية سياسية، أو أخلاقية، ولم يذكر البيان كلمة "الانقلاب" بين سطوره، ولم يقطع برأي في نظام عبد الفتاح السيسي، ضده أو معه، إذ يتحدث عن حوار يبحث عما أسماها "حكومة تكنوقراط ذات توجه اقتصادي بحت، تخرج بالوطن من عثرته الإقتصادية"، مؤكدا أن هذه صيغة تبقى فضفاضة عائمة، إن لم تحدد لذاتها إطارًا سياسيًّا وزمانيًّا تتحرّك فيه، حيث لم يعرف متلقى البيان هل المقصود حكومة تكنوقراط مع بقاء النظام الحالي، أم بعد إزاحته؟ ناهيك عن أن "التكنوقراط ذوو التوجه الاقتصادي" ليسوا حلا سحريًّا، أو وصفة جاهزة مضمونة النجاح، إذا لم يكن هناك مشروع سياسي محترم. وقال: "لا أستطيع التسليم بأن هذا بيان "إبريلي" خالص، إذ تفوح منه رائحة حبر عواجيز المواءمات في مواضع، ورائحة "الدولتية أو الدولجية" في مواضع أخرى، خصوصا حين يضع الوطنية نقيضاً للسياسة، بالقول "الوطنية فوق السياسة"، وأظن هذا خطاب يليق بالقعود والقواعد من الثوار المعتزلين، ولا أريد الذهاب إلى أبعد من ذلك بالقول إنه خطاب لا يختلف عما يردده عمرو موسى ومكرم محمد أحمد. فما الذي يمنع من أن تكون هناك سياسة ووطنية في مشروع واحد؟ أي محب لحركة 6 إبريل سيتمنى أن يسمع أن هذا البيان مدسوس على موقع الحركة، أو أنه اجتهاد من شخص تسرّع فتحدث باسم حركة، عرفناها عفية ومتّقدة، ولا نتخيل أنها قرّرت الاستسلام لإغراء، أو غواية، المعلمين الكبار على "مقهى بعرة"، أو الجلوس على مقهى المعاشات".