أفاد شهود عيان من قرية "عرب أبو كُريّم" شمال أسيوط، بانتشار فيروس غامض قاتل، لا يجد الأهالي له علاجا، حتى الآن، وسط صمت حكومي، فيما يتوقع أطباء بعض المستشفيات الخاصة التي انتقل للعلاج بها بعض المرضى من أسيوط، أنه التهاب سحائي. المرض عبارة عن ارتفاع مفاجئ فى درجة الحرارة، رعشة فى الجسم، أعقبها ارتخاء فى العضلات، وفق ما كشفه بعض أهالي أسيوط في جولة ميدانية لصحيفة "المصري اليوم"، الصادرة اليوم الأحد. حيث تسبب المرض الغامض في وفاة حالتين خلال ساعات من الاصابة، فيما يهرع أهالي أسيوط بين الصيدليات الخاصة ومستشفيات القاهرة، التي تفشل في العلاج، رغم كلفته العالية التي تتجاوز 4 آلاف جنيه. نقلت الصحيفة عن شقيق «راشد» صاحب الثلاثين ربيعاً الذي توفي بمستشفى هرمل بالقاهرة، بعد إصابته بالمرض في 12 وحتى 16 سبتمبر الماضى، حيث عانى من الرعشة والغيبوبة، انتهت بوفاته بعد أن وفد من بلدته «دشلوط» إحدى قرى مدينة «ديروط» فى أسيوط، التى يعيش فيها بصحبة زوجته وابنيه الاثنين، حاملاً مرضاً منتشراً بين أهل القرية التى يعيش بها، ولا يعلم أى منهم ماهية الداء. وكشفت الصحيفة عن وجود مئات الحالات المُصابة بذات الأعراض، هاجس يزداد داخل المنازل مع كل إصابة جديدة، ارتفعت حدته مع سقوط الوفاة الثانية فى نفس الأسبوع لفتاة فى السابعة عشرة من عمرها، بينما تعُج صيدليات القرية بمئات الأشخاص الذين اصطفوا فى طوابير للحصول على «الجرعة» كما يسمونها. يقول محمد فايق: «شقيقى –راشد- كان فى البلد، وجاء للقاهرة لزيارتنا حاملاً أنفلونزا وارتفاعاً فى درجة حرارته، لم نتصور أن هناك شيئاً يستدعى القلق، لكن تجاوز درجة الحرارة حاجز الأربعين أعقبها دخول فى رعشة غريبة، دفعنا إلى البحث عن مستشفى خارج أسيوط». يضيف: «بدأت الرعشة يوم السبت 12 سبتمبر، ذهبت به لمستشفى رابعة العدوية، فى القاهرة، وبعد إجراء تحاليل قال الأطباء إنهم لم يتمكنوا من تحديد ماهية المرض وأسبابه، ونفس الأمر تكرر فى مستشفيات الإيطالى واليونانى، والحسين، وأحمد ماهر، وسيد جلال، وقصر العينى، والدمرداش التى فشل أطباؤها فى الحصول على عينة بذل نخاع سليمة لست مرات متتالية، وكل مرة يسحب الطبيب العينة يأتى بها دماء فتفسدها». بعد رحلة بحث وافق مستشفى «هرمل» وقبل حالة «راشد» لوجود غرفة رعاية مركزة به، يقول شقيقه: «بعد دخوله المستشفى طلبوا منى إحضار طبيب مخ وأعصاب، وبالفعل وجدت طبيباً مشهوراً فى منطقة المعادى اشترط الحصول على ما يوازى ألفى جنيه بالدولار كأجرة كشف خارج عيادته، ووافقت». يضيف: «بعد إجراء الكشف طلب الطبيب بعض الأدوية والحقن وكانت غير متوفرة فى مصر، قال لى إنها متوفرة فى دبى فأرسلت لطلبها، بالإضافة إلى طلب إجراء بعض التحاليل والفحوصات، وقمت بها يوم الثلاثاء وذهبت بها إلى المعمل لمعرفة نتيجتها، لكن فوجئت باتصال من المستشفى فى الثانية من صباح الأربعاء 16 سبتمبر يخبرنى بوفاة شقيقى». تشكك «فايق» فى أن تكون إصابة شقيقه بمرض الالتهاب السحائى، إلا أن طبيب «المخ والأعصاب» أكد له صعوبة الجزم بالإصابة إلا بعد ظهور نتيجة تحليل «بذل النخاع» التى لم تظهر قبل وفاة شقيقه، يقول فائق: «المستشفى رفض منحى نتيجة تحليل العينات حتى الآن، وفى شهادة الوفاة تركوا خانة سبب الوفاة فارغة واكتفوا بوضع علامة (-) ولم يذكروا السبب إلى الآن». الغريب أنه رغم مرور نحو شهر على انتشار الفيروس الغامض أن وزارة الصحة لم تحرك ساكنا، وسط انهيار الخدمات الصحية بالمستشفيات والوحدات الصحية الحكومية، وارتفاع تكلفة العلاج وسط تدهور المستوى الاقتصادي للسكان!!!