اتهم الدكتور يحيى حامد، وزير الاستثمار في حكومة هشام قنديل، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالتخلي عن المبادئ الديمقراطية لبريطانيا بدعوته لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بزيارة لندن. وقال "حامد" في مقال نشر له في موقع "إنترناشيونال بزنس تايمز" البريطاني، إن من عادة القادة الغربيين التأكيد على مبادئ الديمقراطية والتسامح والحرية التي تقوم عليها دولهم، فور تعرضهم لممارسات "بربرية"، مشيرا إلى وجود تضارب في تصريحات ديفيد كاميرون بشأن تفجيرات سوسة في تونس وسعيه في الفترة الأخيرة للتقرب من الدكتاتور المصري السيسي. وأضاف، أن التقارير الصادرة عن مؤسسات مستقلة مثل منظمة "العفو الدولية" وثقت قيام الانقلاب بالزج بعشرات الآلاف من النشطاء السياسيين في السجن، ناهيك عن سياسة التعذيب التي انتهجها النظام العسكري، و"المحاكمات الجائرة" التي انتهت بالحكم بإعدام المئات من السجناء السياسيين، من بينهم الرئيس المنتخب محمد مرسي، مشيرا إلى أن السيسي لم يتوقف عن المضي في سياسة "الإقصاء" التي ينتهجها "بوقاحة مذهلة"، وما زال يقوم باحتجاز واعتقال الصحفيين على الرغم من حملة التنديد الدولي التي رافقت احتجاز مراسلي قناة "الجزيرة" الثلاثة. وأكد أن "القمع السياسي الذي يمارسه نظام السيسي؛ أورث حالة من الضياع والاضطراب لدى الشباب، الأمر الذي تركهم فريسة للتنظيمات المسلحة، مثل "تنظيم الدولة"، الذي شهدت عملياته بصحراء سيناء خاصة، كثافة متزايدة منذ الانقلاب العسكري في سنة 2013، لافتا إلى أن ما تشهده مصر، اليوم، من موجة كثيفة من التفجيرات والاغتيالات التي اتسع مداها ليصل العاصمة؛ يعد دليلا على أن الحديث عن قوة وسطوة السيسي ليست إلا وهما. وطالب "حامد" البريطانيين الاختيار بين مساندة الديمقراطية الناشئة، ودعم الأنظمة الاستبدادية، معتبرا أن حلول السيسي في بريطانيا سيعني تخلي هذه الأخيرة عن مبادئها.