كشفت حركة "أبناء الأزهر الأحرار" لائمة الأوقاف عن عزوف المصلين عن الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان؛ بسبب استمارة الاعتكاف التي جعلتها وزارة الأوقاف شرطًا للاعتكاف بالمساجد هذا العام، وتحوي معلومات أمنية تهدد باعتقال كل من يقوم بتحريرها. وأكدت الحركة أنه لأول مرة هذا العام يتم تجميد سنة الاعتكاف في رمضان، بتوجهات مباشرة من عبد الفتاح السيسي في حربه ضد الإسلام، وأن محمد مختار جمعة وزير الأوقاف كان هو المنفذ لهذا المخطط الذي يسعى للقضاء على سنة مؤكدة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، لم تتوقف في مصر منذ الفتح الإسلامي لمصر في عهد الصحابي الجليل عمرو بن العاص.
وأوضحت الحركة أنه وفقًا لتقارير من داخل مديريات الأوقاف على مستوى الجمهورية لم تتعدّ طلبات الاعتكاف المقدمة سوى نسبة 2 % من نسبة المعتكفين قبل انقلاب 3يوليو 2013 ، خوفا من استمارة الاعتكاف التي تعرض على جهاز الأمن القومي "أمن الدولة".
وتشترط الاستمارة تحرير مقدم طلب الاعتكاف لعشر معلومات شخصية، كما أن الاستمارة تتضمن 8 محظورات يمكن لإمام المسجد إلغاء الاعتكاف، في حالة مخالفة المعتكف لأحد المحظورات!.
وأكدت الحركة - في بيان لها - أن الاستمارة نجحت بالفعل في القضاء على سنة الاعتكاف، بتخويف الراغبين في الاعتكاف أو صلاة التهجد؛ لأن الاستمارة سوف تذهب أولاً للأمن ليصبح لديه معلومات جاهزة، عن المتدين في كل منطقة وحي وقرية في مصر.
وأكدت الحركة أنها كانت قد طالبت جموع المصلين والراغبين في الاعتكاف، بمقاطعة مثل هذه الاستمارات الأمنية التي تكرس للدولة البوليسية العسكرية، وتقدم بيانات جاهزة يمكن استغلالها في أي وقت ضد المصلين، بغض النظر عن الانتماء السياسي، وهو ما لاقى استجابة من المصلين ورواد المساجد.
وشددت الحركة على أن مختار جمعة، وزير أوقاف السيسي، يقوم بدور خطير وخبيث لتفريغ المساجد من دورها الدعوي والبناء العقيدي، وتحويل الصلوات لطقوس خالية من الارتقاء الإيماني؛ وذلك لإرضاء قائد الانقلاب العسكري الذي يدعي أنه يقوم بثورة دينية، وهي في الحقيقة ثورة ضد الإسلام وثوابته وقيمه ومعاملاته.
وبدأت وزارة الأوقاف في توزيع الاستمارات على المحافظات تمهيدًا لتوفيرها بالمساجد، في بداية شهر رمضان وكشف مصدر بالوزارة أنه يشترط أن يقدم الراغب في الاعتكاف طلبه قبل بدء الاعتكاف بأسبوع على الأقل؛ حتى تعرض أسماء الراغبين في الاعتكاف على الأجهزة السيادية؛ بدعوى حماية المساجد من المتطرفين والإرهابيين، مؤكدًا ضرورة أن يكون الاعتكاف في مسجد نفس المنطقة التي يسكن بها مقدم طلب الاعتكاف، فضلاً عن استكمال كافة بيانات استمارة الاعتكاف، وتقديمها للجهات الأمنية، والانتظار حتى تأتي الموافقة.
وكشفت الوثيقة التي انفردت بشرها "وراء الأحداث" عن طلب الاستمارة 10 بيانات رئيسية عن المتقدم للاعتكاف، وهي: "الاسم واسم الأب واسم الجد والعائلة والوظيفة والرقم القومي ومحل الإقامة كاملاً ورقم التليفون والمؤهل الدراسي"، مع ذكر أقرب مسجد له والمسجد الراغب في الاعتكاف فيه .
وقالت الوثيقة: إن المساجد تقوم بتجميع الاستمارات وإرسالها لمديريات الأوقاف بالمحافظات، التي تقوم بدورها بعرضها على الجهات الأمنية.
وتضمنت وثيقة الاعتكاف 8 محظورات يحق لإدارة المسجد إلغاء الاعتكاف فورًا إذا ارتُكب أحد منها وهي:
1 اصطحاب أكثر من غطاء وملاءة واحدة.
2 . صلاة التهجد خلف شخص آخر غير إمام المسجد أو تأخيرها عن الساعة 12 ونصف صباحًا.
3 إزعاج المصلين.
4 الجلوس في الأماكن غير المخصصة
5 عدم المحافظة على نظافة المسجد
6 عدم إنهاء الاعتكاف بعد صلاة العشاء في آخر يوم في رمضان.
7 تعليق الملابس على جدران المسجد
8 النوم في الأماكن غير المخصصة
وكانت وزارة الأوقاف قد حددت 247 مسجدًا فقط للاعتكاف في القاهرة الكبرى، منها فقط 196 مسجدًا لصلاة التراويح بالقاهرة لنحو 17 مليون قاهري!.
أما في مدينة الإسكندرية، فأكدت أنه لن يسمح لنحو 4٫5 ملايين مواطن هناك إلا ب19 مسجدًا لتأدية صلاة التراويح فيها، وفي الإسماعيلية 18 مسجدًا فقط للاعتكاف و6 لصلاة التراويح، وفي البحيرة 245 مسجدًا للاعتكاف و79 لصلاة التراويح!.