"إسرائيل" تمتلك 6 غواصات دولفين بالفعل.. ويمكن استخدامها نوويا! صفوت الزيات: تل أبيب تستهدف تقييد منظومة التسلح المصرية.. واحتجاجاتها ليست جديدة د. محمد عبد السلام: إسرائيل تخشى التفوق البحرى المصرى اعتبر خبراء إستراتيجيون وعسكريون ما أبرزته وسائل الإعلام الإسرائيلية حول تقديم إسرائيل احتجاجا رسميا إلى ألمانيا بسبب إقدام الأخيرة على عقد صفقة لتزويد سلاح البحرية المصرية بغواصتين من طراز "209"– والتى تعد النموذج الأولى الذى طورت على أساسه غواصات دولفين التى حصلت عليها إسرائيل من ألمانيا- جزءا من إستراتيجية إسرائيلية دائمة قائمة بالدرجة الأولى على أساس منع جميع دول المنطقة العربية من تطوير سلاحها تقنيا والضغط على الدول المصنعة للسلاح من أجل الانحياز إلى إستراتيجية الجانب الإسرائيلى للتسلح فى المنطقة، والتى تستهدف فى النهاية الإبقاء على فجوة تكنولوجية وتقنية كبيرة بينها وبين دول الجوار مجتمعة. فى هذا الإطار يرى العميد صفوت الزيات– الخبير العسكرى– أن ما نقلته بعض وسائل الإعلام بشأن الاحتجاج الإسرائيلى ليس جديدا، ويأتى فى إطار السعى لتقييد منظومة التسليح الحديثة لمصر على وجه الخصوص، خاصة وأن برنامج المساعدات العسكرية الأمريكية يضمن لتل أبيب التفوق النوعى على الجانب المصرى. وأضاف أن اكتفاء مصر بالمساعدات العسكرية الأمريكية يعنى الاستسلام لمنظومة تفوق نوعى إسرائيلى ليست فى صالح مصر إستراتيجيا، وهو ما دفع القيادة العسكرية فى مصر إلى محاولة تنويع مصادر تسلحها. وأشار الزيات إلى أن إسرائيل تمتلك بالفعل 6 غواصات من طراز دولفين، التى تحاول منع مصر من الحصول عليها، حيث تتمثل أهميتها الإستراتيجية فى أنها من الممكن أن تستخدم لتوجيه ضربات نووية فى حال امتلاك الدولة الحائزة عليها للسلاح النووى. وفى السياق ذاته، يرى الخبير العسكرى الدكتور محمد عبد السلام أن السلوك الإسرائيلى بشأن صفقة الغواصتين الألمانيتين ليس جديدا، فهى دائما ما تحتج على حصول مصر على أى أسلحة متطورة للحفاظ على توفق عسكرى نوعى. لكن الجديد فى الصفقة– بحسب عبد السلام– هو أنها تمثل تطورا نوعيا فى مستوى تسليح البحرية المصرى التى عرف عنها بأنها ظلت الأقوى فى المنطقة فترة طويلة من الزمن، غير أن العهد البائد شهد تراجعا مصريا فى جميع المجالات استفادت منه إسرائيل، ويمكن لصفقة الغواصتين أن تعيد التفوق البحرى المصرى من جديد، وهو ما يمثل علامة قلق شديد لدى إسرائيل. وأضاف: "بالتأكيد لم تعد البحرية المصرية هى البحرية الأولى، لكنها رغم كل الظروف احتفظت بعوامل قوة كبيرة تحاول إسرائيل إجهاضها". ولفت عبد السلام إلى أن الاحتجاج الإسرائيلى يستهدف أيضا الضغط على ألمانيا للحصول على مقابل موازٍ للصفقة مع مصر، وليس لوقف صفقة الغواصتين بالضرورة. وكانت وسائل الإعلام العبرية فى إسرائيل قد أبرزت الغضب الإسرائيلى العارم من قرار ألمانيا ببيع غواصتين لمصر، ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" فى عددها الصادر الأحد عن محافل رفيعة المستوى فى تل أبيب قولها إن القرار الألمانى يُشكل تحولاً للأسوأ فى العلاقات بين الدولة العبرية وألمانيا، ومع ذلك شددت المصادر عينها أن القرار لم يُصادق عليه من قبل الحكومة الألمانية، معربة عن ثقتها بأن الحكومة الألمانية لن تصادق عليه فى نهاية المطاف. وساقت الصحيفة- الأوسع انتشارًا فى إسرائيل- قائلةً إن قائد سلاح البحرية المصرى، أسامه أحمد الجندى، أعلن يوم الجمعة أن القاهرة ستزيد عدد غواصات سلاح البحرية المصرى عبر شراء غواصتين حربيتين من ألمانيا من طراز 209، مشيرةً إلى أن هذا النوع من الغواصات استخدم بالأساس لتطوير غواصات دولفين الست التى باعتها ألمانيا لإسرائيل. ونقلت الصحيفة عن المسئول المصرى قوله إن الهدف من شراء هاتين الغواصتين هو تأمين حركة الملاحة فى قناة السويس، وحماية المياه الإقليمية المصرية. وبحسب المصادر الأمنية والسياسية فى تل أبيب، فإن الدولة العبرية تأمل فى أن تفى الحكومة الألمانية بتعهدها بعدم بيع غواصتين لمصر، خاصة فى الظروف الحالية الحساسة التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط، لأن تزويد سلاح البحرية المصرى بغواصتين سيمنح مصر تفوقا بارزا على الأسطول الإسرائيلى، على حد تعبيرها.