تمر اليوم السبت، الذكرى السنوية ال13 لمعركة ومجزرة مخيم جنين التي تخللها معارك ومواجهات عنيفة بين الأهالي والمقاومة من جهة، وقوات الاحتلال على مدار عشرة أيام. استشهد خلال المعركة 63 فلسطينيا بينهم 23 مقاتلا من مختلف فصائل المقاومة التي خاضت المعركة، فيما اعترف الاحتلال بمقتل 23 جنديا وإصابة العشرات، وهدمت آلياته العسكرية 455 منزلاً بشكل كامل و800 منزلاً بشكل جزئي، وشردت آلاف اللاجئين.
أكدت حركة حماس في مخيم جنين أن ذكرى المعركة يجب أن تشكل حافزًا لإعادة توحيد الصف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، والاستفادة من لحمة الميدان التي تجلت في معركة مخيم جنين في إعادة البوصلة لخط المقاومة الأنجع في ردع الاحتلال.
وقالت كتائب شهداء الأقصى في مخيم جنين في بيان لها بهذه الذكرى، إنها تجدد العهد على ألا تسقط البندقية، وألا تغيب شمس المقاومة حتى يتحرر آخر شبر وآخر شجرة وآخر حجر في فلسطين.
وشددت حركة الجهاد الإسلامي في مخيم جنين على المعاني البطولية لمعركة مخيم جنين "والتي لن ينسى الاحتلال مرارة الهزيمة التي تعرض لها أمام مقاومين أصحاب إرادة وإيمان"، مستذكرة شهداء المعركة.
كان 58 فلسطينيًّا في المخيم استشهدوا خلال 14 يومًا من المعارك والمواجهات المستمرة مع قوات الاحتلال، في الوقت الذي قتل فيه 23 جنديًّا صهيونيًّا وجرح أكثر من 100 آخرين، فيما كان أريئيل شارون يشرف بشكل مباشر على العمليات العسكرية في المخيم.
وشهدت المعركة محطات بارزة أبدعت خلالها كتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى في تنفيذ هجمات جريئة بأسلحة بسيطة وبوضع خطة عسكرية أربكت قوات الاحتلال التي اضطرت في نهاية المطاف لهدم المخيم على رؤوس ساكنيه من أجل السيطرة عليه.
وكانت أكثر العمليات العسكرية إثارة في الاقتحام هي الكمين المحكم الذي قاده الشهيدان القساميان الأخوان محمد وأحمد الفايد، والشهيد شادي النوباني وقتل فيه 13 جنديًّا تفجيرًا، وأخذ شارون بعده القرار بهدم المخيم.
وكما يستذكر في هذه المعركة أربعة قادة عظماء في هذه المعركة استشهدوا خلالها، وهم: قائد سرايا القدس محمود طوالبة، وقائد كتائب القسام في المخيم محمود الحلوة، وقائد كتائب شهداء الأقصى زياد العامر، والضابط في الأمن الوطني والمتمرد على قرارات السلطة الشهيد القائد أبو جندل.
ولا تُذكر معركة مخيم جنين دون ذكر القائد الكبير في كتائب القسام الشيخ الشهيد نصر جرار والذي أصر على المشاركة في المعركة رغم بتر رجله ويده في إحدى العمليات السابقة، وقد انتشل حيًّا من تحت أنقاض إحدى البنايات عقب انسحاب قوات الاحتلال وقد فقد رجله الأخرى نتيجة الردم ليستشهد لاحقًا في اشتباك مسلح في طوباس.
وبدوره؛ أبرق القيادي في حركة حماس الشيخ جمال أبو الهيجاء، أحد قادة المعركة من سجنه؛ حيث يقضي حكمًا بالسجن تسعة مؤبدات، رسالةً أكد فيها على أهمية إعادة بناء اللحمة الوطنية في الميدان وإعادة الاعتبار لخط المقاومة. كما شدد القيادي في الحركة الشيخ الأسير إبراهيم جبر -والذي أسر في ذروة المعركة- على ضرورة أن تتجلى معاني المعركة في نقل روح المقاومة للجيل الناشئ حتى يسير على ذات الخطى ويحفظ الوصية حتى التحرير.