في الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمى للمرأة، والذي يوافق اليوم الثامن من مارس، تعيش المرأة المصرية مأساة حقيقية منذ حدوث الانقلاب العسكرى، حيث المطاردة والمعتقلة والشهيدة والأرملة والمختطفة والمحكوم عليها بالإعدام، لا لذنب اقترفته إلا تأييد الشرعية ورفض الانقلاب الدموى الغاشم. وللأسف لم تحرك المنظمات الحقوقية العالمية والمصرية ساكنا تجاه ما يحدث لفتيات مصر، وسط صمت رهيب وخزى من منظمات المجتمع الدولى، حيث يقتصر دور المجلس القومي للمرأة المصرية، ومركز الأمومة والطفولة، على المشاركة في الفعاليات والمحافل الدولية للاحتفال باليوم العالمي للمرأة، وإصدار تقارير وبيانات إعلامية تتحدث عن تمكين المرأة ومساواتها مع الرجل، دون رفع الظلم الواقع علي المغيبات في سجون الانقلاب. 90 شهيدة منذ الانقلاب وحتى الآن، بلغ عدد الشهيدات 90 شهيدة، وأكثر من 3000 معتقلة مازال 56 منهن رهن الاعتقال، كما حدثت أكثر من 50 حالة اغتصاب تم توثيق 20 حالة منهن، كذلك تمت إحالة 20 امرأة إلى المحاكمات العسكرية، بالإضافة إلى حكم بالإعدام على سيدة و3 حالات إخفاء قسري، وذلك وفقا لبيان "حركة نساء ضد الانقلاب". ودعت الحركة -فى بيان لها- إلى تنظيم وقفات تضامنية اليوم الأحد، حول العالم لدعم المرأة المصرية والوقوف بجانبها في هذه المأساة، ودشنت هاشتاج "نص الوطن محبوس" للتضامن مع المرأة المعتقلة في ذلك اليوم، مناشدة المنظمات الحقوقية الدولية والمعنية بحقوق المرأة إلى الاضطلاع بدورها نحو المرأة المصرية، خاصة بعد الصمت المريب والتخاذل الدولي المخزي تجاه ما يحدث للمرأة فى مصر من انتهاكات وجرائم موثقة في ظل النظام الحالي. إعدام مسنة ولأول مرة، يتم الحكم بالإعدام على مسنة، ففى ديسمبر الماضى قضت محكمة جنايات القاهرة بإحالة أوراق 188 معتقلاً إلى المفتي على خلفية أحداث كرداسة بالجيزة، من بينهم المعتقلة "سامية شنن"، وكذلك ابنيها المعتقلان معها على ذمة القضية ذاتها، ليكون ذلك هو أول حكم حضوري بالإعدام ضد امرأة، وبإضافة ابنيها يكون أول حكم بإعدام أسرة كاملة منذ الانقلاب العسكري، وكذا يعتبر حكم الإعدام الوحيد ضد المعارضات السياسيات. أقدم معتقلتين في سجون العسكر وتعتبر الاختان هند ورشا منير، من أقدم المعتقلات فى سجون الانقلاب، إذ تم اعتقالهما فى 16 من أغسطس 2013، أى فى أحداث رمسيس الثانية، وتم إيداعهما سجن القناطر، بتهم ملفقة وهى الاعتداء على المواطنين وإرهابهم وحيازة أسلحة نارية (بنادق آلية) فى حقائب أيديهما، وتوفى زوج إحداهما أثناء انتظاره فى طابور الزيارة لزيارتها. وصدر ضدهما حكم بالسجن المؤبد، وهذا ما دفعهما للدخول فى إضراب مفتوح عن الطعام"، وهناك الكثير من الأمثلة لحرائر معتقلات خلف قضبان سجون العسكر، وراء كل منهن بطولة عظيمة تندي لها جبين الرجال.