"الجيش المصري بخير.. وأمن الخليج خط أحمر.. الجيش المصري جاهز للحفاظ على أمن الخليج".. لم تكن مجرد عبارات سعى من خلالها قائد الانقلاب لمغازلة داعميه في دول الخليج، لضمان استمرار تدفق ملياراتهم التي أنقذت انقلابه من السقوط على مدار أكثر من عام، بحسب ما اعترف بنفسه. وإنما هي حقيقة واقعة كشفها خبراء عسكريون وصحف أجنبية، رغم كل محاولات التعتيم في الداخل؛ حيث أكدوا قيام سلطات الانقلاب خلال العام الماضي بنشر آلاف الجنود المصريين على الحدود السعودية من أجل حمايتها من أي خطر يهددها. ونشرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" بتاريخ 3 يوليو 2014 تقريرًا مطولاً كشفت خلاله عن أن المملكة العربية السعودية نشرت الآلاف من قوات من مصر وباكستان على طول حدودها مع العراق، وسط مخاوف بالغة من تعرضها للغزو من قبل مسلحين منشقين عن تنظيم القاعدة. ونقلت الصحيفة -عن مصادر أمنية في الخليج- أن الرياض التي أصابها الذعر من زحف قوات الدولة الإسلامية اتخذت خطوة بطلب المساعدة العسكرية من حلفائها المقربين لمراقبة وحراسة الحدود المخترقة مع العراق التي يبلغ طولها 800 كلم، وأضاف التقرير أن السعودية أنفقت ما يقدر بحوالي 35 مليار جنيه استرليني على ميزانية الدفاع. وأورد التقرير تفاصيل عديدة حول التقارب الاستراتيجي الذي يضم كلا من دولة الاحتلال الإسرائيلي ومصر والسعودية والإمارات من أجل مواجهة ما أسموه مخاطر الحركات الإسلامية المسلحة، وحركات الإسلام السياسي غير المسلحة، والنفوذ الإيراني في شرق البحر الأبيض المتوسط. وفي سياق متصل، نشرت مجلة "إتجلجنس ريبورت" الاستخباراتية الأمريكية خبرًا في يوليو الماضي حول انتشار قوات خاصة تابعة للجيش المصري ترابط على الحدود الشمالية للسعودية، "فرقة التدخل السريع 777"، ومعها كتيبة من جنود الجيش الباكستاني، لمنع داعش من التوجه إلى السعودية، وهو الخبر الذي علق عليه موقع "ديبكا" الاستخباراتي الصهيوني بالقول "إن القوات المصرية أبدت من قبل استعدادها لحماية المملكة". وأضاف: الاستراتيجية العسكرية المصرية السعودية جاءت في أعقاب معلومات استخباراتية جمعتها طائرات استطلاع سعودية، تظهر مقاتلي داعش متوجهين إلى السعودية، للسيطرة على معبر عرعر بين العراق والسعودية. وصرح مصدر دبلوماسي يمني في فبراير الجاري أن القوات المصرية أرسلت أكثر من 25 ألفا من نخبة قواتها المسلحة إلى جنوب السعودية لحماية حدودها مع اليمن، حيث يسيطر المسلحون الحوثيون على مساحة كبيرة من الشريط الحدودي مع السعودية في شمال اليمن. وتوقع المصدر أن يزداد هذا العدد من القوات المصرية المرابطة على الحدود السعودية اليمنية، لحماية الحدود السعودية، وأيضا للقيام بضربات خاطفة ضد الحوثيين في حال استدعى الأمر التدخل العسكري الاقليمي في اليمن، وكانت المملكة العربية السعودية قد علقت مؤخرًا كافة أعمال سفارتها في العاصمة اليمنية صنعاء لأسباب أمنية.