"المطرية".. أيقونة انتفاضة يناير 2015

تحول حي المطرية -شرق القاهرة- إلى أيقونة جديدة لانتفاضة موجة 25 يناير 2015، بعد الصمود الهائل الذي أظهره ثوار وأحرار المطرية في وجه جحافل الجيش والشرطة التي هاجمت فعلياتهم الثورية على مدى يومين، فمنذ الساعات الأولى لانطلاق الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير في مختلف محافظات الجمهورية، تحولت المطرية إلى شعلة ثورة مطالبة بإسقاط الانقلاب العسكري، وعودة الشرعية، والقصاص للشهداء والإفراج عن المعتقلين، ونجحت على مدى أكثر من 11 ساعة في التصدي للهجمات المتوالية لقوات الانقلاب.
إصرار الثوار
انتهى اليوم الأول بسقوط 14 شهيدًا وإصابة العشرات، وبعد تشييع بعض جثامين شهداء اليوم الأول تواصلت الانتفاضة الثورية لشباب المطرية، مؤكدين أن تصاعد جرائم داخلية الانقلاب لن تنال من إصرارهم على استكمال ثورتهم مهما كانت التضحيات، وتصدوا لهجوم داخلية الانقلاب الشرس لليوم الثاني على التوالي، مما أسفر عن إصابة عشرات الشباب بالرصاص الحي.. كان أبرزهم حاليتن خطرتين وهما للشاب محمد شداد، وشاب قبطي يدعى "ابنوب عاطف".
وهذا ما دفع اللواء سيد شفيق -مساعد وزير داخلية الانقلاب- إلى الاعتراف بفشل الداخلية في التعامل مع ثوار المطرية، وقال -في تصريحات صحفية-: إنه سيتم إعادة النظر في الخطة الأمنية لمنطقة المطرية.
إعلام "عباس كامل"
أصاب الصمود الأسطوري لثوار المطرية إعلام الانقلاب الموجه من مكتب "عباس كامل" بحالة من الفزع؛ حيث انطلق الإعلامي الأمني أحمد موسى -عبر قناة صدى البلد، المملوكة لعضو سياسات الحزب الوطني المنحل محمد أبو العينين- محرضًا على قتل أهالي المطرية، ومطالبا بدكها، وقال: "لازم الداخلية تقوم بعملية مشابهة لما حدث في كرداسة"، مطالبا بمحاصرة المطرية منزل منزل، زاعمًا إن المطرية بها أكبر نسبة إرهاب، وتابع: "معدينش مشكلة تقتل 10 أو 400".
بالفيديو.. "قناة ساويرس" تحرض على قتل الإخوان
بالفيديو.. حكومة الانقلاب تعترف بالتطور النوعي لانتفاضة 25 يناير
خرج "عمرو أديب" في حالة أكثر هدوءًا محذرًا من أن تتحول المطرية إلى رابعة جديدة، ومطالبا بسرعة التدخل والتعامل مع الموقف، وعرض عددًا من الصور التي تؤكد تصاعد الحشد في المطرية، مؤكدا أنه هناك أزمة في المطرية، وأنه لن تسطيع الجهات الأمنية القبض على أهالي المطرية كلها.
إعلامي انقلابي: المطرية "كارثة".. ومفيش ظابط يقدر يدخلها
المطرية لم تكن المنطقة الوحيدة التي أظهرت بسالة في التصدي لقمع الانقلاب، وعصت على الرضوخ لقمعه، فقد سبقتها الألف مسكن في القاهرة، وقرية المهاجرين بالإسكندرية، ودلجا بالمنيا، وغيرهم الكثير لكنها كانت المحور الأبرز الذي أعاد لثروة يناير بريقها في ذكراها الرابعة.