أثار تدهور الحالة الصحية للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، العديد من التساؤلات حول مستقبل الحكم بالمملكة؟ ومن سيخلف الملك؟ وهل سيكون انتقال السلطة بسلاسة أم أن ما يتردد عن وجود صراعات داخل العائلة المالكة سيؤثر علي هذا الانتقال؟ . وقال الباحث سايمون هندرسون - من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدن: إن مرض الملك السعودي الذي تقدم به العمر ، ويبلغ من العمر 91 عاما ، وإدخاله المستشفى منذ 3 أيام لإجراء فحوصات طبية، يثير مخاوف في المنطقة وخارجها؛ خاصة أن السعودية تعتبر من أهم منتجي النفط في العالم، كما أن أي مشاكل في الخلافة ونقل السلطة تؤثر على سوق النفط العالمي وعلى المشاكل الإقليمية نظرا للدور الذي تضطلع به الرياض، إضافة إلى دخولها في الآونة الأخيرة في التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم داعش. وأشار إلى أنه في حالة وفاة الملك أو عجزه عن الحكم فإن ذلك سيزيد من مظاهر التوتر داخل العائلة، لافتًا إلى وضع الملك ترتيبات لنقل سلس للسلطة حيث عين شقيقه الأمير سلمان وليا للعهد، بعد وفاة كل من الأمير سلطان ونايف اللذين شغلا المنصب، ونظرا لاعتراف الملك عبد الله بتقدم عمر من تبقى من أبناء الملك عبد العزيز بن سعود ممن لهم الحق بالملك قام بتعيين أصغر إخوته الأمير مقرن وليا لولي العهد وذلك في مارس العام الماضي. ويرى هندرسون أن الإعلان عن خضوع الملك لفحوصات طبية يقترح قلقا حول صحة الملك، فدخوله المستشفى الذي يحمل اسمه يعني أن وضعه الصحي مقلق للغاية لأن قصوره فيها من الأجهزة الطبية الكافية لعلاجه والتصدي لمشاكله المتعلقة بآلام الظهر وحاجته للتنقل وهي مشاكل معروفة حيث تعرض الملك لعمليات جراحية في عامي 2011 و 2012. وتابع : أما المشاكل التي لم يعلن عنها فهي ناتجة عن آثار عادة التدخين التي مارسها الملك. ويقول الكاتب إن ترتيبات الخلافة واضحة فمن الناحية النظرية سيتولى الأمير سلمان (78 عاما) الحكم لكنه يعاني من مشاكل في الذاكرة أو خرف، ولاحظ زواره أنه يفقد التركيز بعد دقائق من الحديث ويصبح كلامه غير مفهوم، وكون الأمير سلمان يظهر بصورة النشيط نابعة من تصميمه على الحكم أو تصميم من حوله لينصب ملكا. ولفت الكاتب إلى أن الملك عبد الله لم يكن قادرا على استبدال الأمير سلمان بسبب التنافس داخل العائلة الحاكمة ولهذا عين الأمير مقرن كنائب لولي العهد، متجاوزا في هذا مطالب بقية الأشقاء ولم يحصل القرار على إجماع كبار الأمراء. وأوضح أنه ورغم ندرة ظهور الملك في العلن إلا أنه ظل صانع القرار الوحيد في البلاد والتقى في تشرين أكتوبر بالأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر لحل الخلافات بين دول مجلس التعاون الخليجي خاصة قطر، واستقبل الملك عبد الله الثاني، العاهل الأردني في منتصف الشهر الماضي. ويرى هندرسون أن فترة علاج طويلة للملك وفراغ في السلطة بالرياض ستثير مظاهر القلق العالمي نظرا لموقع السعودية في سوق النفط العالمي، كما ستتأثر القضايا المتعلقة بالدور السعودي في الدول العربية والكفاح ضد تنظيم الدولة الإسلامية والتوتر المستمر في مناطق الشيعة الذين يتأثرون بإيران.