توترت الأجواء على نحو متصاعد فى استاد القاهرة الدولى قبيل انطلاق مباراة نهائى بطولة الكونفيدرالية الإفريقية بين الأهلى وضيفه القادم من كوت ديفوار فريق سيو سبورت، على خلفية إعلان داخلية الانقلاب اقتحام 2000 مشجع من رابطة أولتراس أهلاوى لملعب الموقعة الإفريقية. وجاء بيان الداخلية ليعيد للأذهان ذكريات مذبحة بورسعيد قبل عامين، عندما تواطئ المجلس العسكرى أثناء توليه إدارة شئون البلاد بتكليف من المخلوع مبارك، لتمرير مذبحة بورسعيد والتى راح ضحيتها 74 مشجعا من أنصار الفريق الأحمر، والتى أعتبرها الخبراء بمثابة عقاب جماعى لروابط الأولتراس جراء مشاركتهم الفاعلة فى الثورة وما تبعها من فعاليات. ولأن ديدن العسكر هو إشاعة الفوضى واستباحة الدماء من أجل ترسيخ أركان حكمه المنهار، فلا يمكن اغفال إمكانية تدبير أمر بليل من أجل توجيه الرأي العام بعيدا عن تردى الأوضاع الاقتصادية فى البلاد، والتغطية على فضيحة التسريبات التى بثتها قناة "مكملين" الفضائية، والتى فضحت تزوير ثالوث السلطة فى مصر "الجيش والشرطة والقضاء" الأوراق لتوريط الرئيس الشرعى وقادة جماعة الإخوان. وأعلنت وزارة داخلية الانقلاب، في بيان لها صباح اليوم، اقتحام عدد من جماهير النادي الأهلي إلي مدرجات ملعب القاهرة قبل فتح الأبواب في الواحدة ظهراً، مشددة على أنها لن تسمح بأى تجاوز وستتعامل بحزم مع الشباب فى حال مخالفة تعليمات الأمن. وأوضح جناح الانقلاب الأمنى أن 2000 من جماهير النادي الأهلي قد قاموا بالدخول إلي مدرجات الإستاد بإستخدام "لوري" قبل استعداد قوات الداخلية لتأمين اللقاء وتفتيش الجماهير، وأنها دخلت فى مفاوضات مع قيادات الأولتراس لإحتواء الموقف وتمرير المباراة بسلام. وجاء نص البيان: "فى ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت الموافق 6 ديسمبر الجارى، اقتحم عدد من عناصر الأولتراس استاد القاهرة المقام عليه مساء اليوم مباراة فريقى النادى الأهلى وفريق سيوى سبورت الإيفوارى، من خلال باب الاستاد البحرى باستخدام سيارة نقل "لورى" وتحطيم الباب وإحداث تلفيات به، وتمكن حوالى 2000 منهم من الوصول إلى مدرجات الاستاد، قبل انتظام خدمات تأمين المباراة". وأضاف البيان: "تم التحفظ على السيارة المستخدمة فى الواقعة، وجارى إتخاذ الإجراءات القانونية والأمنية اللازمة للتعامل مع الموقف خشية إندساس عناصر من مثيرى الشغب بينهم". ولا شك أن إشاعة مقدمات حول إندساس مجموعات يثير الريبة فى النفوس من مغبة ما يمكن أن يحدث فى ملعب القاهرة، مساء اليوم، خاصة وأن الشعب المصرى قد استوعب دروس الماضى جيدا وكشفت الأحداث ومجريات الأمور عن هوية الطرف الثالث والعناصر المندسة والتى تورطت فى مذابح محمد محمود والعباسية وملعب بورسعيد وماسبيرو، وكلفت البلاد مزيد من دماء شبابه الغالية.
ويخشى المراقبون أن يلجأ مليشيات العسكر إلى مذبحة جديدة تخطف الأنظار بعيدا عن فضيحة التزوير، وتمنح داخلية الانقلاب المبررات لمزيد من القمع والبطش، وتصدر للغرب أن مصر تحارب الإرهاب، وتلهي الشعب فى تبعات المذبحة بعيدا عن فشل الانقلاب فى إدارة البلاد وقيادته بإقتدار نحو الهاوية.