حذرت جامعة الدول العربية إسرائيل من اعتزامها إقامة وتنظيم "مهرجان الخمور"، في أكبر مسجد في مدينة بئر سبع "المسجد الكبير"، يومي الخامس والسادس من شهر سبتمبر المقبل، تشارك فيه العديد من الشركات والمؤسسات المنتجة للخمور. وذكر بيان صادر عن قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية اليوم، أن هذا المسجد تم بناؤه منذ أكثر من مائة عام خلال فترة الخلافة العثمانية، ثم أغلقته إسرائيل ومنعت الصلاة فيه، وذلك رغم استمرار وتعدد المطالبات التي وجهت إليها، لإتاحة الصلاة فيه أمام المصلين من أهل المدينة المسلمين أو من زوارها من القرى والمناطق الأخرى المتاخمة لبئر السبع. ووصفت الجامعة إقامة مثل هذا المهرجان في هذا المسجد الإسلامي بأنه أمر خطير للغاية، وقالت، إنه دعوة واضحة من السلطات الإسرائيلية للتوتر والاستفزاز، واستهتار بالغ بمبادئ القانون الدولي والأعراف الدولية، وبالقيم والمشاعر الدينية لنحو 1.5 مليار مسلم في مختلف دول العالم، وهو انتهاك لكل الأعراف والتقاليد والقرارات الدولية التي تحث على احترام الأديان، والحفاظ على مقدساتها ومواقعها. وأشار البيان إلى أن هذا الإعلان الخطير يأتي في الوقت الذي قام فيه عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف، ميخائيل بن أري، بتمزيق كتاب المسيحية المقدس "الإنجيل"، وإلقائه بكل امتهان في سلة النفايات ووصفه بألفاظ مهينة، كما يأتي بعد قيام أربع فتيات إسرائيليات "القرءان الكريم"، في داخل الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل الفلسطينية، وذلك استمرارا لممارسات الانتقاص والامتهان للمقدسات الإسلامية والمسيحية، التي تمارسها إسرائيل وجموع المتعصبين والمتطرفين اليهود فيها، بما في ذلك الحرق والهدم والاعتداء على المساجد والكنائس والأديرة، وتحويل العديد منها إلى نواد ليلية أو متاحف أو إبقاؤها كأماكن مهجورة، هذا إضافة لملاحقة رجال الدين الإسلامي والمسيحي، والاستهداف المباشر للمسجد الأقصى المبارك، وتجريف مقابر الصالحين والشهداء في مقبرتي مأمن الله، وباب الرحمة، في انتهاك واضح ومستفز لحرمة الموتى المسلمين والمسيحيين. وأدانت جامعة الدول العربية هذه الاستفزازات الخطيرة والتعدي على أصحاب الديانات الأخرى، وتدعو إلى التدخل الجاد لكل المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، لوقف هذه السياسات والممارسات غير المسئولة، وضرورة إلزام إسرائيل ومسئوليها بالاحترام الكامل لكل المؤسسات والرموز والمقدسات الدينية لأصحاب الديانات الأخرى، أسوة بما تقوم به الدول العربية ومختلف دول العالم من توفير الحماية والاحترام الكاملين لكافة المقدسات ودور العبادة الإسلامية والمسيحية واليهودية.