يرى ياسر زيادة -باحث سياسي- أن مسمى حركة "ضنك" يشير إلى ارتباطها بمطالب اجتماعية وليست سياسية، وتدق باب عدم العدالة التوزيعية للدخل والثروة وحتى السلطة. وتأتي أهميتها في سياق مقاومة نظام الظلم الانقلابي القائم بسبب الظلم الاجتماعي المتزايد، وإن لم تأتِ تسمية الانقلاب في بيانهم؛ ولكن يمكن النظر لها أنها حركة احتجاجية جديدة تنشأ في ظرف سياسي مواتٍ لنشوء مثل هذه الحركات، وبالتالي فهي ستشكل إضافة في مقاومة الانقلاب بصرف النظر عن أهدافها. وأضاف في تصريح خاص ل"الحرية والعدالة" وجاء إعلان الحركة في توقيت يتماشى مع تسميتها وأهدافها، بعد رفع الدعم عن الوقود والكهرباء والتموين. وبالتالي تطابق مسمى الحركة مع أهدافها مع التوقيت الذي خرجت فيه. لذا فإن التركيز على المطالب الاجتماعية فقط يمكن أن يجذب قطاعات غير مسيسة ترفض الإطار السياسي لرفض الانقلاب المتمثل في إسقاط الانقلاب كاملا وعودة الشرعية.
واعتبر أن فرص النجاح ترتبط بتواصل أعضاء الحركة ومؤسسيها مع الإعلام بداية؛ خاصة أن الإعلام هو الوسيلة الأبرز لوصول أهداف الحركة للجمهور المخاطب. وأيضا في العمل الميداني لأعضائها في المدن والقرى، واختيار الأماكن المناسبة لنشر أهدافهم. والعامل الأبرز في فرص النجاح والفشل في وجودها هو تغافل الأمن عن أعضائها وتركهم يعملون.
أما عن مدى الاستجابة لهذه الحركة أشار "زيادة" إلى أنه يمكن تقسيم الجمهور إلى فئتين، فئة لها مواقف واضحة من رفض الانقلاب فستكون أبرز المستجيبين ولكن فكرة النزول في يوم 9/9 المقبل التي دعت لها الحركة ونجاحها يعتمد برأيه على ضرورة التنسيق مع الاحتجاجات والتظاهرات اليومية القائمة فعلا. وتابع: والفئة الأخرى وهي الفئة المؤيدة للانقلاب ولكنها بدأت تشتكي مر الحال بسبب رفع الدعم وارتفاع الأسعار وتزايد البطالة وظلم الشرطة لكثير من هذه الفئات. ولكن لا نضمن تأييد هذه الفئة للنزول أو للتظاهر ضد نظام ما زال كثير منهم يؤيد قائده وإن اشتكى مر العيش، خاصة أنهم أسرى لإعلام عمل على غسيل عقولهم مدة من الوقت وتخويفهم بإرهاب مزعوم، وتفكير دائم في كيفية مواجهة ظروف حياة غير مواتية بالمرة.
ونبه إلى أن إعلان الحركة عن تشكيل مكتب تنفيذي وهياكل إدارية في مختلف المحافظات يأتي ليدشن انتشارا ظاهريا لها في عموم مصر، لكن يبقى العامل الأهم وهو فاعلية هذا الانتشار واستجابة المواطنين له، ولكنها بداية جيدة لمخاطبة شرائح مختلفة والوصول لأكبر عدد من المواطنين. وقال إنه بالنظر إلى بيان الحركة، فهو يؤكد عدم تطرق الحركة لأي مطالب سياسية، ويخاطب السلطة القائمة بالفعل بضرورة الاستجابة لمطالب المواطنين وإلغاء رفع الدعم والعمل من أجل صالح الفقراء لا الأغنياء. ويرى "زيادة" أنه كان لزاما على حركة في بداية تأسيسها تحديد أهدافها بوضوح أكثر في نقاط محددة، وأيضا غاب عن البيان توضيح ماذا سيتم لو لم يستجب نظام الانقلاب لمطالبهم؟ وماذا ستفعل الحركة بعد يوم 9/9 ؟ وهو التساؤل الذي تعجز معه جميع الحركات في إجابته، ماذا بعد؟ فقد عجزنا عن إجابته أيام ثورة يناير لليوم.