يرى البروفيسور أروي بر- يوسف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حيفا الإسرائيلية، أن ميزان القوى فى المنطقة يختل شيئا فشيئا لصالح المقاومة. ويقول فى مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" بعنوان " "نصر" آخر كهذا" أنه «يمكن الافتراض أن حماس مدفوعة بنجاحها سوف تركز جل جهودها على تحديث مخازن صواريخها مع التشديد على صواريخ طويلة المدى أكثر دقة، قادرة على إصابة مطار بن جوريون». أما بشأن حزب الله فيقول «يمتلك حزب الله قدرة صاروخية لا تشكل خطرًا فقط على حرية الطيران لإسرائيل ومنها، بل أيضًا على محطات توليد الكهرباء، محطات التحلية، المفاعل في ديمونة والكثير من الثروات الإستراتيجية الأخرى». بل يرى أن ميزان القوى اختل لصالح المقاومة « ومع كل الاحترام للقبة الحديدية، وقدرة الجيش الإسرائيلي على العمل، ليس لدينا رد دفاعي حقيقي ل "توازن الرعب" هذا. لذلك فإن أي زعيم عاقل سيكون حذرًا للغاية - مثلما فعل نتنياهو ويعالون هذه المرة- من استخدام قوة يمكن أن يكون ثمنها فادحًا للغاية». ويعترف البروفيسور الإسرائيلى أن حكومته لا تعترف سوى بمنطق القوة ولا تتحرك للأمام إلا عندما تضرب من الخلف متحدثا عن "إسرائيل "«دفعتها حرب أكتوبر73 إلى إعادة سيناء كلمة، بينما أفضت الانتفاضة الأولى إلى معاهدة أوسلو على سوءاتها، واندلعت الانتفاضة الثانية عام 2000 لتقنع خسائرها غالبية الإسرائيليين المتعجرفين بإنشاء دولة فلسطينية على حدود 67 وتقسيم القدس». وشدد الأكاديمى الإسرائيلى على أن الحرب على غزة، أو ما تعرف إسرائيليًا بعملية "الجرف الصامد" تأتي في هذا السياق، إذ يمكن اعتبارها واحدة من الحروب التي غيرت موقف إسرائيل من طريقة إنهاء الصراع مع الفلسطينيين. يقول يوسف فى مقاله «بدأت عملية الجرف الصامد مع وعد بإعادة بناء الردع الإسرائيلي الذي وضعت ضغوط الأزمة في غزة التحديات أمامه. مدى تحقق هذا الهدف يمكن الحكم عليه مستقبلاً. ومثلما تتبدى الأمور الآن، فليس فقط أن قوة الردع الإسرائيلية لم يعاد بنائها بل تراجعت. هذا ليس مرده أن إسرائيل تفتقر لقوة عسكرية كافية أو عزيمة وافرة لعقاب حماس على استفزازها». ويضيف «التفوق العسكري للجيش الإسرائيلي لا يمكن التشكيك فيه، ومشاهد الدمار من غزة وكمية الخسائر المدنية الفلسطينية تشير إلى الاستعداد للمساس بحماس بأي ثمن، بما في ذلك الثمن الأخلاقي والشكلي المرتبط بموت الكثير من الأبرياء». ويزيد الأمر تفسيرا مؤكدا أن صواريخ حماس سوف تجبر إسرائيل على التفكير كثيرا قبل شن حرب جديدة «جذور مشكلة الردع تعود لحساسية إسرائيل المتزايدة للأسلحة البدائية الموجودة لدى حماس. وسوف يُذكَر اليوم الذي توقفت فيه شركات الطيران الدولية عن الهبوط بمطار بن جوريون على أنه اليوم الذي أغلقت فيه صواريخ تم تصنيعها في الورش بغزة الملاحة الدولية لإسرائيل ومنها، لذلك سيكون هناك الكثير من التبعات متعددة الدلائل على استعدادنا لاستخدام القوة مستقبلاً».