كشف حريق سنترال رمسيس هشاشة حكومة الانقلاب وعجزها عن مواجهة الأزمات فى الوقت الذى يزعم فيه عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب الدموى على أول رئيس مدنى منتخب فى التاريخ المصرى الشهيد محمد مرسي انه حقق لمصر انجازات غير مسبوقة إلا أن الواقع المرير يكشف أكاذيب السيسي وخداعه للمصريين وأن كل مشروعات مجرد فنكوش كبير. حريق سنترال رمسيس تسبب فى شلل واسع في خدمات الاتصالات والإنترنت، وتعطّل الأنظمة المصرفية والمرافق الحيوية، وتأخّر رحلات الطيران المدني، بالإضافة إلى تعطل خدمات الطوارئ. هذا الحريق يؤكد هشاشة البنية التحتية الرقمية فى زمن الانقلاب ويتطلب مراجعة فورية وشاملة لخطط التأمين والسلامة الفنية في مراكز الاتصالات، مع الإعلان بشفافية عن نتائج التحقيقات وتحديد المسؤوليات.
الإنترنت والمحمول
كان الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات قد اعترف بحدوث تعطل في خدمات الاتصالات مشيرا إلى أنه تم نقل حركة الإنترنت الثابت الخاص بعملاء الشركة المصرية للاتصالات بالكامل على مركز الحركة التبادلي بسنترال الروضة الخاص بعملاء الشركة المصرية للاتصالات. وقال الجهاز ان خدمات الإنترنت الثابت وخدمات المحمول (صوت/ نقل بيانات) تأثرت لدى شركات المحمول الثلاث نتيجة تعطل بعض دوائر الربط بسبب الحريق وجاري التنسيق بين الفرق الفنية بالشركة المصرية للاتصالات وشركات المحمول لاستعادة دوائر الربط المتأثرة بالحريق واستبدالها على اتجاهات أخرى على باقي أجهزة سنترال المصرية للاتصالات. وزعم أن أن تأثير الحريق محدود على الخدمات، وأنه تم توفير أرقام اتصال بديلة للأماكن المتأثرة مشيرا إلى وجود تأثير بسيط على خدمات التليفون الأرضي والمحمول بمحيط منطقة سنترال رمسيس.
كارثة رقمية
الكارثة لاقت استنكار من عموم المصريين حتى من نواب برلمان السيسي وقى هذا السياق تقدّم فريدي البياضي، عضو مجلس نواب السيسي بطلب إحاطة عاجل موجه إلى رئيس الوزراء، ووزير الاتصالات ووزير الداخلية بحكومة الانقلاب بشأن الكارثة التي شهدتها مصر مساء أمس، إثر اندلاع حريق في سنترال رمسيس، وما تبعه من شلل واسع في خدمات الاتصالات والإنترنت، وتعطّل الأنظمة المصرفية والمرافق الحيوية، وتأخّر رحلات الطيران المدني، بالإضافة إلى تعطل خدمات الطوارئ. وكشف "البياضي" فى تصريحات صحفية عن مفارقة لافتة تؤكد خطورة ما حدث، حيث تعذّر عليه تقديم طلب الإحاطة إلكترونيًا عبر المنصة الخاصة بمجلس نواب السيسي، نظرًا لاستمرار تعطلها حتى لحظة إعداد البيان، وهو ما اعتبره دليلًا إضافيًا على فشل المنظومة الرقمية المركزية التي تعتمد عليها دولة العسكر دون وجود بدائل احتياطية. وقال ان الخلل بدأ في حوالي الساعة السادسة من مساء أمس، حين فوجئ المواطنون في عدد كبير من المحافظات بانقطاع مفاجئ في خدمات الإنترنت والاتصالات، قبل أن يصدر بيان من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات يُرجع السبب إلى حريق كبير اندلع في سنترال رمسيس. وأكد "البياضي" أن ما حدث لا يمكن اختزاله في "حادث طارئ"، بل هو كارثة رقمية تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي، وانكشاف فاضح لهشاشة البنية الرقمية لدولة العسكر، في ظل غياب خطط الوقاية والطوارئ، والاعتماد الخطير على مركزية التشغيل.
مصالح المواطنين
وتساءل: هل يُعقل أن تتوقف مصالح ملايين المواطنين، وتعجز البنوك والمستشفيات والمطارات وخطوط الطوارئ عن العمل، بسبب حريق في مركز واحد؟ وأين منظومة التأمين الاحتياطي التي تضمن استمرار الخدمات في مثل هذه الحالات؟!" وطالب بفتح تحقيق عاجل وشفاف في أسباب الحريق وإعلان نتائجه للرأي العام ومحاسبة كل من يثبت تقصيره أو إهماله في تأمين منشآت الاتصالات ووضع خطة قومية لإعادة هيكلة منظومة الاتصالات، تقوم على إنهاء المركزية وإنشاء مراكز بديلة موزعة جغرافيًا، وتطوير أنظمة الحماية والرقابة الفنية. وخلص البياضي الى القول:ما حدث ليس مجرد خلل عابر، بل كارثة رقمية تمسّ الأمن القومي.
النجدة والمطافئ والإسعاف
كما تقدمت ريهام عبد النبي عضو مجلس نواب السيسي بطلب بيان عاجل موجه إلى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بحكومة الانقلاب بشأن الحريق. وأكدت ريهام عبد النبي فى تصريحات صحفية أن الحريق تسبب في تلف كابلات هامة تخدم أرقام الطوارئ مثل النجدة والمطافئ والإسعاف، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لقدرة المواطنين على الاستغاثة أو طلب الإنقاذ في الحالات الحرجة، محذرة من أن هذا الأمر لا يمكن التغاضي عنه ويستلزم تحركًا عاجلًا من حكومة الانقلاب لضمان استعادة تلك الخدمات في أقرب وقت. وطالبت ببحث أسباب اندلاع الحريق وما إذا كان هناك تقصير أو إهمال في إجراءات الصيانة أو وسائل الحماية المدنية داخل المبنى وكذلك تداعيات الحادث على الخدمات العامة والمواطنين وقطاع الأعمال والكشف عن مدى كفاءة خطط الطوارئ والاستجابة السريعة في وزارة اتصالات الانقلاب للتعامل مع مثل هذه الأزمات والإجراءات الفورية التي تتخذها الوزارة لتعويض الانقطاع وضمان استعادة الخدمة في أسرع وقت ممكن. وشددت ريهام عبد النبي على ضرورة وضع خطط مستقبلية لضمان عدم تكرار هذه الحوادث، خصوصًا في منشآت استراتيجية تُدار منها شبكات الاتصالات الوطنية.