تعرض أهالى قطاع غزة فجر اليوم لقصف عشوائي من قبل قوات الاحتلال الصهيوني ، واسفر القصف عن استشهاد 16 مواطنا وإصابة آخرون بجروح في عدة مناطق بالقطاع. كما استشهد 10 مواطنين في جباليا البلد شمال قطاع غزة بينهم 7 من الأطفال والنساء إثر قصف الاحتلال منزلاً يعود لعائلة عزام وروضة للأطفال. واستشهد رجل وزوجته الحامل وأصيب آخرون، جراء قصف مسيرة للاحتلال مجموعة من المواطنين جنوب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، إضافة إلى انتشال جثمان مواطن جرّاء قصف سابق للاحتلال على بلدة عبسان الجديدة شرق خان يونس.
خيمة نازحين
كما استشهد الطفل أحمد عواد صرصور 13عاما وأصيب آخرون، إثر قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في منطقة البركة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وأصيب عدد من المواطنين بجروح برصاص الاحتلال قرب مركز لتوزيع المساعدات في ما يسمى ب "محور موراج" جنوب غرب خان يونس. يشار إلى أنه منذ بدء عدوان الاحتلال الصهيوني في السابع من أكتوبر عام 2023، ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى ما يقرب من 54,084 شهيدا، أغلبهم من الأطفال والنساء، فيما بلغت حصيلة الإصابات حوالي 123,308، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض ولم تتمكن قوات الدفاع المدنى والإنقاذ من الوصول لهم.
50 ألف طفل
فى سياق متصل كشفت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف"، أن حرب الإبادة التى تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 50 ألف طفل فلسطيني منذ 7 أكتوبر 2023. وقال إدوارد بيجبيدر المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا : خلال 72 ساعة الأسبوع الماضي، قدمت صور من هجومين مروعين ارتكبتهما قوات الاحتلال بغزة دليلا إضافيا على التكلفة الباهظة لهذه الحرب الشرسة على الأطفال. وأضاف: يوم الجمعة الماضى شاهدنا مقاطع فيديو لجثث أطفال محترقة ومقطعة الأوصال من عائلة النجار يتم انتشالها من تحت أنقاض منزلهم في خان يونس جنوب قطاع غزة. وأوضح المسؤول الأممي أنه من بين 10 أشقاء دون سن 12 عاما، أفادت التقارير بنجاة طفل واحد فقط مصاب بجروح خطيرة، لافتا الى أنه في ساعة مبكرة من صباح الاثنين الماضى، رأينا صورا لطفلة صغيرة محاصرة في مدرسة مشتعلة بمدينة غزة. أسفر هذا الهجوم، الذي وقع في الساعات الأولى من الصباح، عن استشهاد 31 شخصًا على الأقل، بينهم 18 طفلا . وقال : منذ انتهاء وقف إطلاق النار في 18 مارس الماضي، استُشهد 1309 أطفال وجُرح 3738 آخرون، وفي المجمل، استُشهد أو أُصيب أكثر من 50 ألف طفل منذ أكتوبر 2023 .
المجتمع الدولي
وتساءل المدير الإقليمي قائلا: كم من الفتيات والفتيان الآخرين يجب أن يُقتلوا؟ ما مستوى الرعب الذي يجب بثه على الهواء مباشرةً قبل أن يتدخل المجتمع الدولي بشكل كامل، ويستخدم نفوذه، ويتخذ إجراءات جريئة وحاسمة لفرض وقف هذا القتل الذي لا يرحم الأطفال؟ . وتابع: هؤلاء الأطفال أرواح لا ينبغي أبدًا اختزالها إلى أرقام، هم الآن جزء من قائمة طويلة ومروعة من أهوال لا يمكن تصورها؛ الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، وحصار المساعدات، والتجويع، والتهجير القسري المستمر، وتدمير المستشفيات وشبكات المياه والمدارس والمنازل. باختصار، تدمير الحياة نفسها في قطاع غزة . وطالب المدير الإقليمي لليونيسف جميع أطراف النزاع بإنهاء العنف، وحماية المدنيين، بمن فيهم الأطفال، واحترام القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، والسماح بتقديم المساعدات الإنسانية فورًا، مؤكدا أن أطفال غزة بحاجة إلى الحماية والغذاء والماء والدواء، وبحاجة إلى وقف إطلاق النار . وأضاف: الأهم من كل شيء، أنهم بحاجة إلى عمل جماعي فوري لوقف الإبادة الصهيونية المستمرة على القطاع منذ أكثر من 600 يوم مشيرا إلى أنه على مدار نحو 20 شهرا من الإبادة في غزة، استهدف الاحتلال عشرات مراكز الإيواء، بينها: مدارس وجامعات وساحات مستشفيات ومناطق صنفها جيش الإحتلال على أنها آمنة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة آلاف الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء .
عقلية إجرامية مريضة
من جانبها وصفت حركة "حماس" تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بإنكار المجاعة في غزة بأنها تعكس العقليّة الإجرامية المريضة، وتثبت ارتكاب دولة الاحتلال جرائم حرب بحقّ الأهالي في قطاع غزة. وقالت حماس في بيان لها : إن التصريحات الوقحة لمجرم الحرب المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية نتنياهو، والتي أنكر فيها وجود مجاعة في قطاع غزة مُستشهداً باعتقال جيشه الفاشي آلاف المدنيين وتصويرهم عراة، وتناوله الساخر للمأساة الإنسانية التي صنعها في غزة؛ هو تعبير عن عقلية إجرامية مريضة باتت تشكل خطراً على العالم، وعلى منظومة القوانين والقيم الإنسانية . وأضاف البيان: هذا التصريح ليس مجرد استخفاف بعقول العالم، بل هو اعتراف صريح بارتكاب جرائم إذلال جماعي، وتوثيق لما كشفته صور المعتقلين العُزّل الذين جُرّدوا من ملابسهم وأُهينوا أمام عدسات جنود الاحتلال . وأشار إلى أن هذه التصريحات الإجرامية تعبّر عن انفصال كامل عن السلوك الإنساني، واستهتار صارخ بمعاناة أكثر من مليوني نازح بلا طعام أو ماء أو دواء، قضى المئات منهم جوعاً ومرضاً وحرماناً، وفق تقارير أممية موثقة . ودعت "حماس" المؤسسات القضائية الدولية، وفي مقدمتها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، إلى توثيق هذه التصريحات الإجرامية، والعمل على استكمال إجراءات محاسبة الكيان الفاشي، وجلب قادته للعدالة .
المساعدات
وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، بتكثيف الضغط الدولي تجاه فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وشددت الوزراة في بيان لها، على أن الوقف الفوري لإطلاق النار وجميع مظاهر القتل والتهجير والضم، وإدخال المساعدات الإنسانية الإغاثية بشكل مستدام، هي المدخل الوحيد لحماية المدنيين واستعادة الهدوء، بما يمهد لفتح مسار سياسي تفاوضي لحل الصراع. واعتبرت، أن مشاهد تدافع آلاف المدنيين في قطاع غزة سعياً إلى الحصول على الغذاء، وصمة عار على جبين الإنسانية، ودليلا جديدا على تفشي المجاعة في أوساط أكثر من مليوني فلسطيني، في ظل حصار مطبق ومنع لإدخال الغذاء والدواء بفعل إغلاق المعابر منذ 2 مارس الماضى، وعجز المجتمع الدولي عن إجبار حكومة الاحتلال على احترام التزاماتها الإنسانية كقوة احتلال في قطاع غزة، وشاهد حي على أن الاحتلال يستخدم التجويع سلاحا في عدوانه على قطاع غزة، وتنفيذ مخططات تهجير الشعب الفلسطيني..