في واقعة جديدة تثير تساؤلات حول أداء وزارة الخارجية بحكومة المنقلب عبد الفتاح السيسي في حماية المواطنين بالخارج، أعلنت الوزارة الأربعاء عن احتجاز أربعة طلاب مصريين في قيرغيزستان منذ 14 أبريل الجاري، بينما كشفت مصادر من الجالية المصرية أن السفارة المصرية في كازاخستان — المعنية بالتمثيل غير المقيم — كانت على علم بالواقعة منذ بدايتها ولم تتدخل في حينه. تأخر في التحرك رغم العلم بالأزمة قال أمين القصبي، منسق الجالية المصرية في قيرغيزستان، فى تصريحات صحفية ، إن السفارة المصرية علمت منذ اللحظة الأولى بما جرى، لكنها لم تتخذ أي إجراء فعّال لمنع تطور الأزمة. وأضاف أن تدخل السفارة المبكر كان كفيلًا بتقليل تداعيات الموقف، مشيرًا إلى أن الطلاب تعرضوا لاحقًا للضرب والإهانة داخل السجن، بحسب إفادات نقلها محامٍ موكل عن أسر الطلاب.
تفاصيل الواقعة تعود بداية الأزمة إلى مشاجرة وقعت يوم 14 أبريل بين الطلاب الأربعة ومواطن قيرغيزي "يبدو أنه صاحب نفوذ"، بحسب القصبي، ما أدى إلى اتهام الطلاب بإثارة الشغب واحتجازهم لمدة 15 يومًا، مع تمديد متوقع لعشرة أيام إضافية بسبب العطلات الرسمية.
ورغم مرور أيام على الواقعة، لم توضح وزارة الخارجية في بيانها تفاصيل التهم الموجهة للطلاب أو ظروف احتجازهم، مكتفية بالإشارة إلى "التواصل مع السلطات القيرغيزية للاطمئنان على أحوالهم".
مطالبات بحضور فعلي ودائم انتقد القصبي غياب التمثيل الدبلوماسي المباشر للمصريين في قيرغيزستان، الذين يبلغ عددهم نحو 3 آلاف شخص، بينما توجد السفارة المصرية في كازاخستان حيث لا يتجاوز عدد المصريين هناك 500. وطالب بضرورة تواجد دبلوماسي مصري دائم في بيشكيك لحماية مصالح الجالية بشكل أفضل.
تحركات متأخرة في محاولة لاحتواء الأزمة، أعلنت وزارة الخارجية أنها كلفت القنصل المصري في كازاخستان بالتوجه إلى بيشكيك لحضور جلسات محاكمة الطلاب ودعمهم قنصليًا. كما أوضحت أنها خاطبت الخارجية القيرغيزية رسميًا للاطلاع على تفاصيل القضية وتسهيل تواصل الطلاب مع ذويهم.
إلا أن هذه التحركات جاءت فقط بعد تصاعد الانتقادات، ما يعكس نمطًا متكرراً من البطء الرسمي في التعامل مع قضايا المصريين بالخارج.