توصلت حماس ودولة الاحتلال إلى اتفاق مبدئي بشأن هدنة جديدة في غزة وتبادل الأسرى والرهائن، وفقا لما ذكرته مصادر مطلعة مباشرة على المفاوضات لصحيفة "ذا ناشيونال" يوم السبت. وقالوا: إن "الترتيب سيكون مشابها للترتيب الذي استمر أسبوعا قبل انهياره في 1 ديسمبر، عندما استأنفت دولة الاحتلال قصفها المستمر لغزة، وحولت هجومها البري إلى جنوب القطاع الساحلي". وقالت المصادر المصرية: إن "الاتفاق الجديد تم التوصل إليه بعد سلسلة من الاجتماعات بين مفاوضين من دولة الاحتلال وقطر ومصر والولاياتالمتحدة، وبشكل غير مباشر حماس في الدوحة ورام الله والقاهرة". وأضافوا أنه تم التوصل إلى الاتفاق المبدئي في اجتماع عقد يوم الأربعاء في مصر شارك فيه زعيم حماس يحيى السنوار – أكثر المطلوبين في إسرائيل – شخصيا، وإن كان ذلك عن بعد أو بشكل غير مباشر. أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم السبت أن مفاوضات جديدة بوساطة قطرية جارية، لاستعادة الرهائن الذين تحتجزهم حماس. وفي حال الانتهاء من الاتفاق الجديد، سينص على إطلاق سراح 300 فلسطيني من سجون الاحتلال، بمن فيهم مروان البرغوثي، وهو مسؤول كبير في حركة فتح الفلسطينية، وفقا للمصادر، التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية الموضوع. ويحظى البرغوثي، الذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة، بشعبية بين الفلسطينيين من جميع الأطياف السياسية، ويطرح اسمه في بعض الأحيان كبديل محتمل للرئيس الفلسطيني محمود عباس، البالغ من العمر 88 عاما. ومن جانبها، ستفرج حماس عن 50 رهينة على الأقل من أصل 137 رهينة لا تزال تحتجزهم. وقالت المصادر: إن "من بين الذين سيتم إطلاق سراحهم ستة أعضاء نشطين في جيش الاحتلال". ومثل الاتفاق الأخير، الذي تفاوضت عليه أيضا الولاياتالمتحدة ومصر وقطر، فإن إطلاق سراح الرهائن والسجناء سيكون متداخلا وسيعتمد استمراره على التزام الجانبين بشروط الصفقة. ولم ترد على الفور أي معلومات رسمية من أي من الأطراف المشاركة في المفاوضات بأنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي، وتجري المفاوضات، مثل الجولات السابقة، خلف أبواب مغلقة. وقالت المصادر: إن "مفاوضات غزة ستنتقل الأسبوع المقبل إلى أوروبا، وربما إلى العاصمة النرويجية أوسلو، حيث سيتم الإعلان عن الاتفاق وستبدأ المداولات حول ما يجب فعله مع غزة بعد انتهاء الأعمال العدائية، أو ما أصبح يعرف بسيناريوهات اليوم التالي". وقالوا: إن "بعض المندوبين موجودون بالفعل في أوسلو لكن ليس لديهم تفاصيل". ولم تذكر المصادر موعدا محددا للإعلان عن الاتفاق الجديد، واكتفت بالقول إنه سيتم في منتصف إلى أواخر الأسبوع المقبل. ظهرت أنباء عن صفقة جديدة بعد أن التقى رئيس وكالة المخابرات الإسرائيلية الموساد برئيس الوزراء القطري في أوروبا في وقت متأخر من يوم الجمعة ، وفقا لرويترز. ويبدو أن الاجتماع بين ديفيد برنياع ورئيس الوزراء محمد بن عبد الرحمن آل ثاني كان الأول بين كبار المسؤولين من دولة الاحتلال وقطر منذ انهيار الهدنة الأخيرة. وفي علامة أخرى على انفراجة محتملة قالت وسائل إعلام إسرائيلية: إن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد اجتماعا لمجلس الوزراء الأمني ويدلي ببيان متلفز في وقت لاحق مساء السبت". بدأت حرب غزة، وهي الخامسة بين حماس والاحتلال منذ عام 2008، في 7 أكتوبر عندما قام مقاتلون من حماس وغيرها من الجماعات المسلحة المتمركزة في غزة بأعمال هياج في جنوب دولة الاحتلال، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز حوالي 240 رهينة إلى غزة. وردت دولة الاحتلال بقصف القطاع، مما أسفر عن مقتل أكثر من 18,700 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وتشريد 1.9 مليون من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وتدمير مساحات كبيرة من المناطق المبنية، خاصة في مدينة غزة. وقد تسبب القتال في أزمة إنسانية هائلة في غزة، حيث هناك نقص حاد في الغذاء ومياه الشرب النظيفة والرعاية الصحية. يوم السبت، قصفت قوات الاحتلال أهدافا في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك مبنى جمعية الشبان المسيحية المزدحم، حيث ورد مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين، على الرغم من تجدد الدعوة الأمريكية لتقليص الحملة والتركيز على قادة حماس. وأكد المسؤولون الإسرائيليون علنا أنهم سيواصلون الحرب حتى يقضوا على حماس، ويبدو أن واشنطن تعترف بعدم الموافقة، حيث قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان: إن "التوقيت يخضع لنقاش مكثف بين الحليفين المقربين".