أصدرت وكالات الأممالمتحدة نداء عاجلا لاتخاذ إجراء دولي يوم الأحد لإنهاء الهجمات المستمرة على المستشفيات، في الوقت الذي تقاتل فيه القوات الإسرائيلية المسلحين الفلسطينيين في قلب قطاع غزة. وقال المديرون الإقليميون لوكالة الأممالمتحدة للصحة الجنسية والإنجابية (اليونيسف) ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية إنهم "شعروا بالرعب" من التقارير الأخيرة التي تشير إلى مقتل الكثيرين – بمن فيهم الأطفال – في مرافق في جميع أنحاء مدينة غزة والمناطق الشمالية الأخرى من القطاع. وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن ثاني أكبر مستشفى في غزة، القدس، خارج الخدمة بسبب نقص الوقود، حيث قالت المنظمة غير الحكومية إنها لم تتمكن من إجراء اتصالات متفرقة مع المرفق. الاتصالات معطلة وفقدت منظمة الصحة العالمية الاتصال بمخالطيها في مستشفى الشفاء، وهو الأكبر في غزة، حيث تقول التقارير الإخبارية نقلا عن وزارة الصحة إن خمسة جرحى لقوا حتفهم بسبب تعذر إجراء عملية جراحية لهم بسبب نقص الوقود. وأفادت تقارير بوفاة طفلين في وحدة العناية المركزة هناك يوم السبت، مع انقطاع المياه والطعام والكهرباء. وأعرب رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن قلقه البالغ على سلامة الموظفين والمرضى الذين وقعوا في تبادل لإطلاق النار في وقت متأخر من يوم السبت مشيرا إلى أن الدبابات الإسرائيلية تحاصر الشفاء. ونفى جيش الاحتلال الإسرائيلي مرارا أن قواته تستهدف المستشفيات، مدعيا أن حماس ومسلحين آخرين يستخدمون المنشآت كدروع تقع مقارها تحت الشفاء. وجاء في البيان الصادر عن ليلى بكر من صندوق الأممالمتحدة للسكان، والمديرة الإقليمية لليونيسف أديل خضر، والدكتور أحمد المنظري، من منظمة الصحة العالمية "إن الأعمال العدائية المكثفة المحيطة بالعديد من المستشفيات في شمال غزة تحول دون الوصول الآمن للعاملين الصحيين والجرحى وغيرهم من المرضى". أطفال يموتون وأضاف البيان "يقال إن الأطفال المبتسرين والمولودين حديثا على أجهزة دعم الحياة يموتون بسبب انقطاع الكهرباء والأكسجين والمياه في مستشفى الشفاء، في حين أن آخرين معرضون للخطر. وأبلغ الموظفون في عدد من المستشفيات عن نقص الوقود والمياه والإمدادات الطبية الأساسية، مما يعرض حياة جميع المرضى لخطر مباشر". وقال المديرون الإقليميون إنه على مدى الأيام ال 36 الماضية، سجلت منظمة الصحة العالمية ما لا يقل عن 137 هجوما على الرعاية الصحية في غزة، مما أسفر عن مقتل 521 شخصا وإصابة 686 آخرين، بما في ذلك 16 حالة وفاة وإصابة 38 آخرين للعاملين الصحيين. وتابعوا أن الهجمات على المرافق الطبية والمدنيين غير مقبولة وتشكل انتهاكا للقانون الدولي. الحق في المساعدة الطبية وشدد المديرون الإقليميون على أنه "لا يمكن التغاضي عنها. لا ينبغي أبدا إنكار الحق في طلب المساعدة الطبية، خاصة في أوقات الأزمات". أكثر من نصف المستشفيات في قطاع غزة مغلقة في حين أن المستشفيات المتبقية "تحت ضغط هائل". كما يهدد نقص المياه والغذاء والوقود رفاه آلاف النازحين، بمن فيهم النساء والأطفال، الذين يحتمون في المستشفيات. الموت واليأس وقال المديرون الإقليميون "لا يمكن للعالم أن يقف صامتا بينما تتحول المستشفيات، التي ينبغي أن تكون ملاذات آمنة، إلى مشاهد للموت والدمار واليأس". وأضاف المديرون: "هناك حاجة إلى اتخاذ إجراء دولي حاسم الآن لضمان وقف فوري لإطلاق النار الإنساني ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح، والحفاظ على ما تبقى من نظام الرعاية الصحية في غزة". وتابع المديرون:"هناك حاجة الآن إلى الوصول الآمن والمستدام دون عوائق لتوفير الوقود والإمدادات الطبية والمياه لهذه الخدمات المنقذة للحياة. يجب أن ينتهي العنف الآن". وحذرت المنسقة الإنسانية للأرض الفلسطينية المحتلة، لين هاستينغز، من أن الوقود لا يعرض الأرواح للخطر في المستشفيات فحسب، بل إن مضخات المياه ومحطات تحلية المياه ومراكز معالجة مياه الصرف الصحي كلها "تتوقف". وكتبت على تويتر أن أزمات الصحة العامة آخذة في الظهور وأن "العمليات الإنسانية ستكون التالية". https://news.un.org/en/story/2023/11/1143492