"شاومينج" يهزم تعليم الانقلاب.. امتحانات الدور الثاني للثانوية العامة تحولت إلى مهزلة بسبب الغش والتسريبات

تشهد امتحانات الدور الثاني للثانوية العامة تسريب الامتحانات قبل دخول الطلاب إلى اللجان بساعات، كما تعاني من ظاهرة الغش الجماعي في كل محافظات الجمهورية، ما يؤكد فشل وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب في السيطرة على اللجان ومنع الغش، وهو ما آثار الكثير من الانتقادات من جانب خبراء التربية والتعليم ومن جانب الطلاب وأولياء الأمور .
وأكد الخبراء أن امتحانات الثانوية العامة تحولت إلى مهزلة وفوضى في زمن الانقلاب، بسبب الغش والتسريبات معربين عن أسفهم لأن هذه الأوضاع ستؤدي إلى تخريج أجيال تعتمد على الغش في حياتها وعملها، وهو ما سيؤدي إلى تدهور أوضاع البلاد أكثر مما تشهده الآن .
كانت صفحات الغش على مواقع التواصل الاجتماعي، قد نشرت صورا من أسئلة الامتحانات التي عقدت على مدار الأسبوع الماضي، كما نشرت صفحة شاومينج بيغشش أسئلة مادة الكيمياء اليوم بعد بدء الامتحان، حيث نشرت جروبات الغش أسئلة الامتحان والإجابات، كما نشرت أجزاء من أسئلة امتحان مادة الجغرافيا.
وأكدت جروبات الغش «شاومينج» على موقع «تليجرام» أن الصور المتداولة لامتحان الكيمياء المنعقد اليوم السبت الموافق 26 أغسطس ضمن امتحانات الثانوية العامة الدرو الثاني 2023، هو الامتحان الفعلي المنعقد للطلاب، كما نشرت الجروبات نموذج للإجابة على امتحان الكيمياء.
يشار إلى أنه بحسب جدول امتحانات الثانوية العامة الدور الثاني، أدى الطلاب اليوم السبت 26 أغسطس الكيمياء والجغرافيا، والأحد 27 أغسطس الديناميكا، والإثنين 28 أغسطس الجيولوجيا والعلوم البيئية والتفاضل والتكامل وعلم النفس والاجتماع، والثلاثاء 29 أغسطس الأحياء والفلسفة والمنطق والأستاتيكا.
وبدأت امتحانات الثانوية العامة الدور الثاني 2023، يوم السبت الماضي الموافق 19 أغسطس 2023، حيث أدى الطلاب أولى امتحانات الثانوية العامة الدور الثاني 2023 في مادتي اللغة العربية والتربية الدينية، وتنتهي الامتحانات يوم الثلاثاء 29 أغسطس.

ضبط المتورطين

من جانبها زعمت غرفة عمليات وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب أن فريق الغرفة رصد الأسئلة المتداولة ويعمل على التأكد من صحتها والتحقق منها، ومعرفة مصدر الورقة المتداولة في حالة تطابق الأسئلة المتداولة مع الامتحان الأصلي.
وقالت الغرفة: إنه "يتم تتبع مصدر الأسئلة المتداولة لضبط المتورطين في تصوير الأسئلة ونشرها على صفحات الغش وفق تعبيرها".
فيما زعمت وزارة تعليم الانقلاب أنها حذرت الطلاب من الغش أو تصوير أسئلة أو أجوبة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الغش، مشددة على أنه سيتم تطبيق كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال أي واقعة غش أو تصوير أسئلة وأجوبة، حيث إن الحرمان من الامتحان مصير أي طالب يقوم بالغش وتصوير الأسئلة.
وقالت تعليم الانقلاب: "يدخل امتحانات الدور الثاني للثانوية العامة 2023 أي طالب رسب في مادة أو مادتين على الأكثر، وليس هناك أي تغيير في شكل ونظام امتحانات الثانوية العامة الدور الثاني 2023 عن امتحانات الثانوية العامة الدور الأول، زاعمة أنه ممنوع حيازة الموبايل في لجان الامتحانات للطلاب والمعلمين".
وأشارت إلى أنه يتم تفتيش طلاب الثانوية العامة بالعصا الإلكترونية على بوابات المدارس قبل دخول لجان امتحانات الدور الثاني للثانوية العامة 2023، ويحصل الطالب على 50% بنتيجة امتحانات الثانوية العامة الدور الثاني 2023 من الدرجة الفعلية في المادة التي رسب فيها في الدور الأول.
وأوضحت تعليم الانقلاب أن الطالب لن يحصل على الدرجة الفعلية الكاملة في امتحانات الثانوية العامة الدور الثاني 2023 إلا إذا كان لديه عذر مرضي قهري، وهناك لجان تراجع نموذج الإجابة لإجراء أي تعديلات لازمة قبل التصحيح، زاعمة أنه لن يتم السماح بالغش في لجان امتحانات الدور الثاني وسيتم تحرير محاضر لمن يقوم بالغش وتطبيق قانون مكافحة الغش في الامتحانات.

تدمير

في المقابل قال الدكتور طلعت عبد الحميد، أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس: إن "المدرسة أساس التربية والتعليم، والهدف الرئيسي من التعليم هو إعداد مواطن سليم نفسيا وجسديا ومعرفيا، يستطيع بعد التخرج أن يؤدي دوره في المجتمع سواء على الجانب الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي".
واضاف «عبد الحميد»، في تصريحات صحفية ، أن إعداد مواطن جيد يترتب عليه العديد من الأمور الإيجابية على كافة المستويات وتعزيز الجانب الإنساني والاجتماعي لديه بشكل كبير، موضحا أن الإعداد الجيد للطالب يجعله يساهم في إدارة ذاته ومسئوليته هو هدف التعليم السليم، بالإضافة إلى أن التعليم قضية أمن قومي.
وأكد أن ما نعاني منه حاليا هو فهم خاطئ للمنظومة التعليمية في مصر وهو ما يعتبر تدميرا، معتبرا أن التسريبات جزء من هذا التدمير.
وطالب حكومة الانقلاب بالتصدي للغش والتسريبات وإعادة هيكلة التعليم بصفة عامة، حتى يؤدي هدفه في تعليم المصريين وإعدادهم لسوق العمل.

مهزلة

وقال الخبير التربوي، الدكتور مجدي حمزة: إن "تسريب الامتحانات يحدث حالة من اليأس لبعض الطلاب، لأنه إذا تم التسريب يتساوى جميع الطلاب في النتيجة النهائية، مطالبا تعليم الانقلاب بوضع حد لمنع تسريب الامتحانات، لأنه يساعد الطالب الفاشل على أن يزيد فشله ويجعله يتساوى بالطالب الناجح".
وأكد «حمزة» في تصريحات صحفية أن تعليم الانقلاب مسئولة عن حماية مصلحة الطلاب، ولابد من معاقبة من قام بالتسريب عقابا شديدا، والكشف عمن يقفون وراء هذه التسريبات أمام الجمهور.
وحذر من أن التسريب يعرض مستوى الطلاب التعليمي للخطر، ويجعلهم يذهبون للمراحل الدراسية القادمة وهم ضعاف المستوى، مشددا على ضرورة مواجهة تسريب الامتحانات .
وطالب «حمزة» بتكثيف الرقابة على الامتحانات ومسارها حتى الوصول للطلاب دون تسريب، مشددا على ضرورة وقف هذه المهزلة حفاظا على مستقبل أولادنا ولإصلاح حال التعليم في مصر.