كيف يتحرك الغرب لإسقاط أردوغان في الانتخابات بعد فشل الانقلاب العسكري الذي دعموه؟

في ظل توقع الميديا الغربية، مثل مجلة "فورين أفيرز" فوز الرئيس التركي رجب طيب إردوغان برئاسة تركيا مجددا في انتخابات 14 مايو 2023، تتحرك ماكينة الدعاية والسياسة الغربية، ودول الثورة المضادة بقوة لمحاولة إسقاطه في الانتخابات.
لأول مرة يلقي الغرب بثقله في الانتخابات التركية ويمنحها اهتماما كبيرا، ويأمل بفوز خصم رجب طيب أردوغان الرئيسي كمال كليجدار أوغلو، عبر متابعة عالمية وإعلامية منحازة.
في ضوء تخبط المعارضة التركية وافتقارها لبرنامج انتخابي مقنع للشعب التركي تحركت كبرى الصحف الغربية مثل "إيكونوميست" و"واشنطن بوست" و"إكسبرس" و"دير شبيغل" للتأثير على الشارع التركي بدعوى أن أردوغان ديكتاتور ويجب أن يرحل.
برغم أن مجلة "إيكونوميست" البريطانية ذات الشهرة العالمية، تنشر تغير صورة حسابها على تويتر، لتغطية أحداث كبيرة، إلا أنها اختارت وهي تغير صورة حسابها لتغطية انتخابات تركيا أن تضيف إليها دعوة لإسقاط اردوغان في الانتخابات.
كتبت تقول بالمخالفة للأعراف الصحفية ووقارها المعتاد يوم 4 مايو 2023: "أردوغان لا بد أن يرحل احموا الديمقراطية".
هيئة التحرير في "واشنطن بوست" كتبت 4 مايو 2023 نصا هجائيا منحازا ضد الرئيس أردوغان تحت عنوان "شبح الاستبداد يخيم بشكل متزايد على انتخابات تركيا" لمجرد أن فرص الرئيس التركي أفضل في الفوز.
قالت: إن "هناك قلقا في واشنطن وأوروبا من فوز أردوغان بولاية أُخرى".
وزعمت أنه لو خسر أردوغان ، فهناك مخاوف من أنه ومؤيديه قد يرفضون النتيجة ولا يعترفون بها، وأن هذه المخاوف هي مقياس لمدى عمق تخريب الرجل التركي القوي للمعايير، والمخاطر التي يمثلها تمديد حكمه الاستبدادي".
يدعون لإسقاطه في الانتخابات
وفي تحليل بمجلة ديرشبيجل الألمانية 3 مايو 2023 لم تخف المجلة أماني الألمان في هزيمة أردوغان وتمنيها أن تكون الانتخابات فرصة للتخلص من أردوغان، وأن المعارضة لديها فرصة لأول مرة منذ 20 عاما للتخلص من أردوغان.
https://twitter.com/HasanQatamish/status/1653799150167765004
وعلى غرار ما كتبته مجلة "الإيكونوميست" البريطانية على صفحتها الأخيرة 4 مايو 2023، في تناولها للانتخابات التركية واصفة الرئيس أردوغان ب "الديكتاتور" كما طالبت برحيله، لجأت مجلة ديرشبيجل الألمانية إلى التحريض على إسقاط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية.
حيث أعدت المجلة تحليلا إخباريا وعنونت غلافها ب"القيامة أم الفوضى، ماذا سيحدث إذا خسر أردوغان؟ مصحوبا بصورة قاتمة للرئيس التركي جالسا على كرسي بذراعين مصنوع من ورق الذهب مكسور من أجزاء مختلفة، في حملة غربية للتحريض على إسقاطه.
وزعم التقرير إلى أن الرئيس التركي تقلد السلطة لمدة 20 عاما، شهدت البلاد خلالها ازدهارا وضغوطا، لكن ووفقا للمجلة يمكن أن تذهب الانتخابات الرئاسية الأبدية على ما يبدو إلى شخص آخر، حيث المؤيدون المحبطون والجيل الجديد الفقير والناخبون الشباب يتجهون نحو رجل جديد يمكن أن يحل محله، على حد قولها.
وزعم تقرير المجلة أنه إذا أعيد انتخاب أردوغان، ستتحول البلاد إلى ديكتاتورية ولن تكون هناك حياة سلمية ولا انتخابات أخرى، على حد زعمها.
كما ادعت المجلة أنه "ليس من المؤكد بأي حال من الأحوال أن أردوغان سوف يعترف بالهزيمة المحتملة، ومن الممكن أيضا تحريض مؤيديه ضد خصمه، كما فعل دونالد ترامب في الولايات المتحدة، وكان وزير الداخلية قد وصف مؤخرا يوم انتخابات 14 مايو بأنه انقلاب".
بيت الطاعة الأوروبي أو السقوط
وكتب "ديفيد هيرست" في صحيفة "ميدل إيست آي" البريطانية 21 أبريل 2021 يقول: "لا شك في أن عزل أردوغان سيُستقبل بأصوات (فتح) فلين الشمبانيا على طول الطريق من برلين إلى واشنطن"، وأنه لو حدث هذا فسيكون ذلك كارثيا ليس فقط لتركيا ولكن للمنطقة، وينوه لأن كليتشدارأوغلو لن يقبل هزيمته بسهولة.
ويثار في تركيا من قبل معارضين وقوى خارجية معادية لفوز الرئيس التركي وتياره الذي يستند للتراث والتقاليد الإسلامية، شائعات عن أن أردوغان وحزبه سيرفضون النتائج لو سقطوا.
وذلك في محاولة لإيهام العالم أنه سيسقط، وهي نفس الكذبة التي قيلت حين فاز الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، وقيل إن الاسلاميين سيرفضون الاعتراف بالنتائج وبسبب شجعوا الانقلاب.
وفسر الصحفي الألماني Christoph Hörstel سبب هذا العداء الغرب بقوله: إن "أردوغان جعل نفسه تحت مرمى نيران أوروبا، لأنه يسير عكس ما تريده أوروبا فأخرج تركيا من بيت الطاعة الأوروبي".
https://twitter.com/Mehmetcanbekli1/status/1652365265039138816
ويقول نشطاء عرب: إن "ما يدور في الإعلام الأوروبي عن أردوغان يشي بحجم المؤامرة الهائل، كما أن ما ينشره إعلام صهاينة العرب أكثر خسة ووضاعة عن أردوغان، مثلما فرح إعلام الإمارات خصوصا بانقلاب 2016 العسكري ضد أردوغان، وبث أخبار كاذبة عن هربه لألمانيا.
قالوا: إن "أوروبا لن تستسلم أمام اكتساح أردوغان في كُل انتخابات ولن تتقبل نجاته عند كل أزمة، بعدما حاولوا إسقاطه بانقلاب عسكري، ثم انقلاب اقتصادي والتلاعب بالليرة التركية، وأنهم يسعون لعودة الإمبراطورية العثمانية الحديثة".
https://twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1654439268687790082
اجتماعات سرية بأمريكا
وقد كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن اجتماعات سرية للمرشح الرئاسي كمال كليجدار أوغلو في الولايات المتحدة الأمريكية، وسط حديث يدور بين الأوساط السياسية التركية عن وجود تسجيلات مسربة ستُنشر قريبا لهذه الاجتماعات والوعود التي قدمها كليجدار أوغلو.
وفي تغريدة للرئيس التركي عبر حسابه بتويتر 5 مايو 2023، قال أردوغان: "يظهر تدريجيا مع من يتعامل السيد كمال وما هي وعوده لقتلة الأطفال، وما هي الوعود التي قطعها للسفراء الغربيين، يتحدث كل يوم ويعلق على كل شيء في أسرع وقت ممكن، لكنه لا يقول ما هي الوعود التي قطعها للامتدادات السياسية للتنظيمات الانفصالية".
وتابع أردوغان: "لا يتحدث السيد كمال عن مَن تساوم معه لمدة 8 ساعات في متجر للبرغر في ولاية بنسلفانيا".
كما تساءل الرئيس التركي عن سبب عدم ارتياح كليجدار لمشاريع الحكومة المحلية والوطنية والخدمات التي تقدمها والتي على أساسها ستضمن مستقبل تركيا.
وفسر خصوم زعيم المعارضة كليجدار أوغلو قوله: إن "الحكومة ستنشر له تسجيلات مفبركة، بأنه ضمن شائعات تزوير الانتخابات ومن ثم عدم قبول المعارضة لهذا بسهولة، وربما القيام باحتجاجات في الشارع".
وقال الرئيس أردوغان تعليقا على ذلك: إنه "بات واضحا مع من اتفق كليجدار أوغلو وبم وعد، ملمحا لحزب العمال الكردستاني ودول أوروبية".
ولكن لماذا يريد الغرب إسقاط أردوغان في الانتخابات بعدما فشل أنصاره بين العسكريين الأتراك في إسقاطه بانقلاب عسكري؟
واستكمل أردوغان في تغريدته "لماذا لا يتطرق كمال إلى سبب دعمه للمثليين، ويأمر نوابه بالوقوف على باب صلاح الدين دميرطاش".
لكن أردوغان قال: إنه "في يوم 14 مايو ستتم إزالة أقنعة الذين ينادون بالوطن واستقلاله في ولاية سامسون، ويطالبون بالحرية لصلاح الدين دميرطاش في ولاية فان، مؤكدا سننهي مسرحيتهم ونسقط أقنعتهم".
وقبل أربع سنوات، أوقفت مديرية أمن ديار بكر بتركيا، الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي (معارض) صلاح الدين دميرطاش في منزله بالولاية، في إطار التحقيقات المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
"نمتلك تسجيلا صوتيا"
في وقت سابق، كشف وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، عن لقاء جرى بين "الطاولة السداسية" لتحالف المعارضة وبين سفير دولة أوروبية؛ لطرح مسودة اتفاقهم عليه، مؤكدا أنه أبلغ وزير داخلية هذه الدولة الأوروبية بما يفعله سفير بلاده وعن تدخلاته في الانتخابات التركية، حيث يمتلك صويلو تسجيلا صوتيا على ذلك.
وفي مقابلة مع قناة "خبر ترك" التركية 4 مايو 2034، قال صويلو: "تم إرسال محضر لقاء الطاولة السداسية إلى سفير إحدى دول الاتحاد الأوروبي في تركيا، عبر ممثلين رسميين عن المعارضة"، مضيفا "نمتلك تسجيلا صوتيا على ذلك".
صويلو أضاف "قبل 4 أشهر جاء وزير داخلية هذه الدولة الأوروبية إلى تركيا، وأبلغته بما يقوم به سفير بلاده لدينا، وعن تدخلاته في الانتخابات".
وفي 6 مارس، أعلنت الطاولة السداسية أن رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليجدار أوغلو، مرشحها الرئاسي للانتخابات التي ستجري في 14 مايو الحالي.
وأعلنت الطاولة أن رؤساء الأحزاب الخمسة على الطاولة سيتولون منصب نائب الرئيس، بجانب رئيسي بلدية أنقرة منصور ياواش، وإسطنبول أكرم إمام أوغلو.