يكتسب محمود نجل المنقلب السفيه عبدالفتاح السيسي أدوارا أكثر أهمية في حكومة والده، ما يطرح التساؤلات بشأن ما إذا كان السيسي يجهز ابنه، لخلافته في الوقت الراهن. وقام محمود السيسي، نائب رئيس دائرة المخابرات العامة المصرية، مع اثنين من كبار المسؤولين المصريين بزيارة إسرائيل في محاولة للتوسط لمنع التصعيد بين دولة الاحتلال والفصائل الفلسطينية. ويأتي هذا في أعقاب اشتباكات بين قوات الأمن الإسرائيلية وفلسطينيين في الحرم القدسي يوم الجمعة، مما أسفر عن اعتقال 476 فلسطينيا، على الرغم من أن غالبيتهم قد أفرج عنهم بالفعل. ووفقا لصحيفة العربي الجديد، وصل نجل السيسي إلى دولة الاحتلال، يوم الأحد، بنية التوصل إلى اتفاق مع المسؤولين الإسرائيليين لإطلاق سراح المعتقلين وتجنب المزيد من التصعيد. ولطالما عملت مصر التي وقعت اتفاق سلام مع دولة الاحتلال في عام 1979 كوسيط بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية، ولكن هذه المرة، المبعوث هو الابن الأكبر للسيسي. وصرح د. إيران ليرمان، نائب مدير السياسة الخارجية و الشؤون الدولية بمجلس الأمن القومي و نائب رئيس معهد القدس للإستراتيجية والأمن لموقع "ميديا لاين" بأن هذه الزيارة تمثل إشارة أخرى على أن مصر تقترب أكثر من دولة الاحتلال . وقال إن "التغيير الذي حدث في ما يتعلق بالعلاقات بين مصر والكيان الصهيوني في الأشهر الأخيرة هو أمر مثير جدا للإعجاب". و قد أوضح ليرمان و الذي يشغل أيضا منصب رئيس تحرير صحيفة القدس إستراتيجي تريبيون، أن هذا التطور بدأ بمشاركة وزير خارجية الانقلاب سامح شكري في قمة النقب، وانتقل إلى اتفاقيات في قطاع الطاقة، وإلى زيارة وزير الاقتصاد الإسرائيلي أورنا باربيفاي إلى القاهرة، و الآن زيارة نجل السيسي. وقال هيثم حسنين، الزميل المشارك في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ل"ميديا لاين" إن "هناك عدة أسباب لهذا التحول، موضحا أن السبب الأول اقتصادي". ويرى ليرمان أن هذا الأمر يتعلق بالتعاون في مجال الطاقة بما في ذلك الغاز الطبيعي وقضية الأمن الغذائي على خلفية الوضع الأوكراني. وقال حسنين "بالتأكيد فإن الرحلات المباشرة من تل أبيب إلى شرم الشيخ ستعوض قطاع السياحة المصري قليلا عن خسارة السياحة الروسية والأوكرانية". وأضاف حسنين "منذ التوقيع على اتفاقات إبراهيم، رأت القاهرة الإمكانيات الاقتصادية الهائلة التي تتمتع بها، ولا تريد أن تفوت الفرصة، وخاصة في ظل احتياجاتها الاقتصادية الملحة الحالية بسبب زيادة التضخم والحرب الروسية الأوكرانية". من الناحية السياسية، يعتقد حسنين أن مصر تريد الحفاظ على مكانتها كأهم شريك عربي للاحتلال، مضيفا تريد القاهرة أن تتأكد من أن اتفاقيات إبراهام لا تعتلي اتفاقية كامب ديفيد". وأوضح حسنين أن الدعاية المحيطة باتفاقات إبراهام هزت مكانة القاهرة القديمة باعتبارها المحاور العربي الرئيسي مع القدس "الآن ومع انفتاح القادة العرب على الاحتلال علنا، تريد القاهرة أن تكون في دائرة الضوء أيضا". وقال محلل سياسي وإستراتيجي واستخباراتي في مصر، رفض الكشف عن اسمه لميديا لاين إن "عمل مصر على تعزيز العلاقات مع الاحتلال يرتبط أيضا بتجديد مفترض للاتفاق النووي الإيراني". وأضاف "أن دولة الاحتلال تمهد الطريق للتعامل مع إيران، وتسرع بالتطبيع مع دول الخليج، وتحديث التعاون الأمني والدفاعي مع مصر بطرق مختلفة، وكل هذا يتطلب أيضا أن تصبح مصر أكثر نشاطا". وأشار التقرير إلى حقيقة أن ابن السيسي هو الذي قام بزيارة الاحتلال في الوقت الذي تتحرك فيه مصر لتعزيز علاقاتها مع الكيان، تثير بعض علامات الاستفهام حول إمكانية أن يحاول السيسي تسليم الرئاسة إلى ابنه الأكبر. وقال حسنين إنه "في ظل تاريخ جمال مبارك، نجل الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك الذي كان يجري إعداده لخلافة والده قبل الإطاحة بحسني مبارك من منصبه في الثورة المصرية عام 2011، فستكون هناك دائما تكهنات". وتابع "ليس هناك ما يشير إلى وجود مداولات فعلية بشأن الخلافة حتى الآن على أي مستوى، وإن كنت لا أتوقع ذلك حتى عام 2028 أو نحو ذلك؛ على الرغم من ذلك، سيحاول السيسي على الأرجح إيجاد وسيلة لمواصلة تمديد رئاسته". ويوافق ليرمان على ذلك وقال "ربما يريد أن يشغل ابنه أدوارا مهمة، لكنني لا أعتقد أننا نتحدث هنا عن لعبة توريث". وأضاف "السيسي زكي بما فيه الكفاية لفهم وتذكر المقاومة التي كانت قائمة تجاه مسألة "الجملكة"، والتي تجمع بين كلمتين باللغة العربية: الجمهورية والمملكة، إنها جمهورية في الأساس تمر عبر التوريث". ويقول المحلل المصري، رفض الكشف عن اسمه، إن "السيسي ليس نسخة طبق الأصل من مبارك ، أعتقد أن السيسي أذكى من اتباع نهج مبارك، ويدرك السيسي أن هناك خطرا في مثل هذه الخطوة، ولكنه يثق في أن ابنه سيقوم بهذه الزيارة المهمة، ويتعامل مع العديد من الملفات الهامة، وإسرائيل واحدة منها بالطبع". ويعتقد أيضا أن السيسي أرسل ابنه كمبعوث موثوق به ، إنها زيارة جدية تحتاج إلى رسول خاص موثوق به. على عكس هذه الخطوة كونها إشارة على رغبة السيسي في تسليم السلطة إلى ابنه، فإن هذا مؤشر على جهد مصر لتعزيز علاقاتها مع إسرائيل. واختتم "أريد أن أؤكد على أن هذه خطوة في سلسلة طويلة من الإشارات التي تظهر مدى أهمية العلاقات مع الاحتلال بالنسبة لمصر في فترة من الزمن حيث تغير مصر هويتها، كما أنها تظهر بوصفها دولة أقل عربية، وأقل إسلامية، وأكثر من مصر الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وأكثر من مصر الفرعونية".
Egyptian President's Son Visits Israel To Mediate Conflict With Palestinians in Step Toward Strengthening Ties