مع غياب الرقابة وعدم الاهتمام بصحة المصريين انتشرت ظاهرة ذبح الحمير وبيع لحومها من جانب بعض الجزارين معدومي الضمير أو تقديمها في المطاعم التي تعمل على جذب الزبائن بأسعار أرخص للوجبات . ورغم أن لحوم الحمير تسبب أضرارا كبيرة لجسم الإنسان، فهي تحمل فيروسات وبكتيريا تؤثر على الجهاز الهضمي وقد تؤدي للإصابة بالقئ والإسهال وسرطان الكبد والكلى ، كما تعرض المريض للإصابة بالجفاف وبالدودة الشريطية ، لا تبذل حكومة الانقلاب أي جهد للقبض على من يرتكبون هذه الجريمة في حين تتفرغ لملاحقة ومطاردة الرافضين لنظام الانقلاب الدموي واعتقالهم .
حمير مريضة حول هذه الكارثة كشف الدكتور سباعي عمر طبيب بيطري واستشاري سلامة الغذاء؛ أن البعض يلجأ إلى ذبح الحمير لأن قدرتها على العمل قد انتهت وأصبحت غير قادرة على الجر نظرا لمرضها أما الحمير السليمة القادرة على العمل فلا يتم ذبحها ، مشيرا إلى أنه يتم ذبح الحمير سواء ميتة أو حية أو مريضة؛ بدلا من أن يتركها مالكها تموت ويبيعها بثمن بخس جدا. وقال عمر في تصريحات صحفية "يتم ذبح الحمير في أماكن مخالفة لا يوجد عليها رقابة؛ لأنه عمل يعاقب عليه القانون". وحول إمكانية اكتشاف لحوم الحمير أوضح أنه عندما يكون نيئا نجد أن لونها أحمر داكن جدا يميل إلى اللون الأزرق؛ في حين أن اللحم البقري والجاموس لونه الطبيعي أحمر وردي فاتح ، لافتا إلى أن دهن الحمار يكون مائلا إلى الحالة الهلامية مثل الجلاتين وهو لا يتجمد أبدا؛ ولون الدهن أصفر فاقع أو يسمى أصفر نحاسي؛ في حين أن الدهن الجاموسي لونه أبيض؛ أما الدهن البقري فلونه أصفر باهت جدا. وأشار عمر إلى أن الحمير والفصيلة الخيلية حيوانات ذات تكوين وطبيعة عضلية خلقت من أجل الجر وحمل البضائع لذلك فإن الألياف العضلية لها تكون بها نسبة عالية من الألياف ، مما يجعل لحم الحمار قويا جدا موضحا أن الألياف المتخللة أنسجة لحم الحمار تكون بيضاء وواضحة وظاهرة جدا؛ وهذه الطبيعة العضلية للحمار تجعل الكبد يخزن كمية كبيرة جدا من النشا الحيواني داخل العضلات والتي تمكنها من استخدام العضلات في الجر والحركة.
طعم مسكر وأضاف أن النشا الحيواني الموجودة بكثرة في عضلات الحمار عندما يلمس لعاب الإنسان يتحول إلى جلوكوز؛ لذلك عندما تتذوق اللحمة ستجد طعما يميل إلى الطعم المسكر؛ وكأنه يوجد سكر في الفم ، مؤكدا أن طعم السكر في لحم الحمار يعتبر العلامة الأساسية والأولى لاكتشاف أنه لحم حمار؛ مهما أضافت المطاعم له من بهارات وألوان ومكسبات طعم كل ذلك لن يلغي الطعم المسكر؛ لكن ربما تختفي الروائح الكريهة؛ بينما سيظل طعم السكر واضحا لن يختفي أبدا لأنه يظل داخل نسيج لحم الحمار. وكشف عمر عن علامة أخرى عند مضغ لحوم الحمير؛ حيث تكون شديدة جدا عند المضغ نظرا للطبيعة التي خلقت بها الحمير؛ لأنها ذات كتله عضلية شديدة جدا؛ أما في حالة مضغ اللحوم الطبيعية الصالحة للاستخدام الآدمي فنجدها سهلة المضغ كذلك منطقه القفص الصدري لدى الحمار أو ما يسمى الريش؛ يكون ذا حجم قليل جدا أما عظام قفص الصدر للجاموس والبقر يكون عريضا بعض الشيء أيضا كاحل الحمار أو ما يسمى الكوارع تكون صغيرة الحجم؛ أما في الأبقار تكون ممتلئة وذات حجم كبير ودسمة. وقال إن "من طرق اكتشاف لحم الحمير إجراء تجربة تتم عبر تسخين السكين على النار؛ ثم غرس السكين في لحم الحمار وهو نيئ؛ فتصدر رائحة كريهة تشبه رائحة البول أو رائحة إسطبلات الخيل ، مشيرا إلى أنه في حالة إجراء التجربة في اللحم البقري والجاموسي والضأن؛ ستصدر رائحة شواء محببة ومفضلة للجميع ؛ لأنها رائحة مألوفة ومستساغة جدا للإنسان". ولفت عمر إلى علامة أخرى تظهر عند تسوية لحم الحمار وسلقها في المياه ؛ حيث تظهر رائحة شديد ة وكريهة مماثلة لرائحة إسطبل الخيول؛ مع تجمع طبقة لونها أصفر أو بني ظهرت على وجه مياه سلق اللحم. وحذر من خطورة لحوم الحمير، مؤكدا أنها تنقل الديدان الشريطية بالإضافة إلى أن الحمار عند ذبحه ميتا أو حيا ؛ ينقل من خلاله أكبر قدر من البكتيريا والطفيليات؛ ومع كثرة تناول لحم الحمار تظهر أعراض تسمم بسيطة على الإنسان أو إسهال مستمر أو ارتفاع درجه الحرارة؛ ويزداد ذلك أكثر لأنه يذبح في أماكن موبوءة؛ تنتشر بها الأمراض أكثر لعدم نظافتها وعدم تعقيمها؛ ولا تستخدم فيها أي إجراءات صحية . وأكد عمر أن مالك الحمار لا يلجأ لذبحه أو لبيعه؛ لأنه يعتبر رأس ماله ومصدر رزقه ؛ بل يهتم به ويقوم بعلاجه وينفق عليه الكثير؛ لكن ما يذبح فقط الحمار الميت أو المريض الذي لا يأتي العلاج معه بنتائج فيقبل فيه صاحبه أي سعر مادي يعوضه لشراء حمار جديد قوي لاستخدامه في الأعمال الشاقة .
سرطان الكبد وحذر أحمد إسماعيل استشاري تغذية، من أن لحم الحمير يؤثر على الكبد والكلى وقد يتسبب في الإصابة بحساسية الجلد، ويعد بيئة خصبة للفيروسات والبكتيريا. وقال إسماعيل في تصريحات صحفية "في بعض الأحيان يسبب تناول لحم الحمير الإصابة بسرطان الكبد، إذ أن الشخص الذي يذبح الحمير لا يذبحها وهي سليمة بل قد تكون مريضة أو نافقة أو متعفنة، نظرا لرخص ثمنها". وأضاف ، في بعض الأحيان قد لا يصاب الإنسان بأي أمراض وذلك راجع لمناعة الشخص نفسه، ويمكن أن يبدأ الأمر بشكل تدريجي الشعور بالقيء والإسهال، وفيما بعد يتكرر الأمر ليصل إلى سرطان الكبد والكلى ؛ لأن بعض الحمير قد تكون مصابة بالسالمونيلا ، مما يتسبب في تسمم الشخص ويؤدي للوفاة إذا لم يتم نقله إلى المستشفى على الفور.
الصين وأعرب الدكتور خالد توفيق طبيب بيطري عن أسفه للجوء البعض إلى ذبح الحمير بهدف تناول اللحوم ، موضحا أنه يمكن الاستفادة من الحمير والإتجار في جلودها . وأكد توفيق في تصريحات صحفية أن أسعار بيع الحمير مرتفعه جدا؛ وتستوردها الصين ؛ حيث تستخدم جلودها في أشياء خاصة مثل استخدامها في تصنيع أدوات التجميل والمواد المنشطة . وقال إنه "يتم الاستفادة من الجلود وما يستخلص منها أما تناول لحومها فهذا مخالف للقوانين ومن يذبحها يتم القبض عليه". وأشار إلى أنه ليس من السهل أن نجد حميرا مذبوحة يشتريها الناس؛ رغم أن لحوم الحمير موجودة بالفعل ويحدث ذلك من عديمي الضمير لكنها ليست ظاهرة.