دافع الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قراره بالتنازل عن أي عقوبة لولي العهد السعودي عن مقتل الصحفي السعودي الذي كان مقيما في الولاياتالمتحدة جمال خاشفجى، زاعما أن العمل ضد العائلة المالكة السعودية كان من غير المسبوق دبلوماسيا بالنسبة للولايات المتحدة، بحسب ما أفادت صحيفة "الجارديان". وناقش بايدن، في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز" بثتها الأربعاء الماضي، قرار إدارته إعفاء ولي العهد محمد بن سلمان من أي عقوبات على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2 أكتوبر 2018. حاسبنا الجميع! وخلصت الاستخبارات الأمريكية، في تقرير صدر في 26 فبراير، إلى أن ولي العهد أذن لفريق مسؤولي الأمن والاستخبارات السعوديين بقتل خاشقجي. وقال "بايدن"، في أول تعليقات علنية موسعة على قرار إدارته: "لقد حاسبنا جميع الناس في تلك المنظمة، ولكن ليس ولي العهد، لأننا لم نكن على علم أبدا عندما يكون لدينا تحالف مع بلد، وذهبنا إلى رئيس الدولة بالنيابة وعاقبنا ذلك الشخص ونبذناه"، وفقا لتصريحاته العلنية الموسعة الأولى على قرار إدارته، ومع ذلك، كان بايدن يبالغ في العلاقة الأمريكية مع المملكة العربية السعودية. ولا توجد لدى الولاياتالمتحدة أي معاهدة ملزمة للمملكة العربية السعودية، والمملكة ليست واحدة من الدول العربية المصنفة على أنها حليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي. وغالبا ما تشير الولاياتالمتحدة إلى المملكة كشريك إستراتيجي بسبب إنتاجها النفطي، ووضعها كموازنة إقليمية لإيران وتعاونها في مجال مكافحة الإرهاب. وكانت إدارة بايدن قد أصدرت الشهر الماضي تقرير الإستخبارات الأمريكية الذي خلص إلى موافقة الأمير على مقتل خاشقجي، الذي كان يعيش وقت مقتله في الولاياتالمتحدة ويكتب بشكل نقدي لصحيفة "واشنطن بوست" عن انتهاكات الأمير لحقوق الإنسان أثناء تعزيزه للسلطة. قيود على العملاء السعوديين وفرضت الولاياتالمتحدة قيودا على تأشيرات الدخول وعقوبات على العملاء السعوديين الذين قتلوا خاشقجي ومزقوا أوصاله داخل القنصلية السعودية في اسطنبول، إلا أنها فشلت في معاقبة محمد بن سلمان. وكان "خاشقجي" قد فر من المملكة العربية السعودية وكان يعمق انتقاده للأمير في أعمدة مكتوبة لصحيفة واشنطن بوست. وعندما حدد خاشقجي موعدا في 2 أكتوبر 2018، في القنصلية السعودية في إسطنبول لاستلام الأوراق اللازمة لحفل زفافه، كان مسؤولو الأمن والاستخبارات السعوديون في انتظاره هناك، وكذلك كان رئيس الطب الشرعي في الأمن السعودي، المعروف بتقنياته في التشريح السريع، ولم يتم العثور على رفات خاشقجي. وكان تقاعس بايدن ضد الأمير بمثابة تحول عن حملته الانتخابية عندما تحدث بايدن بشكل لاذع عن العائلة المالكة وقال إنه يريد أن يجعل من المملكة العربية السعودية "منبوذة" من عمليات القتل وغيرها من الانتهاكات. انتقادات حقوقية للرئيس الأمريكى وانتقدت جماعات حقوقية وبعض منظمات الصحفيين قرار عدم معاقبة ولي العهد، قائلة إنه يشير إلى إفلات الملكيين وغيرهم من القادة الاستبداديين من العقاب في المستقبل، وأشار بايدن إلى أنه وافق على نشر تقرير الاستخبارات، وقال أيضا إنه "أوضح" للملك السعودي "أن الأمور ستتغير". وقد سمح الملك سلمان، الذي هو في منتصف الثمانينات من عمره، لابنه بسلطة حكم واسعة. وعزز محمد بن سلمان، البالغ من العمر 35 عاما، السلطة في المملكة العربية السعودية منذ أن أصبح والده الملك سلمان، البالغ من الآن 85 عاما والمريض، حاكما للمملكة في عام 2015. وبعد وقت قصير من شن الأمير حربا بقيادة السعودية في اليمن المجاور عمّقت الجوع والفقر في ذلك البلد، وفتح حصارا اقتصاديا أنهى مؤخرا ضد قطر ودعا زعيم دولة عربية أخرى، لبنان، لزيارة بلاده ودون سابق إنذار احتجزه. https://www.theguardian.com/world/2021/mar/17/joe-biden-saudi-arabia-crown-prince-mohammed-bin-salman-jamal-khashoggi