بدأ نظام الانقلاب الدموى بقيادة عبد الفتاح السيسي اليوم رسميا ما يعرف بالتجارب السريرية والتى تجعل من المصريين "فئران تجارب" لمافيا شركات الأدوية الكبرى فى العالم مقابل الحصول على عمولات وامتيازات خاصة ل"السيسي والعسكر" على حساب الشعب المصري خاصة "الغلابة والفقراء والمعدمين". كان مجلس نواب الدم قد صادق على ما يسمى بقانون تنظيم البحوث الطبية الإكلينيكية، المعروف ب"التجارب السريرية"، بزعم مواجهة جائحة كورونا بعد سنوات من الجدل الاجتماعي والديني والطبي، حول آلية حماية الفئات الفقيرة من التحول إلى "فئران تجارب" للجهات البحثية وشركات الدواء المحلية ومتعددة الجنسيات. يشار إلى أن التجارب السريرية على لقاح كورونا، تشارك فيها صحة الانقلاب مع شركتى جى 42 الإماراتية للرعاية الصحية وسينوفارم CNBG الصينية. وتستغرق مدة المشاركة في التجربة نحو 60 يومًا وقد تستمر فترة المتابعة للحالات المتطوعة التي حصلت على اللقاح 12 شهرًا. من جانبها أعلنت وزارة الصحة بحكومة الانقلاب يوم السبت أنها بدأت اجراء أول تجربة للقاحين لفيروس كورونا على متطوعين، جرى ثبات فعاليتهما في المرحلة الأولى والثانية والثالثة فى بعض الدول التى أجرت التجارب السريرية. وزعمت صحة الانقلاب أنه سيتم احترام خصوصية بيانات المتطوع لإجراء التجارب ولن تتم مشاركتها مع أى جهات مطلقا، مشيرة إلى أن الاشتراطات تتضمن حرية انسحاب المتطوع في أي وقت من التحارب السريرية دونما أى مسئولية وفق تعبيرها. 6 آلاف مبحوث واعترفت هالة زايد، وزيرة صحة الانقلاب إنه بدءًا من اليوم سيدعون المتطوعين ليجروا عليهم اختبارات نوعين من اللقاحات، مضيفة: "دول لقاحين تبع شركة صينية بتعطي التطعيمات الأساسية لشلل الأطفال ومن الشركات الرائدة فى مجال اللقاحات" بحسب تعبيرها. وأشارت إلى بدء إجراء التجارب الإكلينيكية في مرحلتها الثالثة على لقاح فيروس كورونا المستجد في اطار حزمة متكاملة تشمل البحوث على اللقاحات المحتملة والتعاون في مجال التصنيع حال ثبوت فعاليته وفق زعمها. وكشفت الوزيرة الانقلابية فى تصريحات صحفية، أن عبدالفتاح السيسي طلب أن تشارك مصر مع دول العالم للوصول للقاح لفيروس كورونا وشجع على اجراء التجارب السريرية على مصريين، لافتة إلى أن تلك التجارب أطلق عليها "لأجل الإنسانية" وتتم في 4 دول عربية من خلال مشاركة متطوعين في كل من (الإمارات والبحرين والأردن ومصر). وقالت إن المستهدف من إجراء تلك التجارب 45 ألف مبحوث على مستوى العالم، وتم إجراءها على 35 ألف مبحوث حتى الآن، لافتًة إلى أنه من المفترض أن تشارك مصر في تلك التجارب من خلال 6 آلاف مبحوث، حيث سيتلقى المشاركون في تلك التجارب جرعتين من التطعيم بينهم 21 يومًا، وسيتم متابعة المشاركين في الدراسة لمدة عام كامل بحسب تصريحاتها. وأوضحت أن تجربة اللقاح مرت بالمرحلة ما قبل الإكلينيكية، (ما قبل السريرية) وهي مرحلة اختبار اللقاح في المختبرات وعلى الحيوانات، ثم المرحلة الأولى وتمت على عدد من الأصحاء لاختبار المأمونية وقياس الفاعلية والجرعة القياسية لانتاج أجسام مضادة بمستوى مناسب، وتمت المرحلة الثانية على عدد أكبر من المتطوعين والتي انتهت إلى ثبوت فاعلية وأمان اللقاح على المشاركين، ثم بدأت المرحلة الثالثة لاختبار اللقاح على مجموعة أكبر من دول العالم من ضمنها مصر وتهدف لاستكمال اختبار المأمونية والفاعلية على عدد أكبر في أماكن مختلفة. وأشارت إلى تشكيل لجنة قومية للإشراف على تلك الأبحاث الإكلينيكية بزعم الاستفادة من الجهود والخبرات المصرية في البحث العلمي للإشراف على الأبحاث الاكلينيكية لتطوير هذه اللقاحات، معترفة بأن دولة العسكر تعمل في إدارة ازمة كورونا وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية وإرشادات الجهات الدولية. فاكسيرا وكشف خالد مجاهد مستشار وزيرة صحة الانقلاب أن هالة زايد تفقدت المبنى المخصص "فاكسيرا"، لاستقبال المتطوعين لإجراء تجارب المرحلة الثالثة على لقاح الفيروس، وتفقدت الخطوات التي سيمر بها المتطوع داخل المركز، حيث سيبدأ بتسجيل البيانات الشخصية والصحية بطريقة مميكنة ثم يتسلم الملف الخاص بالمتطوع ويحتوي على كل البيانات الطبية وكذلك نموذج للموافقة على مشاركته ، ثم يدخل غرفة الاستشارات والتي سيتم فيها توضيح المعلومات المتعلقة بالدراسة السريرية ومتطلباتها ويقوم المتطوع بالتوقيع على نموذج (للموافقة) على المشاركة، بعد جلسة مع متخصص مدرب لإطلاعه على كافة المعلومات. وقال مجاهد فى تصريحات صحفية إن الوزيرة الانقلابية تفقدت عيادة الفحص التي يفحص المتطوع بها إكلينيكيا وتسجيل جميع الوظائف الحيوية للتأكد من مواءمته الصحية والشخصية لجميع متطلبات المشاركة، كما تفقدت الغرفة المخصصة لسحب عينات الدم لدراسة حالته المناعية الحالية قبل إجراء الدراسة والتى يتم مقارنتها بحالته بعد إجراء الدراسة وأخذ مسحة pcr للتأكد من عدم إصابته بالفيروس، ثم إعطاءه الجرعة الأولى من اللقاح بمرافقة متخصص، ثم ينتقل إلى غرفة الملاحظة لمدة 30 دقيقة قبل مغادرته بعد الاطمئنان عليه وإبلاغه بمواعيد المتابعة، وتتم متابعة المتطوع من خلال كارت متابعة يحتوى على مواعيد الزيارات للمركز ورقم الهاتف الذى سيتواصل معه المتطوع. ولفت إلى أنه سيتم فتح موقع الحجز لاستقبال المتطوعين للمشاركة في التجربة السريرية للقاح بداية من غد الأحد، من خلال الموقع الإلكتروني Www.Covactrial.mohp.gov، والذي يحتوي على الشروط الواجب توافرها للمتطوع للمشاركة في التجربة، من خلال 3 مراكز تشمل "الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات "فاكسيرا"، ومستشفى صدر العباسية ومعهد الكبد. 74 تجربة سريرية فى المقابل كشف موقع "كلينيك تريل" المتخصص في التجارب السريرية، أن هناك تجربة سريرية سجلت تحت عنوان NCT04349241 أجريت في جامعة عين شمس على 100 مريض تراوحت أعمارهم بين 18 و80 سنة، خلال الفترة من 16 إبريل و25 يونيو، لتجربة "فعالية وسلامة عقار فافيبيرافير في علاج مرضى كوفيد 19". وقال الموقع إن هناك تجربة سريرية أخرى سجلت تحت رقم NCT04371822 أجريت في جامعة كفر الشيخ على 56 مريضاً، تراوحت أعمارهم بين 18 و80 سنة، خلال الفترة من 1 مايو و24 يونيو الماضى لقياس فعالية البورفيرين الصناعي المنشط في ضوء الشمس على مرضى "كوفيد 19"، مؤكدة أن هذا العقار لم تتم تجربته على البشر من قبل، وأن المصريين هم أوائل البشر الذين تناولوا هذا العقار. وأكد الموقع نفسه أن دولة العسكر تشارك في 74 تجربة سريرية لرصد فعالية أدوية وعقاقير على المرضى المصابين بفايروس "كورونا". وتتصدر جامعة عين شمس القائمة ب11 تجربة سريرية مختلفة تليها جامعة القاهرة ب10 تجارب والمنصورة ب8 تجارب، إضافة إلى جامعات أسيوط، الزقازيق، كفر الشيخ، الفيوم، المنصورة، طنطا، دمنهور، شبين الكوم، الإسكندرية، جنوب الوادي، وحورس (جامعة خاصة)، إضافة إلى جامعة الأزهر التي تشارك في 3 تجارب تتعاون في أحدها مع مستشفى KINGS COUNTRY بولاية نيويورك الأميركية، ومستشفى AHVAZ IMAM الإيرانية، فيما شارك 6 أطباء مستقلين في إجراء تجارب سريرية على مرضى "كورونا" في مصر. شركات الأدوية وقال أيمن السبع مسئول الملف الصحي بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن وزارة صحة الانقلاب تزعم أنها تشترط منذ تسعينيات القرن الماضي أن تكون الأدوية الخاضعة للتجربة مسجلة ومتداولة في بلد المنشأ وأن توجد شهادة معتمدة تفيد بذلك، وأن يكون المستحضر مسجلا في بعض الدول التي توجد بها أجهزة رقابية فعالة ومتداولة في دولة على الأقل من الدول المتقدمة في مجالات رقابة الدواء، مثل السويد وإنجلترا. وأكد السبع فى تصريحات صحفية أن هذه الشروط لا يتم الالتزام بها على الاطلاق ويتم انتهاك حقوق المتطوعين لصالح مافيا شركات الأدوية. وأضاف أن الوزارة تشترط أيضا أن يكون العقار في المرحلة الرابعة والنهائية من التجربة على البشر، وهو ما لا يحدث في مصر على الإطلاق مؤكدا أن 70 في المائة من تجارب الأدوية الدولية في دولة العسكر تكون في المرحلة الثالثة، التي تستلزم وجود عدد كبير من المشاركين (لأهمية الأعداد في الإحصاءات) في التجارب لإثبات جدوى العقار. وأشار السبع إلى أن ذلك يخالف حتى القوانين الداخلية، ويساعد على تفشي الظاهرة ضعف الرقابة داخل المنظومة الصحية في دولة الانقلاب. فئران تجارب وأكد أحمد رامي أمين صندوق نقابة صيادلة مصر السابق أن حكومة الانقلاب تتعاقد مع شركات أدوية وتوفر لها المرضى كما لو كانوا فئران تجارب، مقابل امتيازات تحصل عليها حكومة الانقلاب سواء كانت امتيازات مالية أو في صورة أدوية تتحصل عليها من الشركات. وقال "رامي" في تصريحات صحفية إنه رغم تمرير قانون التجارب السريرية فإن وضعه يختلف تماما عن بقية دول العالم، موضحا أن كل دول العالم بها قوانين تنظم التجارب السريرية، وتلزم السلطات أن يكون المريض على معرفة مسبقة بتلك التجارب، إلا أن الأوضاع تجري على خلاف ذلك في مصر. وأرجع هذه الأوضاع المهينة إلى النظرة التي تنظر بها حكومة العسكر إلى المواطن المصري باعتباره بلا قيمة، واعتبار حياته مصدرا للحصول على الامتيازات الاقتصادية من شركات الأدوية.