صعّدت إيران من حملتها ضد اتفاق التطبيع بين عيال زايد فى دولة الإمارات وبين الصهاينة، وهددت عيال زايد بأنها ستواجه أى تهديد بقوة حاسمة مؤكدة أن الإمارات ارتكبت خطأ إستراتيجيا بالتطبيع مع الكيان الصهيوني. وحذرت إيران من أن تتحول الإمارات إلى منصة صهيونية أمريكية لاستهداف الأمن القومي الإيراني، مؤكدة أن الأمن القومي الإيراني خط أحمر لا يمكن لطهران أن تتجاهله. ووصفت اتفاق التطبيع الإماراتي مع الكيان الصهيوني بأنه "حماقة استراتيجية"، مشيرة إلى أنه سيعزز من "جبهة المقاومة" في المنطقة. وأكدت إيران أن الشعب الفلسطيني المضطهد وشعوب العالم الحرة، لن يغفروا أبدا خيانة التطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم والمحتل. واعتبرت أن تزويد الإمارات بأسلحة عالية المستوى سيفتح سباقا كبيرا للتسلح في المنطقة، وهو ما تتحمل أبو ظبي مسئوليته. ونشرت صحيفة "كيهان"، الناطقة بلسان الثورة الإسلامية فى إيران والتي يعيّن رئيس تحريرها الزعيم الإيراني الأعلى آية الله خامينئي، أن أبوظبي باتت "هدفًا مشروعًا وسهلا للمقاومة"، مشيرا بذلك إلى القوات الموالية لطهران، وذلك بعد "خيانة سافرة" للقضية الفلسطينية. كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أعلن توصل الإمارات والصهاينة إلى ما أسماه اتفاق سلام واصفا إياه ب "التاريخي". وقال مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي إن الإمارات والكيان الصهيوني توصلتا إلى اتفاق لتشكيل تحالف ضد إيران لحماية الأراضي الأمريكية والشرق الأوسط، وذلك عبر اتفاقية أبراهام للتطبيع الكامل بينهما. وزعم بومبيو، في حوار تلفزيوني مع قناة فوكس نيوز، أن الإمارات والكيان الصهيوني تنظران إلى إيران على أنها خطر كبير. ولفت إلى أن الدول العربية لا تعترف بحق الكيان الصهيوني في الوجود كوطن لليهود، كما يجب أن تكون، لتصبح الإمارات أول دولة تُقْدم على هذه الخطوة منذ أكثر من عقدين ونصف العقد. ووصف الوزير الأمريكي اتفاقية التطبيع بين الجانبين الإماراتي والإسرائيلي بالتاريخية. وصمة عار من جانبه أكد مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي أن التحالف بين الإمارات والكيان الصهيوني لن يصمد طويلا، لأنه تحالف أشخاص وليس تحالف شعوب، ووصف الاتفاق بين عيال زايد والصهاينة بأنه "وصمة عار" ستلاحق حكام الإمارات. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني فى خطاب نقل عبر التلفزيون الرسمي، إن الإمارات ارتكبت "خطأ كبيرا"، عندما تصورت "أن التصاقها بأمريكا والكيان الصهيوني سيحقق لها الأمن وينعش الاقتصاد. وندد روحاني بالاتفاق واعتبره خيانة للمسلمين وللشعب الفلسطيني وللقدس. خطأ استراتيجي ووصف سعيد خطيب زاده المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، تطبيع الإمارات العلاقات مع الكيان الصهيوني بالخطأ الاستراتيجي، مؤكدا أن طهران لا تمزح بشأن أمنها ومواجهة أي تهديد تتعرض له. وقال إن الكيان الصهيوني غير قادرة على ضمان أمنها، ولن تستطيع توفير الأمن للإمارات. وعبّر عن أمل بلاده في أن تتراجع أبو ظبي عن هذه الخطوة، مشيرا إلى أن طهران أبلغت الدول العربية بموقفها، وأنها لن تغير موقفها من سياسات واشنطن، كما أنها غير متفائلة بمواقفها. وقال الميجر جنرال محمد باقري رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية إن نهج طهران تجاه الإمارات سيتغير بعد اتفاقها مع الكيان الصهيوني لتطبيع العلاقات فيما بينهما. وأكد باقري أن نهج طهران تجاه الإمارات سيتغير، مشيرا إلى أنه إذا حدث شيء ما في منطقة الخليج وتضرر أمننا القومي مهما كان الضرر صغيرا، فسنحمل الإمارات مسئولية ذلك ولن نتهاون معها. الجزر الإماراتية وقال محمود حسين، باحث في العلاقات الدولية: وفقًا للعلوم السياسية والعسكرية، لا يمكن التعاطي مع أي تهديدات بوصفها أنها تحتمل عدم الجدية، موضحا أن التهديدات لا بد وأن تُؤخذ على محمل الجد، حتى وإن كانت جوفاء، فليس هناك تهديد جاد وتهديد غير جاد. وأضاف حسين فى تصريحات صحفية: "طالما لجأ المسئول إلى التهديد بشكل صريح، ولم يلمح أو يضمر، فلا بد أن يأخذ حديثه على محمل الجد، لكن لا يمكن الجزم بشكل وطبيعة التهديد، لأنه قد تتدخل عوامل أخرى فتحول دون تنفيذ التهديد". وعن طبيعة العوامل التي ربما تحول دون تنفيذ التهديدات، أوضح أنها قد تكون عوامل خارجية تتمثل في ضغوط دولية أو وساطات، وقد تكون عوامل داخلية تتعلق بالأوضاع الداخلية للدولة المُهددة"، لافتا الى أن التدخل للوساطة تحكمه عدة عوامل، بينها أن تكون تلك الدولة الوسيطة قادرة على مقابلة التهديد بتهديد آخر، أو تكون قادرة على تقديم إغراءات تجعل المُهدد يتنازل عن تهديده، لذلك الدولة الوسيطة إما تهدد أو تغري لضمان نجاح وساطتها. وأشار إلى أنه في الوقت الحالي إذا تمكنت الإمارات من تهدئة إيران بتقديم أي شكل من أشكال الإغراءات لها، لا تتوقع أن تغير طهران موقفها تجاه الاتفاق، ولكن من الممكن أن يتجمد الوضع وتصمت إيران، ولا تتطرق إلى ذلك الموضوع. وعن شكل الإغراء الذي من الممكن أن تقدمه أبو ظبي لطهران، قال : ملف الجزر الإماراتية الذي تستولى عليه إيران من الممكن أن يتم إغلاقه ولا تعاود أبو ظبي فتحه مجددًا، مرجحًا ألا تنفذ إيران تهديداتها تجاه الإمارات. ولفت حسين إلى أن طهران حريصة على عدم اندلاع أي حروب في منطقة الشرق الأوسط؛ لكونها جربت قبل ذلك حيث دخلت في حرب مع العراق 8 سنوات كلفت الدولتين نحو 400 مليار دولار، وشدد على أن إيران تجيد فن التفاوض والمناورة، وبذلك تتفادى شبح الحرب المباشرة، بينما هي تتمدد على الأرض. وأكد أن إيران ناجحة في الاعتماد على سياسية الإخطبوط؛ فهي تتواجد بقدر استطاعتها على التمدد من دون صدامات وحروب مباشرة. قواعد عسكرية وأعرب سالم الصباغ باحث في الشئون الإيرانية عن اعتقاده أن التهديد الإيراني هو في الدرجة الأولى موجه للصهاينة؛ حتى لا تقدم على إنشاء قواعد عسكرية لها في الإمارات وأكد الصباغ فى تصريحات صحفية أن هذا لن تسمح به إيران حيث إنه يهدد مباشرة الأمن القومي الإيراني لتلاصق الحدود بين إيران والامارات. وشدد على أن إيران جادة تماما في تهديداتها للإمارات لتخويفها من التمادي في العلاقات مع الكيان الصهيوني، رغم رغبتها في الوقت الحالي عدم الدخول في صراعات أو حروب، وكشف أن إيران ترحب بأي حوارات مباشرة أو بواسطة مع الإمارات أو أي دولة عربية، لكنها لن تقبل باقتراب التهديد الصهيوني لها عبر الإمارات. دماء الشهداء واعتبر الكاتب الفلسطيني هاني العقّاد، التطبيع الإماراتي خيانة لدماء الشهداء العرب، الذين ارتقوا في مسيرة الدفاع عن فلسطين. وأكد العقاد فى تصريحات صحفية أن العلاقات الإماراتية الصهيونية عمرها قديم وواضح بعدد من الشواهد، التي كان آخرها التعاون في مجال مكافحة فيروس كورونا، معتبرا أن اتفاق التطبيع بمثابة تحد للشعوب والحكومات العربية، التي رفضت معظمها مؤخرًا، خطة الضم الصهيونية. وتوقع العقاد أنّ تدخل الإمارات فى مواجهة قاسية مع ايران لن تستطيع الصمود فيها وقد تتراجع عن هذا الاتفاق أو تتجه الى تجميده ليبقى تعاونها مع الصهاينة فى السر ودون إعلان، ولفت إلى أن الإمارات قصمت ظهر العرب بذلك الإعلان وفتحت فرصة كبيرة للكيان الصهيوني للتغلغل في المنطقة، وحفزت بعض الدول لإعلان التطبيع بشكلٍ علني.