أعلن "اتحاد منظمات الهيكل" المزعوم عن استعداده لتنظيم اقتحام مركزي واسع للمسجد الأقصى المبارك، صباح بعد غد الاثنين، بمناسبة ما يسمى "يوم الشجرة العبري". في المقابل أعلن الفلسطينيون عن النفير العام لمواجهة هذا الاقتحام الصهيوني، محذرين من تكرار هذه الاقتحامات، وقالوا إنَّ الصهاينة يحاولون إيهام العالم أنهم يسيطرون على الأقصى ويعملون على تهويد المدينة المقدسة وهدم المسجد وإقامة الهيكل المزعوم مكانه. كان اتحاد منظمات الهيكل قد دعا أنصاره وجمهور المستوطنين إلى اقتحامٍ جماعي ومركزي للأقصى في هذا اليوم، الذي يوافق الاثنين 10-2-2020، وذلك لأول مرة في تاريخه، وكذلك إقامة برنامج احتفالي موحد داخل المسجد المبارك . يشار إلى أنه لم يسبق أن اعتُبر "يوم الشجرة العبري" عيدًا أو أن دُعي لاقتحام المسجد الأقصى فيه، فهو يؤرخ لبدء الموسم الزراعي بالتقويم العبري، وفى هذا اليوم يحتفل اليهود بالشجرة وزراعتها وتقديم بكور الثمار . وخوفًا من حملة "الفجر العظيم" داخل المسجد الأقصى، باتت "جماعات الهيكل" تستعد وتستنفر مع كل فجر جمعة لمراقبة أحداث الأقصى عن كثب، ومتابعة الأعداد بتمعنٍ. وطالبت الجماعات اليهودية المتطرفة رئيس حكومة تصريف الأعمال الصهيوني، بنيامين نتنياهو، بفتح المسجد الأقصى أمامهم يومي الجمعة والسبت، ظنًا منهم أن الأعداد ستقل بتواجدهم. يذكر أن اقتحام المستوطنين للأقصى تحول إلى طقس شبه يومي، مما عزز المخاوف من وجود مخطط لتغيير الوضع القائم في المسجد. وقال «مركز وادي حلوة»، الذي يرصد انتهاكات الاحتلال في القدسالمحتلة، إن المستوطنين يتعمدون اقتحام الأقصى خاصة فى الأعياد اليهودية وأداء الصلوات والطقوس الخاصة داخل ساحات الأقصى، وبعضهم أدى الصلاة العلنية بحراسة من شرطة الاحتلال الصهيوني، كما شهدت أبواب المسجد من الجهة الخارجية مسيرات وصلوات على مدار الساعة. عدد المقتحمين من جانبه قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن عام 2019 هو الأكثر من حيث تدنيس الصهاينة للمسجد الأقصى منذ 52 عامًا. وأوضح المرصد، فى تقريره السنوي، أن ذلك العام شهد أرقامًا قياسية في تدنيس باحات الأقصى؛ حيث بلغ عدد المقتحمين 30416 صهيونيًّا، في حراسة أمنية مشددة من قبل شرطة الاحتلال . وأضاف أن أعداد مقتحمي ساحات الحرم الشريف خلال 2019 هي الأكبر منذ الاحتلال الصهيوني لمدينة القدس عام 1967 . ولفت إلى أن تشجيع حكومة الكيان الصهيوني لجماعات الهيكل المزعوم على اقتحام الأقصى؛ لتحقيق مكاسب سياسية، كان السبب الرئيس في زيادة أعداد المقتحمين . وأكد المرصد أن تلك الانتهاكات التي تستبيح أولى القبلتين وثالث الحرمين، حلقة في مسلسل الإجراءات الصهيونية التي تنتهجها حكومة الاحتلال الصهيوني؛ لإضفاء ملمح تهويدي على المقدسات الإسلامية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة . وقال الشيخ عزام الخطيب، مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن أعداد المتطرفين اليهود المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، خلال 2019، بلغت 29 ألفا و610 متطرفا . ولفت الخطيب، في بيان له، إلى أن عمليات الاقتحام تمت تحت حماية الآلاف من شرطة الاحتلال الصهيوني وقواتها الخاصة وعناصر المخابرات التي اخترقت الوضع التاريخي والقانوني الذي كان قائما للمسجد . جريمة الاحتلال وكشف المحامي خالد زبارقة، المختص في شئون القدس والأقصى، عن أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى منذ فترة إلى فرض هوية دينية يهودية على المسجد الأقصى، ويستغلّ المناسبات الدينية والأعياد لتكثيف اقتحاماته ليضفي هذه الهُويَّة، مشيرا إلى أنَّ الاحتلال الصهيونى يؤمّن اقتحامات المستوطنين بكتائب عسكرية من الشرطة والمخابرات وحرس حدود والجيش . وقال: عند الحديث عن المسجد الأقصى يجب أن نتذكر مساعي الاحتلال لبناء الهيكل المزعوم وهدم المسجد، وهو الهدف النهائي والأساسي، ومحاولاته تسويق المسجد على أنه مكان ديني يهودي ويعرفه بأنه (جبل الهيكل) ويستخدم الخطاب الديني المفعم بالمفردات الدينية التي يستخدمها المتطرفون والمؤسسة الإسرائيلية الرسمية . وحذر من أنه ليس فقط اليهود المتطرفون وراء الاقتحامات، مؤكدا أن المؤسسة الإسرائيلية ومن خلفها المشروع الصهيوني العالمي هم الذين يدفعون باتجاه اقتحامات المسجد، والسياحة التي تدخل عن طريق باب المغاربة الذي يسيطر عليه الاحتلال هي سياحة دينية، وهي جزء من الاقتحامات . وكشف زبارقة عن أن الوزراء وأعضاء الكنيست ورئيس حكومة الاحتلال يدعمون الاقتحامات بتصريحاتهم، محاولين إعطاء الشارع الإسرائيلي شعورًا بالأمان من أجل تشجيعه على اقتحام المسجد، بما يدل على أن المؤسسة الرسمية بكل أذرعها هي التي تشجّع الاقتحامات، وقد أصبحوا يروّجون الأمر خلال حملاتهم ودعاياتهم الانتخابية . الرباط فى المقابل، أثبت الرباط داخل المسجد الأقصى تاريخيًّا فائدته، فقد بدأ سابقا بإعلان النفير العام، حيث ينادَى عبر سماعات الجوامع من أجل حشد أكبر عدد ممكن من المقدسيين داخل الأقصى. وكانت الحركة الإسلامية تسيّر حافلات تُدعَى "البيارق" لنقل المصلين من مدن وقرى الداخل في مواسم التصعيد، لعرقلة جهود ومخططات المستوطنين، ثم أسّسَت الحركة مشروع "إحياء مصاطب العلم في المسجد الأقصى"، ليأخذ الرباط شكلا أكثر تنظيميا، قبل أن تحظرها سلطات الاحتلال الصهيوني .