والناس لا تصدق اتهاماته المفبركة تقول د.درية شفيق-أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان-: إن قرار إبراهيم محلب رئيس وزراء حكومة الانقلاب باعتبار الإخوان "جماعة إرهابية" ليس بجديد، واستمرار لما بدأه حازم الببلاوي السابق، مؤكدة أنها قرارات ليس لها أي تأثير أو اعتبار وتأتي بنتائج عكسية تصب في صالح حركة مناهضي ورافضي الانقلاب، وتعكس هذه النوعية من القرارات ما يعانيه النظام الانقلابي من حالة هوس ورعب، بل اللفظ الأدق أن لديه فوبيا تجاه جماعة الإخوان المسلمين، فالانقلاب يعاني فوبيا تجاه الإخوان ولذلك يحاول بكل السبل إلصاق تهم بغيضة ومفبركة ضدهم على رأسها تهمة "جماعة إرهابية" رغم أنه لم يصدر أي حكم قضائي واحد يدين عضو فيها بالقيام بعمل إرهابي.
وأكدت في تصريح خاص ل"الحرية والعدالة" أنه على العكس كلما زادت حملة الانقلاب ضد جماعة الإخوان المسلمين كلما اكتسبت شعبية وأرضية أكثر اتساعا وأكثر رحابة، واتسعت دائرة القاعدة الجماهيرية الكبيرة المتعاطفة معها والتي لا تصدق أبدا مثل هذه الاتهامات الجزافية بلا أدلة، ولذا تأتي هذه الاتهامات والحملات بنتائج عكسية، فلا حكم واحد ولا منطوق حكم واحد بأن أحدا من الإخوان يديه ملوثة بدماء، لذا الناس لا تصدق هذه الاتهامات والقرارت ولا إثبات واحد يعضد ادعاءات الانقلابيين واتهاماتهم لها بالإرهاب، وبالفعل لم يصدق أحد حملة الببلاوي التي يلحقه فيها في هذا المضمار إبراهيم محلب.
وترى "شفيق" أن الانقلابيين يعانون حالة فزع من جماعة الإخوان ذات القاعدة الشعبية والاجتماعية الواسعة والتاريخ الطويل المشرف في خدمة الناس، وجموع الشعب تعلم أنها اتهامات باطلة وبلا أدلة مادية حقيقية وبلا حكم قضائي رصين، لذا نجد تزايد الرصيد الشعبي للإخوان بالشارع. وأشارت لتصريحات بعض قيادات بالتحالف الوطني لدعم الشرعية بقوله بأنه يتحدى النظام الانقلابي أن يأتي بحكم قضائي واحد يدين الإخوان أو يقول بأن واحدا ارتكب عملا غير قانوني، لافتة إلى أن الناس بالشارع تصدقهم ولا تصدق قرارات الانقلاب، والدليل الزخم الكبير للحراك الثوري في مليونية الجمعة وعناونها "الانقلاب أصل الخراب" وتثبت أن الشارع ما زال متمسكا بالثورة ويعضد موقف جميع القوى الشعبية الرافضة للانقلاب.
وأوضحت "أستاذ العلوم السياسية" أن فوبيا الانقلاب ضد الإخوان سببها ما للإخوان من شعبية جارفة، وتاريخهم الطويل في خدمة الناس بخدمات تعليمية واجتماعية وتعليمية وصحية وإنسانية منذ عقود متواصلة جعلت رجل الشارع البسيط يستشعر عن قرب وبشكل مباشر دورهم في توفير هذه الخدمات بشكل تطوعي، وهذا الرصيد وهذه الثقة تؤكد مقولة بالعلوم السياسية تقول إنه لا أحد ينجح بالاستحقاقات الانتخابية إلا بعد كسب قاعدة جماهيرية نتيجة الاهتمام بالشأن العام.
ويؤكد ذلك نجاح جماعة الإخوان المسلمين التي أسست حزب الحرية والعدالة بالانتخابات البرلمانية في 2011، والانتخابات الرئاسية في 2012 والتي شهدت تأييدا جماهيريا واضحا لجماعة الإخوان وللحزب فهل نكذب الصندوق؟ ونبهت "شفيق" أن قرار محلب باعتبار الإخوان "جماعة إرهابية" كان تمهيدا لزيارة كاترين آشتون الممثل الأعلى للشئون السيسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي ليؤكد أن هذه الحركة الانقلابية ضد الإخوان، والكل يعلم أن مثلما يعاني الانقلاب فوبيا ضد التيار الإسلامي فأمريكا لديها نفس الفوبيا المرضية ضده، و"آشتون" لا تهمنا في شيء، ولا أحد يملي إرادته على الشعب المصري حتى لو كان الرئيس الأمريكي أوباما، فالأطراف الأمريكية والأوروبية ليس من حقها التدخل في الشأن المصري الذي يقرره الشعب فقط.