قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إنه بحث في تونس التعاون الذي يمكن القيام به لضمان وقف إطلاق النار في ليبيا والعودة للعملية السياسية، مشيرًا إلى إسهامات تونس في هذا الشأن. وأضاف الرئيس التركي، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التونسي قيس سعيد، في تونس العاصمة: “أنا على ثقة أنه سيكون لتونس إسهامات قيمة للغاية وبنّاءة في جهود تحقيق الاستقرار في ليبيا”. وقال أردوغان: “إن هناك 5 آلاف سوداني في ليبيا وقوات روسية، لماذا هم موجودون هناك؟”، مؤكدا أن القوات الأجنبية في ليبيا لا تتمتع بأي سند قانوني. وأضاف أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر جهة غير شرعية في ليبيا، وأردف “نحن نتعامل مع حكومة شرعية ممثلة بفائز السراج، بينما حفتر يتعامل مع دول تدعمه بالمال والسلاح”. وقال أردوغان: “نريد حل التحديات والمشاكل التي يواجهها الشعب الليبي عن طريق حوار ليبي ليبي، ولا نقبل أن يظل إخواننا الليبيون تحت هذه الحال”. ولفت إلى ضرورة مشاركة تونس والجزائر وقطر في مسار برلين لحل الأزمة الليبية. من ناحيته قال الرئيس التونسي: إن مذكرة ترسيم الحدود بين ليبيا وتركيا لا تتعلق بحدود تونس، وإنها مسألة تخص البلدين. وأضاف أنه تم التطرق إلى الوضع الليبي من مختلف جوانبه، ومذكرة التفاهم التركية الليبية شأن البلدين، مشيرًا إلى المبادرة التي أطلقتها تونس مؤخرًا حول ليبيا. ولفت سعيد إلى آفاق واسعة للتعاون بين تونس وتركيا، في إطار تحقيق التوازن في كل المجالات. وأضاف أنه تباحث كذلك مع أردوغان حول مسائل اقتصادية. ووصل أردوغان إلى تونس، أمس الأربعاء، في زيارة لم يعلن عنها مسبقا، وكان سعيد في استقباله بمطار قرطاج. وتأتي زيارة أردوغان لتونس في ظل توتر متزايد في ليبيا المجاورة، حيث تدعم أنقرة حكومة الوفاق الليبية، المعترف بها دوليًّا، والتي تحاول صد أحدث هجوم على طرابلس من قبل قوات حفتر، المدعوم من روسيا والإمارات ومصر وفرنسا. وكان أردوغان قد زار تونس، في نهاية عام 2017، وأكد تطابق المواقف التونسية والتركية في معظم الملفات الثنائية والإقليمية. ويراهن كثير من المراقبين على دور تونسي في الدفع نحو حوار ليبي ليبي، يلجم التدخلات الدولية في الشأن الليبي، بوصفها دولة عربية متجاورة مع ليبيا، وتتمتع باستقلالية في مواقفها العربية والإقليمية؛ للجم الدول العربية الطامعة في ليبيا كمصر والإمارات بدعم دولي لتمزيق الدولة الليبية.