حذر سياسيون من تداعيات سلسلة الشائعات والأكاذيب والاختراعات الوهمية التي يروجها ويتسبب فيها الانقلاب بدءا من الحمام الزاجل والبطة الجاسوسة وأبلة فاهيتا وصولا لاختراع علاج الإيدز بالكفتة وحل أزمة سد النهضة بالموز (!)، والتي جعلت مصر مادة للسخرية والاستهزاء بالإعلام الغربي، وشوهت صورة مصر وعلماءها دوليا، وقللت من مكانتها الدولية، مؤكدين ل"الحرية والعدالة" أن الانقلاب صنع مناخا كارثيا نزل بمصر للقاع وللحضيض بجميع القطاعات، وبهذه الشائعات والاختراعات يقوم الانقلاب بإفساد عقول المصريين والتلاعب بهمومهم، متوقعين الأسوأ في ظل سلطة الانقلاب ومناخ الاستبداد، حيث تهرب الشركات والمستثمرين من بيئة لا يحكمها أي قوانين فقط بلاغات وهواجس أمنية مرضية ومتصاعدة، معتبرين ضياع سمعة مصر وتخريبها جريمة تقتضي مساءلة الانقلابيين.
د. درية شفيق: الانقلاب نزل بمصر للقاع باختراعات وهمية وشائعات تثير سخرية واستهزاء الإعلام الغربي وفي إطار تعليقها على القول باختراع جهاز علاج الإيدز بالكفتة، وحل أزمة سد النهضة بالموز وغيرها ترى د. درية شفيق -أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان- أن نشر الشائعات والأكاذيب هو إفراز متوقع نتيجة البيئة السائدة في الدولة بعد الانقلاب، فنحن نمر بمرحلة وصلنا فيها لوضع متردٍّ للغاية على شتى الأصعدة سياسيا واقتصاديا وثقافيا وأمنيا وعلميا، فنحن للأسف وفق تصنيف منظمة عالمية مصر أصبحت "دولة هشة" مع مالي ومدغشقر.. أي وصلنا للقاع وللحضيض.
وأضافت ل"الحرية والعدالة مصر تمر بحالة كارثية، والمناخ العام فيها كارثي وبيئة خصبة لنمو وانتشار شائعات واختراعات تدعو للسخرية سواء بالداخل أو الخارج، ولا تدعو للتمحص في فحواها أو جوهرها ولكنها مثيرة للضحك، مشيرة إلى أننا بأوضاع لا يليق بها إلا السخرية المريرة التي تدمي القلوب.
وحول رد فعل العالم الخارجي على هذه الشائعات والاختراعات أكدت "شفيق" أن العالم يستهزئ بنا وصرنا مادة للاستهزاء بعد أن كنا دولة لها مكانة يصنعها علماؤها الشامخون المشرفون لمصر بكل المجالات العلمية والفكرية، ولكن بعد الانقلاب أغلب هؤلاء العلماء هاجروا الوطن ولم يعد هناك شريف ينال حقه، بل على العكس المخلصون مطاردون ومعتقلون وأيضا كل ذو علم. مادة لسخرية العالم وإعلامه وأشارت "شفيق" إلى أن الفضائيات والصحف العالمية بالخارج تندد بما وصل به مستوى القوات المسلحة بأن تسمح لمدعٍ بأنه يشفي الأمراض بالأعشاب بأن يصل لقلب القوات المسلحة ويدعي اختراع جهاز يشفي مرض الإيدز، بينما أساطين الغرب وكل مراكز البحوث الأجنبية لم تتوصل للآن لعلاج لهذا المرض اللعين، وإذا كان فعلا أنجزه فهو يستحق جائزة نوبل بحق؟
وذكرت "أستاذة العلوم السياسية" بمقولة "الكواكبي" لا يجتمع العلم والاستبداد، وهذا ما تعيشه مصر وضع استبدادي بجدارة، والمؤشرات والحقائق تقول بأننا دولة بلا علم، محذرة من أن مكانة مصر أصبحت في تدهور مستمر وملموس عالميا، وذلك طبقا لتقارير علمية لمنظمات موضوعية.
ووصفت "شفيق" جهاز علاج الإيدز بأنه "الأضحوكة" معلقة على أن تدشينه في حضور المستشار عدلي منصور متوقع لأنه ليس رئيس مصر بل رئيس معين وليس يدعو لهيئة أو تجسيد لمنصب الرئاسة، وليس بيده أم أو قرار وتأتيه القرارات من سلطة فوقية، وكان المؤتمر المعروض فيه الاختراع الغريب للترويج للسلطة ولكنه فشل فشلا مريع وذريع.
ولفتت "شفيق" متساءلة كيف أن رجل يحصل على الدكتوراه الفخرية هو في أصله بمثابة شيخ يعالج بالأعشاب ثم تقام له احتفالية بالقوات المسلحة باعتبار أنه "مخترع جهاز لعلاج الإيدز"، مشددة على أن الدلالة الأكيدة أننا عدنا للوراء بل لما هو تحت الصفر، وهم الانقلابيون يظنون أن الشعب المصري هو نفسه شعب الستينيات المنغلق على نفسه، والحقيقة أن المواطن أصبح واعيا ولديه تنوع في مصدر المعلومة، ومن يجلس على القهوة يشاهد ويسمع كيف يسخر الغرب ويعلق على هذه الاختراعات الوهمية، ويدرك جيدا ما يقال عما يجري في الإعلام الغربي والمحلي ولا تنطلي عليه هذه الشائعات. نظام شرعي مشروعات علمية حقيقة من جانبها ترى شيماء بهاء الدين -الباحثة المتخصصة في العلوم السياسية- أن المصريين تمكنوا عقب ثورة 25 يناير 2011 من تغيير صورة مصر أمام العالم لوضع أفضل مما كانت من قبل. فلم تعد صورة المواطن الخاضع للاستبداد، أو الدولة التابعة للخارج. فقد شهدت مصر عقب الثورة بفضل دماء أبنائها انفتاح في مجال الحريات، حتى أن الدول تسابقت على استضافة وفود من شباب الثورة مثل تركيا وإيران على سبيل المثال، كما تنافس السفراء على لقاء شباب الثورة في مصر، واتجاه بعض الدول لتدريس نموذج الثورة المصرية لطلابها.
مؤكدة ل"الحرية والعدالة" أنه قد ترسخت هذه الصورة المشرفة لمصر مع وصول د. محمد مرسي شيماء بهاء الدين: النظام الشرعي أسس مشروعات علمية عملاقة والانقلاب يسيء لسمعة مصر في الخارج إلى الحكم في يونيو 2012 كأول رئيس مدني منتخب، فعلى جانب تأكد وعي المصريين وقدرتهم على مواجهة الدولة العميقة بأصواتهم عبر آليات ديمقراطية وصندوق الاقتراع النزيه، وعلى جانب آخر، بدأت القيادة الجديدة تتحدث عن واجباتها تجاه الوطن، وأنه لن يقصف قلم، فضلا عن طموحات المستقبل. ودللت بموقف الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي حين أعاد صحفية مصرية محتجزة في السودان، ويبدأ رحلة الاكتفاء الذاتي من القمح الطعام الأساسي للمصريين، كما تم تصنيع أول "آي باد" مصري، وكان العمل على تطويره لتصديره للخارج. إلى جانب مشروعات صناعية عملاقة وتأسيس لمشاريع علمية وتكنولوجية عملاقة أيضا يشرف عليها نخبة من علماء عالميين كان بينهم د. أحمد زويل. "مصر تحاكم دمية"! أما عقب الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013، بحسب "بهاء الدين" فصورة مصر التي يرسمها الانقلابيون تقديم كل ما يسيء للمصريين في الداخل والخارج ويضعهم موضع حرج وسخرية.فأولا، نجد نموذج الثورة للحقوق والحريات موضع بحث حين يتحدث الإعلام ومؤسسات الدولة عن "أبلة فاهيتا" تلك الدمية التي ظهرت في أحد الإعلانات التجارية لتتهم فيما بعد بأنها ترسل شفرات لتنفيذ عمليات إرهابية. حتى صارت مانشيتات الصحف العالمية "مصر تحاكم دمية"، وليس هذا ببعيد عن أضحوكة اتهام الصحفيين والمصورين بحيازة كاميرا، وبالتجسس. وما ذلك سوى هوس سلطات تدرك أنها لم توجد من الأساس إلا عبر ترويج الشائعات وبث الخوف في النفوس. وأضافت: أيضًا، إن هؤلاء يريدون أن يوصلوا لرعاة الانقلاب في الخارج أن الشعب المصري من السذاجة بحيث يستطيعون السيطرة عليه من خلال أساطير كتلك، فيزداد دعم هؤلاء الحلفاء لهم، إلا أنه والحمد لله ما زالت المظاهرات هي الأعلى صوتًا. ولفتت إلى أنه والغريب أن سلطات ادعى أنصارها أنها جاءت لتنقذ مصر من العودة للخلف إذ بها وإعلامها تتبنى مخترع العلاج بالكفتة الذي تحدث بدوره عن دور المخابرات في حمايته، فكيف سيرى الخارج أجهزة سيادية تدافع عن مثل هذا الأمر؟! إساءة لسمعة مصر وحذرت "بهاء الدين" من أن قادة الانقلاب لا يمانعون وهم يخوضون معاركهم السياسية الخاسرة أن يتلاعبوا بأحلام المرضى في الداخل، ويسيئون لسمعة مصر العلمية في الخارج.كما أن قضية أمن قومي كسد النهضة تترك لكل من هب ودب ليدلي بدلوه على نحو مثير للسخرية كالقول بأنه يمكن عرقلة السد عبر زراعة الموز، دون تعقيب، فضلا عن فشل سلطات الانقلاب في إدارة هذا الملف برمته، أو إيجاد حلول بديلة. وما كل ذلك من خرافات إلا مؤشر من مؤشرات النظم المستبدة، الخارجة عن إدراك النطاق الزمني الذي نعيشه، فنحن لسنا في عهد عبد الناصر لنصدق أننا نخترع طائرات ليس لها مثيل لم نرها حتى الآن! إن الجريمة التي يجب أن يحاكم بها هؤلاء عقب جرائم الانقلاب ضد الإنسانية هي العمل على إفساد عقول المصريين وتشويه صورة مصر حقًا. وفيما يلي رصد لأبرز الشائعات والاختراعات الوهمية، وكيف تفاعلت معها الصحف العالمية والتي وصفتها بفوبيا مرضية متصاعدة وقضايا تثير السخرية والضحك ومخاوف: حل أزمة سد النهضة بزراعة الموز تداول نشطاء عبر فيس بوك مقطع فيديو للواء متقاعد بالقوات المسلحة يتحدث فيه على إحدى القنوات الفضائية ما أسماه بالحل السحري لحل أزمة "سد النهضة الإثيوبي" والذي يتمثل في قيام مصر بزرع 10 ملايين شتلة أشجار غابات و10 ملايين شجرة موز بالأنسجة في مساحات واسعة بمصر وإثيوبيا والسودان، وبالتالي هذه المناطق ستمتلئ بمياه الأمطار وستجبر إثيوبيا على التراجع عن بناء سد النهضة. وتابع اللواء المتقاعد قائلا: إن لم ينجح هذا الحل في القضاء على الأزمة فهناك حل ثانٍ وهو أن تقوم مصر بمطالبة أوغندا وإثيوبيا بثلث أراضيها لأن مصر تمتلك ثلث أوغندا وإثيوبيا، مدعيا أنه يمتلك العقود التي تثبت ذلك منذ أيام السلطان عبد الحميد الثاني. "حسين كمال" عن "عمر سليمان": "يحيي العظام وهي رميم" عقّب حسين كمال -مدير مكتب اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية الراحل- على ما تردد عن أن اللواء عمر سليمان مدير المخابرات الحربية الأسبق موجود وعلى قيد الحياة، قائلًا: "ربنا قادر على كل شيء يحيي العظام وهي رميم"، مؤكدا أن المولى عز وجل من الممكن أن يعمل أشياء لا يتخيلها البشر، ونحن مصريون ومؤمنون وهذا الكلام مذكور بالقرآن الكريم على حد قوله. وأضاف "كمال" خلال لقائه ببرنامج "أجرأ الكلام" بفضائية "القاهرة والناس": "من الممكن أن يرد الله الروح في عظام عمر سليمان يوما ما، إن الله لديه القدرة أن يفعل ما يشاء". جهاز علاج الإيدز بالكفتة قال اللواء إبراهيم عبدالعاطي مخترع جهاز علاج فيروس سي: إنه تعرض للاختطاف من قبل جهات خارجية لإجباره على منحهم الاختراع إلا أن المخابرات المصرية نجحت في تحريره . وأنه عُرض عليه 2 مليار دولار مقابل بيعه في الخارج ولكنه رفض. كانت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في مؤتمر صحفي بحضور المخترع "عبدالعاطي" أعلنت عن نجاحها في ابتكار جهاز لعلاج المصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي «c» وفيروس مرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز»، وأنه أول نظام علاجي في العالم لاكتشاف وعلاج فيروسات الإيدز، كما يمكنه القضاء على فيروس «c» بتكلفة أقل من مثيله الأجنبي بعشرات المرات وبنسبة نجاح تجاوزت 90%. "أبلة فاهيتا".. شريحة المرحوم أبلة فاهيتا، فقد بدأت قصتها في الظهور واهتمام الرأي العام بها عندما تقدم شخص يدعى أحمد سبايدر، ببلاغ إلى النائب العام المصري المستشار هشام بركات يتهم فيه "أبلة فاهيتا" ب"انتمائها لجهاز المخابرات البريطاني ال"إم أي 6"، والقيام بأعمال إرهابية بمساعدة شركة فودافون وذلك عن طريق نشر وإذاعة إعلان بقناة "اليوتيوب" يحمل اسم "شريحة المرحوم". وأكد "سبايدر في بلاغه أن "أبلة فاهيتا" شخصية كارتونية دخلت مصر منذ سنوات دون مبرر، وأنها تستخدم الشفرة لتوصيل رسائل معينة".. مشيرا إلى أن تحليله للإعلان الدعائي أن به علامة رابعة وتحمل متفجرات على شكل زهور. البطة الجاسوسة شهدت مصر واقعة القبض على "بطة" في محافظة قنا بصعيد مصر لوجود جهاز مثبت أعلى جسمها، واعتقد أنه جهاز تجسس، فقامت السلطات المصرية باتخاذ الإجراءات اللازمة. وتعرفت الجمعية المجرية على الطير الذي يشبه البطة بفضل الصور التي نشرت في الصحافة، واتصلت بالسلطات المصرية لتوضيح المسألة والإفراج عنه. بعد أن عرف أنه طائر "اللقلق" والجهاز الموجود به يضعه علماء البيئة في أوروبا لدراسة رحلة الطائر أثناء هجرته. حمام زاجل أثير في مصر أيضا نبأ العثور على حمامة زاجلة بمحافظة القليوبية بإحدى قدميها ميكروفيلم، وقامت النيابة العامة بالتحقيق في الواقعة وإرسال ال"ميكرو فيلم" للخبراء بمبنى ماسبيرو لتفريغه ومعرفة محتواه. نيويورك تايمز:"علاج الإيدز"..و"أبلة فاهيتا" وقائع إحراج المصريين بسبب قيادتهم اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن إعلان الجيش اكتشاف علاج لفيروسي الإيدز و"سي" يمثل أحدث وقائع إحراج المصريين بسبب قيادتهم، مثل قضية الدمية "أبلة فاهيتا" التي اتُّهِمت بمساعدة الإرهابيين. وذكرت "الصحيفة" في تقريرها المنشور في 27 فبراير 2014 أنه في مؤتمر صحفي قال اللواء الطبيب إبراهيم عبد العاطي –طبيب بالجيش-: إن العلاج نتيجة لدراسة دامت 22 عامًا، وأضاف أن المخابرات الحربية المصرية اعتبرت بحثه بمثابة مشروع سري. والآن تم كشف هذا البحث السري إلى العالم. وأعلن خبراء دوليون تشككهم من الاختراع، وبات ذلك بمثابة أحدث مظاهر إحراج المصريين بسبب قيادتهم، مثل قضية الدمية "أبلة فاهيتا" التي اتهمت بمساعدة الإرهابيين. هيئة الإذاعة البريطانية: المجتمع العلمي لديه توجس شديد من اختراع الجيش قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في 26 فبراير 2014 إن المجتمع العلمي ينتابه التوجس الشديد حول إعلان حكومة الانقلاب تمكن الجيش من اختراع جهاز قادر على اكتشاف ومعالجة فيروس التهاب الكبد الوبائي والإيدز دون الحاجة إلى أخذ عينة من دم المريض. ونقلت الهيئة البريطانية عن إيما طومسون، أستاذة الأمراض المعدية بجامعة جلاسكو البريطانية، بعد إلقائها نظرة على ما يمكن اعتباره "طلب براءة اختراع، قولها: " لا أستطيع العثور على أي دليل يدعم ادعاءات بأن هذا الجهاز قادر على اكتشاف فيروس التهاب الكبد الوبائي "سي"، أو أي فيروس آخر، وكذلك لا يوجد منطق نظري حول الكيفية التي يعمل بها الجهاز. "أسوشيتدبرس": "أبلة فاهيتا" "الطائر المهاجر" "حمام ": مصر مصابة بهستيريا الجواسيس نقلت شبكة ABC NEWS الأمريكية عن "الأسوشيتد برس" في تقرير لها نشر في 2 يناير 2014 عن قضية "أبلة فاهيتا" واتهامات التخوين التى وجهت لها، أن الحكومة كثيرًا ما تلمح إلى وجود مؤامرات أجنبية ضد الدولة، والتي أدت إلى ما يسميه بعض النشطاء جو من "هستيريا الجواسيس". وفي هذا الصدد، أوردت الوكالة حوادث مماثلة لتلك القضية مثل القبض على طائر مهاجر وحمامة قيل إنها تحمل ميكروفيلم في 2013، والقرش الذي هاجم السياح بشرم الشيخ في 2010. واعتبر التقرير أن مصر أصبحت تحت ضغط هواجس المؤامرة والخوف من الطابور الخامس وهو ما ظهر في وقائع قيام مواطنين بالقبض علي طائر لقلق في قنا طائر صغير شبيه بأبو قردان في31 أغسطس الماضي للاشتباه في أنه يحمل جهاز تجسس، ولكن تبين بعد ذلك أنه مجرد جهاز لمتابعة حركة الطيور. وقالت "الوكالة" إن هناك أجواء هيستيرية بمصر حول التجسس والمؤامرات الخارجية.وتقول إن النائب العام أمر بفتح تحقيق رسمي مع شركة فودافون بعد إذاعتها إعلان علي الإنترنت، أتهمه الناشط "أحمد سبايدر"، بأنه ينقل رسائل مشفرة متعلقة بجماعة الإخوان المسلمين.واستدعت نيابة أمن الدولة بالفعل مسئولين في شركة الاتصالات لسماع أقوالهم في بلاغ مقدم من أحد المواطنين بشأن الإعلان بتهمة التجسس وإرسال رسائل مشفرة بقصد زعزعة الأمن القومي للبلاد.ووجه اتهامات للشركة بأن الإعلان يتضمن شفرات تدعو لتنفيذ هجمات إرهابية. وقال بيان لفودافون: إن النيابة العامة استدعت ممثلي الشركة، ووصفت الاتهامات بأنها "غير منطقية"، وقال إن الإعلان هو فقط من أجل التسويق. صحف عالمية عن "أبلة فاهيتا": الشركات الدولية تواجه مخاوف أمنية.. مناخ الخوف والبارانويا مسيطر نشرت الصحافة العالمية ردود أفعال على قضية "أبلة فاهيتا" في 4 يناير 2014 حيث انتقدت المناخ الحالي الذي اعتبرته إشارة لمبالغة في المخاوف والبارانويا، ولا يشجع استثمار الشركات الدولية. قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن الشركات الدولية في مصر التي تواجه المخاوف الأمنية، والاضطراب السياسي، وعدم الاستقرار الاقتصادي، أصبحت تواجه الآن مأزقًا محتملًا جديدًا، وهو أنه يمكن أن يتم اتهامها بالتحريض على الإرهاب ضد الحكومة الانتقالية المدعومة من الجيش. يأتي هذا في سياق تعليق الصحيفة على استدعاء النيابة العامة لمسئولين في شركة فودافون، التي تعود ملكية غالبية أسهمها إلى شركة بريطانية، للتحقيق معهم بشأن بلاغ ضد شخصية "أبلة فاهيتا" الكارتونية.
أما صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فقد نشرت تقريرا بعنوان "أحدث المشتبه في صلتهم بالإرهاب في مصر: أبلة فاهيتا" قالت فيه إن التحقيق مع الدمية إشارة قوية على مناخ الخوف والبارانويا المسيطر على مصر في الأسابيع الأخيرة. وتحت عنوان "موسم السخافة في مصر" قالت مجلة "الإيكونيميست" البريطانية، إنه نظرًا للحملة المكثفة ضد جماعة الإخوان المسلمين من قبل الحكومة الحالية وجهود الصحافة المصرية الموالية كأنها تطارد الساحرات، لم يعد من المستغرب أن العديد من المشاهدين اخذوا الاتهامات على محمل الجد.