طالب الكاتب فهمى هويدى دول الربيع العربى وفى مقدمتها مصر بأن تنتهج سياسة تجاه إسرائيل مغايرة لتلك التى اتبعتها الأنظمة التى أسقطتها. قال هويدى إن بعد الثورة المصرية ينبغى أن نفرق بين معاهدة السلام مع إسرائيل وبين الشراكة والتواطؤ معها ضد الفلسطينيين، فنفهم الأولى بحكم الضرورة، ونعتبر الثانية عارا يتعين التبرؤ منه. وأكد هويدى فى مقال له بجريدة الشروق أن التواطؤ قرائنه عديدة، وما تسرب من معلومات عن تنسيق أمنى بين البلدين "شاهد ملك" على ذلك والملف الفلسطينى ظل أمنيا بالدرجة الأولى فى مصر، فإن اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة طوال العشرين سنة التى خلت كان مهندس التنسيق مع الاسرائيليين. وقد سبق أن أشرت إلى الشهادات الإسرائيلية التى تحدثت عن دوره فى اجتياح غزة وحصارها. وأشار هويدى إلى أن خلال السنوات الماضية، بل منذ عصر السادات الذى وقع معاهدة السلام مع إسرائيل جرى الترويج لأمرين، أولهما أن العدو هو إيران وليس اسرائيل، والثانى أن الفلسطينيين لا يضمرون خيرا لمصر، ويرغبون فى التمدد فى شبه جزيرة سيناء، وهو ما يدهش النخبة الفلسطينية التى تعتبر أن الإسرائيليين هم من أطلقوا الشائعة وسعوا إلى الترويج لها. وقال هويدى كنت أفهم أن تلح إسرائيل على إقناع المصريين بأنه بعد معاهدة «السلام» لم تعد لها مشكلة معهم، وأن مشكلتهم صارت مع إيران الشيعية والطامعة فى الخليج، لكننى لم أفهم أن يردد الإعلام المصرى هذا الكلام رغم أنه لا توجد مشكلة حقيقية بين مصر وإيران. ورغم أن المشكلة الحقيقية التى تهدد أمن مصر القومى هى ما تمثله إسرائيل فى المنطقة. وأكد هويدى أنه لم يعد سرا أن بعض الأبواق الاعلامية والجهات الأمنية ضالعة فى حملة تشويه الفلسطينيين والإيقاع بينهم وبين جماهير الشعب المصرى. وأشار هويدى إلى أن الشائعات غير البريئة التى تحدثت عن مساهمة عناصر من حماس فى التظاهرات التى انطلقت بعد الثورة واشتراكهم فى قتل بعض المتظاهرين أكذوبة التى أطلقها بعض مسئولى الامن للإيحاء بأن عناصر خارجية هى التى أشعلت الموقف وتسببت فى قتل المتظاهرين لتبرئة ساحة الشرطة وقناصتها. وقال هويدى أن مع الإسرائيليين حق حين وصفوا الرئيس السابق بأنه "كنز إستراتيجى" لهم. ذلك أنه فى ظل معاهدة السلام ألحقت مصر بالقاطرة الإسرائيلية، ووقفت ضد المقاومة وتعاملت مع الفلسطينيين بدرجات مختلفة من الاستياء والنفور. وصارت فى نهاية المطاف ظهيرا للإسرائيليين بأكثر منها عونا للفلسطينيين. ونوه هويدى أننا لسنا فى وارد الحديث عن معاهدة السلام الآن. التى نعلم أن استمرارها يشكل محور وجوهر السياسة الأمريكية، فضلا عن أن فتح ذلك الملف يتطلب توافر شروط معينة فى موازين قوة أطراف المعاهدة، وتلك الشروط ليست متوفرة فى الوقت الراهن.