ترعرع في كنف دولة المخلوع حسني مبارك، التي كانت تتمتع بالفساد والاستبداد والصفقات المشبوهة والكذب على الشعب، فبات الرجل أسير تاريخه وخبرته وتجربته مع هذا النظام ولا يستطيع أن يتخلص منها لذلك فهو من قادة الانقلاب على الشرعية لإعادة انتاج نظام المخلوع.. إنه عمرو موسى- رئيس لجنة الخمسين الانقلابية لتشويه دستور الشعب والمرشح الرئاسى الخاسر وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق ووزير خارجية مبارك لأكثر من 10 سنوات- لعب "موسى" دوراً خطيراً في رئاسة لجنة الخمسين المعينة من سلطة الانقلاب العسكري الدموي لتشويه دستور الثورة المستفتي عليه من الشعب والحاصل على نسبة موافقة قاربت الثلثين، وقال في مؤتمر صحفي لدعوة الشعب للاستفتاء المذعوم على الوثيقة السوداء إنه لا بد أن يصوت المصريون كلهم ب"نعم" على الدستور، واصفاً من سيصوت ب "لا" بأنه "بيهرج"، وأن "الدولة مش فاضية لهذا التهريج"، زاعما أن أغلبية المصريين سيصوتون ب"نعم" لهذه الوثيقة الانقلابية المشوهة. "موسى" لا يمثل الشعب الذي لم ينتخبه لهذا الأمر، وإنما جاء معيناً من قائد الانقلاب العسكري الذي تعاون معه وأعطاه الغطاء السياسي غير الشريف للقتل والاعتقال وتكميم الأفواه، ثم ما كان من "موسى" إلا أن ينفذ تعليمات قائده الأعلى - ويكمل جميله- بتحصينه في وثيقته السوداء التي يتحدث عنها، ليجعله سلطة فوق سلطات الدولة الثلاث. ونسى "موسى" أو تناسي أنه انسحب من الجمعية التأسيسية المنتخبة لوضع دستور الثورة، في محاولة منه لإفشال عملها وعدم إتمام مشروع الدستور، ثم عندما باءت محاولته بالفشل وأنجزت الجمعية عملها على مرأى ومسمع من الشعب كله، وليس عبر صفقات مع العسكر في غرف مغلقة كما فعل هو وعصابته، دعا للتصويت ب"لا" على دستور 2012. كما تناسى أيضا أنه بعد أن أقر الشعب الدستور بأغلبية ثلثيه، قرر هو وزملاؤه في جبهة الإنقاذ الوطنى الامتناع عن حضور أي حوار وطني وعزموا الانقلاب على الديمقراطية والدستور الشرعي، بالتنسيق مع عبد الفتاح السيسي والمجلس العسكري، وعملوا على إقناع القوى الغربية بأهمية هذا الانقلاب، وذلك بحسب تصريحات رئيس جبهة الإنقاذ الدكتور محمد البرادعي لصحيفة "نيويورك تايمز" بعد إعلان الانقلاب بيومٍ واحد. شارك "موسى" فى قتل الآلاف فى المجازر التى ارتكبتها قوات الانقلاب ففى 5 أغسطس 2013 الماضى اجتمع مع محمد البرادعى نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية بقصر الاتحادية، وقال موسى إن اللقاء تناول كيفية فض اعتصام رابعة العدوية، و أنه اتفق مع البرادعى على ضرورة المضى قدما نحو تنفيذ خارطة الطريق، مشدداً على أن الشعب المصرى لم يكن ليقبل أن يستمر أكثر عام آخر تحت الحكم السابق- حسب زعمه .