مؤكد دار بخلدك رواية أ. محمد جلال كشك، "ودخلت الخيل الأزهر"، وسرحت بخيالك "الواقعى" متخيلًا مشهد دخول جنود الحملة الفرنسية وأتباعهم من رجال الأمن الوطنيين، ومعهم "المواطنون الشرفاء"، للقضاء على الإرهابيين ممن يسمون أنفسهم علماء وطلبة علم!!. لست أدرى إذا أراد الله بنّا شدة البلاء ونجح المجرمون فى حكم البلاد، أيكون هذا درس التاريخ الذى سيتعلمه أبناؤنا فى مدارس "الانقلاب"؟!! (المتنورون الفرنسيون والشرطة والمواطنون الشرفاء نجحوا فى فض اعتصام مجموعة من الإرهابيين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين بالجامع الأزهر عام 1798م)!!. يا للهول، لا كرامة لنا، ولا حياة ولا مستقبل لأبنائنا إن عُدنا لبيوتنا أحياء، وتركنا هؤلاء المجرمين يمسكون بزمام الوطن، ليهووا به فى هوة سحيقة من الفُجر والإجرام والقذارة والتبعية والذل والضلال والتخلف والضياع، دونها الرقاب. لماذا الأزهر؟ إنها الحرب على الإسلام. الرد المعلب من أبواق الإعلام وأذناب النظام وأشباه "الذكور"، إذا واجهتهم بهذه الحقيقة، هو: "من قال إنها حرب على الإسلام، إنها حرب على الإرهاب، أو الإخوان، أو المتطرفين.. أو.. أو..". إذا كنا نعتقد أن الجماعات الإسلامية الإصلاحية المعتدلة الموجودة على الساحة هى خير من يمثل دعوة الإسلام كمنهج، على الرغم من أخطاء أفرادها ومثالب قراراتها أو آرائها، فماذا يعنى لنا الهجوم عليها وسحقها ومصادرة ممتلكاتها وقتل وملاحقة أعضائها؟ ماذا يعنى حصار المساجد وحرقها؟ ماذا يعنى سحل وقتل الملتحين والمنتقبات فى الشوارع؟ ماذا يعنى اعتقال الإسلاميين وتلفيق التهم لهم؟ ماذا يعنى محاربة الإسلاميين فى أرزاقهم وحرق ونهب متاجرهم ومقار أعمالهم؟ ماذا يعنى مصادرة أموال الجمعيات الخيرية، وخاصة الإسلامية منها؟ ماذا يعنى تغيير المناهج، واقتحام المدارس الإسلامية واعتقال المدرسين بها؟ ماذا يعنى تشويه الدستور، وتحويله لدستور علمانى نصرانى؟ ماذا يعنى حصار جامعات الأزهر فى أنحاء الجمهورية، وملاحقة وسحل وقتل طلابها؟ أخبرنى أيها الأحمق، ما الذى بقى من دينك لم يحارَب؟ أخبرنى أيها المسخ، ما هو فهمك ل"الحرب على الإسلام"؟ هذه الإجراءات الإجرامية كانوا يستطيعون التدرج بها منعًا للاصطدام بالشعب، لكنهم تعمدوا هذا الإجرام بهذه الكثافة والتلاحق. إنها رسالات يرسلها الانقلابيون إلى أسيادهم (الصهيونية والصليبية العالمية، مخابرات وأنظمة الغرب، تواضروس، ساويرس، العلمانيون، الشيوعيون، رجال مبارك... وغيرهم من كارهى الإسلام)، رسالات مفادها أن "أعينونا بقوة ولا تستبدلونا، فنحن خير من يمثلكم"، فكان استدراج الله لهم. ما دفعنى لاستحضار مشهد دخول مجرمى وبلطجية الحملة الفرنسية للجامع الأزهر هو تسليط الضوء على عمق رؤية وفهم هؤلاء المجرمين لأهمية هذا الصرح "الدينى والتعليمى والثورى"، مما يجعله أحد أهم العقبات أمام هذا الانقلاب الفاجر فى مساره نحو تحقيق أهدافه. وما يدور بخلدنا فى استحضار مشهد اقتحام الجامع الأزهر، أن المستهدفين بهذا الاقتحام كان علماء الأزهر وحسب، مشهد ينقصه تفصيل مهم، وهو أن الجامع الأزهر كان هو الجامعة، والمستهدفون بداخله أيضًا كانوا طلبة العلم، للمرة الثانية طلبة الأزهر، مستقبل وعقل الأمة وحماة الشريعة لعقود قادمة.