يرى الإيطالي تارديللي المدير الفني لمنتخب مصر أن منتخب كوت ديفوار هو أقوى المنافسين على خطف بطاقة التأهل لمونديال 2006 عن المجموعة الثالثة الأفريقية التي تضم أيضا مصر والكاميرون وبنين وليبيا والسودان لكن كثير من الخبراء يعتقدون أن أسود الكاميرون هم الأحق والأجدر بهذه البطاقة خاصة بعد قرار الفيفا بعدم خصم النقاط الستة من رصيد مشوار التصفيات . وبين الأسود والأفيال تبدو آمال الفراعنة في التأهل لمونديال ألمانيا كحلم اليقظة " الكبير " الذي يمكن أن يفيق الإنسان فجأة فيجده قد تحقق فعلا وهو غير مصدق لكنه يستشعر عن قناعة أنه قادر على تحقيقه بل ويمكن أن يكون الأحق به . ومع انطلاق مشوار التصفيات الطويل يوم الأحد 6 يونيو تتساوى أحلام الجميع وتبدو أضواء ألمانيا الكروية في 2006 مطمعا لكل المنتخبات المشاركة .. غير أن الدور الأول للتصفيات الذي سينتهي في أواخر مارس من العام المقبل سيحدد شكل المنافسة بصورة كبيرة ليتم حسمها في الدور الثاني والذي سينتهي في 7 أكتوبر 2005 أي يستمر مشوار التصفيات 16 شهرا . من هنا تبدو أهمية مباراة السودان مع مصر في بداية المشوار وكأنها الضربة الجوية الأولى في حرب كروية لا يعرف أحد كيف ستنتهي خاصة أن الفراعنة سيلعبون خارج أرضهم وفي ملعب خصم يعتبر الفوز عليهم " في حد ذاته " انجازا كبيرا .. وفي المقابل ستكون مهمة الكاميرون أسهل نسبيا عندما تستضيف بنين ونفس الحال مع كوت ديفوار الذي يواجه ليبيا في أبيدجان . الفوز بالنسبة لمنتخب مصر في الخرطوم لا يعني فقط أول ثلاث نقاط في رصيد المشوار الصعب بل يعني أيضا الانطلاقة نحو مزاحمة الأفيال والأسود من البداية مما يمنح اللاعبون زخما معنويا هم في أشد الحاجة إليه .. كما أنه يعني استعادة ثقة الفوز خارج الأرض وهي نقطة ضعف نفسية ومعنوية أكثر منها فنيا للمنتخب المصري .
وإذا كان سوء الحظ يلاحق تارديللي في أول مهمة رسمية له مع المنتخب المصري سواء بمعاقبة ميدو وحسام غالي بابعادهما عن لقاء السودان كعقوبة أو تلاحق الإصابات المتتالية للاعبي الفريق الأساسيين بداية من الأحمدين : حسن وفتحي ثم عمرو الدسوقي المتألق في تركيا وبعده عبد الواحد السيد وطارق السعيد والحالة النفسية السيئة لحازم إمام لوفاة مولودته .. فإن هذا الحظ السيء قد يكون دافعا لبقية اللاعبين لإثبات وجودهم وبذل أقصى طاقة ممكنة تدفعهم للاستمرار كأساسيين . ولاشك أن هناك صعوبات أخرى ستواجه لاعبو مصر لكنهم جميعا من أصحاب الخبرة ومن الطبيعي أن يواجهو تلك الصعوبات وينجحوا في تخطيها سواء التي تتعلق بالرؤية الفنية للمدير الفني الجديد وإصراره على اللعب بدون ليبرو برغم أن مدافعي مصر المحليين مازالوا أسرى " الليبرو " الذي عفا عنه الزمن الكروي الحديث . ولن تكون تلك هي الصعوبة الفنية الوحيدة بل كان واضحا من خلال التدريبات أن اللاعبين الدوليين مازالوا في حاجة إلى دروس فنية كثيرة للحاق بالفكر الكروي الحديث والذي يصر تارديللي على تطبيقه وعلى التخللي عن العشوائية الكروية التي يعشقها معظم نجومنا . وبرغم الصعوبات والمشاكل يلوح كثير من الأمل في هذه المجموعة وفي بداية متفائلة لأننا يجب أن نعترف أن المنتخب المصري لديه وبرغم كل شيء مقومات الفوز فنيا وخبرة وروحا . تبقى نقطة مهمة تتعلق بتلك التصفيات وهي أن منتخبات ليبيا وبنين والسودان قد تبدو حظوظها في الترشيحات أقل لكنها جميعا تملك الأمل والطموح خاصة في بداية مشوار التصفيات لذلك ستكون هذه الفرق هي نقطة الحسم الحقيقية لتحديد المنمتخب الذي سينال شرف التأهل للمونديال .