في إسبانيا وخلال عهد المدرب الهولندي لويس فان جال مع برشلونة كان له مبدأ واضح "سجل أكثر من منافسيك تضمن الفوز".. أما في إيطاليا العكس هو الصحيح.. حافظ على نظافة شباكك تظفر بدرع الكالتشيو. ويبدو أن الصراع بين إيطاليا وإسبانيا في المجموعة الثالثة من كأس أمم أوروبا سيكون كبيرا في ظل القوة الهجومية الضارية للمتادور، والتتويج الذي حققه يوفنتوس بلاعبين سيمثل أغلبهم الأتزوري في البطولة. أندريا برازالي وليوناردو بونوتشي وجورجيو كيلليني لعبوا دور البطولة في تتويج يوفنتوس بتعملقهم في الخط الخلفي للفريق طوال 37 مباراة مضت. فقد عاد يوفنتوس إلى منصات التتويج بعد رحلة طويلة، والفضل يعود في ذلك للدفاع الذي لعب دور البطولة في هذا اللقب. أنطونيو كونتي المدير الفني ليوفنتوس يعلق "حين توليت المسؤولية كانت المشكلة واضحة في الدفاع، لم يكن الفريق متماسكا وهذا احتاج منا الكثير من العمل". دفاع أبطال الدفاع كفيل بمعرفة الفارق بين يوفنتوس هذا الموسم وسابقيه حين كان الفريق يفشل في الوصول لأبعد من المركز السابع. ففي 2009-2010 سكنت شباك يوفنتوس 56 هدفا أي أكثر من نادي أتالانتا الذي هبط في هذا الموسم ودخل مرماه 53 هدفا! أما هذا الموسم، فيوفنتوس بطل الدوري لأن جيانلويجي بوفون حامي عرين الفريق في أخر 11 مباراة استقبلت شباكه هدفين فقط. 18 هدفا فقط سكنوا مرمى يوفنتوس قبل مباراة من نهاية الموسم، والمثير للاحترام أن هذا المعدل يقترب مما حققه فريق ميلان الاسطوري تحت قيادة فابيو كابيللو. ففريق فابيو كابيللو وفي موسم 1993-49 خرج من موسم كامل ومرمى ميلان مطعون 15 مرة فقط، أي أفضل من يوفنتوس بثلاثة اهداف فقط. ويبدو أن كونتي المدافع السابق ليوفنتوس - توج كلاعب بالدوري الإيطالي خمس مرات وبدوري الأبطال مرة - استخدم خبراته في إعادة تشييد الخط الخلفي للبيانكونيري.
قلب برازالي كان جورجيو كيلليني المدافع الوحيد الذي ينال رضا جماهير يوفنتوس وسط سخط من فشل النادي في التعاقد مع ظهير أيسر، وظهور الضعف الواضح في أداء ماركو موتا الظهير الأيمن وقتها للفريق. عمل كونتي على فكرتين، الأولى توظيف كيلليني في مركز الظهير الأيسر والثانية هي محاولة تطوير دي كاليا الذي عانى طوال الموسم الماضي من إصابات عطلت مسيرته. كما استغنى كونتي عن ماركو موتا واعتمد المدرب الشاب على السويسري ستيفن ليشتستينير في مركز الظهير الأيمن. وأقحم كونتي على توليفة يوفنتوس لاعبا كان غير مفيد للفريق منذ انضم للنادي قادما من فولفسبورج الألماني في يناير 2011.. هو أندريا برازالي. ومنذ وصول كونتي لمقعد المدير الفني ليفونتوس برازلي يلعب أساسيا في الفريق، وقد شارك في التشكيل 48 مرة. كما نجح كونتي في نفض الغبار عن ليوناردو بونوتشي ليصبح مع برازالي وكيلليني وليشتستينر رباعي دفاعي مميز. الإضافة هنا أيضا أن كونتي لجأ للدفاع بطريقة 3-5-2 في العديد من مباريات يوفنتوس خاصة الكبرى منها لزيادة الامان الدفاعي. ويظهر التطور الكبير في أداء دفاع يوفنتوس من الإحصائيات التي تؤكد أنه خلال مباراة نوفارا كان كيلليني وبرازالي من أكثر أربعة لاعبين تمريرا للكرة بشكل إيجابي. ليوناردو بونوتشي تحدث عن الموسم بعد لحظات من التتويج، وصرح "دفاعنا هذا الموسم لا يقهر، هذا هو السر في وصولنا إلى اللقب.. لا شك في ذلك". وبالنظر إلى أن يوفنتوس لم يخسر هذا الموسم أي مباراة حتى الآن في الدوري الإيطالي إذ فاز في 22 وتعادل 15 مرة قبل جولة من نهاية المرثون.. بالتأكيد بونوتشي على حق.