مع كل الاحترام ل"مبادئ وقيم" النادي الأهلي و"احترافية" جوزيه، فإن ما حدث مع أحمد حسن لم يكن أبدا في مستوي ما يدعيه بطل الدوري عن نفسه من قيم ومبادئ ولا يمت بصلة للاحترافية التي يتحدث عنها المدير الفني البرتغالي. بالنظر إلي تاريخه الحافل وإخلاصه للأهلي، لم يكن أحد يتوقع أن نهاية الصقر مع المارد الأحمر سوف تكون عبارة عن خبر علي موقع النادي بعنوان "عبد الحفيظ يشكر احمد حسن". من السذاجة أن يٌعتبر أحمد حسن مجرد لاعب وسط مٌعرض لاستغناء ناديه عنه عملا بالمبدأ الوهمي "الكبير مثل الصغير"، كما أنه لا يحتاج أن أتحدث عن فضائله حتي أوضح كم هو كبير في قيمته ولكن دعنا ننظر إلي تناول المدير الفني للاهلي للقضية. استياء جوزيه! من البداية لم يكن الأهلي، أو دعنا نقول جوزيه لأنه المسئول الأول عن رحيل حسن بهذه الطريقة، واضحا بشأن مستقبل اللاعب حيث أن المماطلة في تجديد عقد لاعب بهذا الشكل لا يعني سوي عدم رغبة النادي في خدماته. ومع ذلك لم يتحدث اللاعب المخضرم بسوء عن إداراة أو جهاز ناديه طوال هذه الفترة ولم يسعي إلي "لي ذراع" إذ ان كل ما فعله هو التصريح مرارا وتكرار أنه يريد البقاء ولكنه لا يزال ينتظر ان يفاتحه أحد بشأن التجديد. ثم جاءت مفاوضات الزمالك، ولا أري في هذا خروجا عن النص سواء من الناحية الاحترافية أو حتي من باب الولاء للأهلي، ولكنها تحولت إلي فرصة ذهبية لجوزيه أن يعبر عن "استياءه" من موقف حسن ويتخذها حجة للاستغناء عن أحد معشوقي جمهور الأهلي بهذا الشكل. وإن كانت هناك خلافات شخصية بين المدير الفني ولاعبه السابق، وهو أمر وارد في كرة القدم، فإن موقف إدارة الاهلي، باستجابة مطالب البرتغالي بطاعة عمياء فيه إجحاف شديد لشخص أحمد حسن. حينما لم ينجح ريال مدريد في التوصل لاتفاق مع نجمه السابق "راؤول" حول تجديد عقده قبل موسمين، قام النادي الإسباني بعمل تكريم استثنائي للمهاجم الفذ آنذاك حتي يترك العاصمة الإسبانية مرفوع الرأس وليس من خلال بيان يقول "ريال مدريد يشكر راؤول". الاحترافية
حينما لم ينجح ريال مدريد في التوصل لاتفاق مع نجمه السابق "راؤول" حول تجديد عقده قبل موسمين، قام النادي الإسباني بعمل تكريم استثنائي للمهاجم الفذ آنذاك حتي يترك العاصمة الإسبانية مرفوع الرأس وليس من خلال بيان يقول "ريال مدريد يشكر راؤول". أما التصريح الذي جاء كالصاعقة علي لسان جوزيه هو إدعاء أن من "الاحترافية ألا تخبر اللاعب أنك لا تحتاجه في الموسم المقبل حتى لا تحبط معنوياته أو تؤثر على مشوار الفريق"! وكأن جوزيه قد تناسي أن عدم معرفة اللاعب (الذي يحرص علي معنوياته) أي شئ عن مصيره سوف يؤثر حتما علي مستواه داخل الملعب وعلي ولائه لناديه، وهو علي الرغم من ذلك لم يحدث مع حسن بفضل خبرته وليس بسبب "احترافية" جوزيه. هذا بالإضافة إلي ان الاحترافية التي يتكلم عنها البرتغالي تعطي للاعب حق التفاوض مع أي ناد منذ ستة أشهر، الأمر الذي أدي إلي "استياء" المدير الفني حينما حدث قبل أسبوع فقط وبشكل غير رسمي لا يدين اللاعب ولا النادي المفاوض. قوام الفريق أخيرا يقول جوزيه أن السبب الفني وراء الاستغناء عن أحمد حسن ياتي لرغبة الأول في تغيير قوام الفريق، وكأن خبرة أحمد حسن ومكانته بين لاعبي الأهلي كانت عائقا لذلك. في "أوروبا والدول المتقدمة" يأتي اختيار قائد الفريق بناء علي خاصية مهمة جدا تكاد تكون مجهولة المعالم في مصر وهي ال "Influence " أو التأثير الذي يمتلكه اللاعب علي باقي أعضاء الفريق، وأظن أن هذه الميزة من أهم ما يمتلكه الصقر لكونه قائد بطل إفريقيا منذ أكثر من خمسة أعوام. تغيير قوام الفريق يستوجب أمرا في غاية الأهمية وهو نقل الخبرات من جيل إلي جيل بمساعدة اللاعبين الكبار أمثال أبوتريكة وبركات ووائل جمعة ولكن الآن افتقد الثلاثي المخضرم عنصر هام بعد رحيل حسن. عدم التجديد لأحمد حسن، وإن كان وجهة نظر فنية ، إلا أنه لم يكن ليكلف الأهلي شيئا علما بان قائد المنتخب لم يكن ساعيا وراء المال، ولكن الاستغناء عنه قد يكلف النادي الأحمر في المستقبل القريب، كما أن رحيله بهذا الشكل الباهت قد يجعل النادي العريق يخسر احد رموز الرياضة المصرية في المستقبل البعيد. ملحوظة: رغم تحفظي علي كثير من تصريحات إبراهيم وحسام حسن عن ناديهما السابق، إلا ان ماحدث مع أحمد حسن يعد شبيها بالطريقة الجافة التي تم التعامل بها قبل عشر سنوات من قبل إدارة الأهلي مع التوأم بعد اكثر من 20 عاما من العطاء للنادي.