حسام أثبت في الشوط الأول أنه مدرب جيد، جوزيه أكد خطأ نظرية التقييم التي يتبعها قطاع من الجمهور المصري. والقمة 107 انتهت على خير لكن يجب محاسبة الذين كادوا أن يفسدوا اللقاء ويتسببوا في كارثة. هناك زوايا عديدة لتناول المباراة أردت رصد أبرزها، منها انطابعات كانت لدى الجماهير ويجب أن تتغير، ومنها الفني الخططي الخاص باللقاء نفسه، ومنها ما يتعلق بالأحداث غير الرياضية التي صاحبت الدقائق الأخيرة من القمة. فقط أؤكد أني لن أتحدث عن فكرة مشاركة أحمد فتحي على الجانب الأيسر، منعا لإثارة ملل القراء: 1. بعد مباراتي الجيش والمصري علت الأصوات المنتقدة لحسام حسن والتي اعتبرته مدربا ضعيفا، لكن الشوط الاول من لقاء الأهلي أثبت خطأ هذا الأسلوب في التفكير. الأداء المتميز من الزمالك في الشوط الأول والتشكيل الخاطئ من مانويل جوزيه يوضحان أن الحكم على مدرب بمجرد مباراة واحدة يكون غير دقيق. فحسام حسن ظهر متميزا في القمة لمدة 45 دقيقة، وبلا خبرة ل45 دقيقة أخرى. وجوزيه الذي يضع جمهور الأهلي ثقة عمياء فيه ارتكب أخطاء فنية واضحة للعيان. هذا يعني أن دوما لكل مقام مقال، وإن كان للمدير الفني رصيد جمعه من فترة عمله فلا يجب أن ننسى هذا الرصيد لمجرد نتيجة سلبية واحدة. 2. حسام حسن نجح في ضغط الأهلي عن طريق وضع حسين ياسر في العمق أكثر وشيكا على الشمال. فياسر خطير عندما يدخل بكرته إلى العمق لأنه متنوع وقادر على التمرير أو التصويب بكلتا قدميه. كذلك شيكابالا غير محفوظ حين يلعب على اليسار، لأنه أعسر وقادر على إرسال عرضية أو المراوغة. فشيكابالا على اليمين يمكن لخصمه توقع تحركاته، لأنه دائما يدخل إلى العمق ليضع الكرة على يسراه، أما وضعه على اليسار فقد أربك حسابات الأهلي، خاصة في ظل وجود بركات كظهير. 3. أيضا أحمد جعفر لأول مرة يكون مفيد خططيا وغير بليد في التحرك بعرض الملعب بين مدافعي الأهلي. جعفر تحرك على أحمد السيد لاستلام الكرات الطولية، وعلى شريف عبد الفضيل لتسلم بينيات زملائه. أيضا لعب جعفر على جمعة لتعطيل هجمات الأهلي ونجح في إجبار بركات على التراجع دوما في اليمين. 4. إبراهيم صلاح نجح أكثر من حسن مصطفى في دور لاعب الوسط الذي يزيد باندفاع بدني في الهجمات. 5. وجود بركات على اليمين حد خطورة الأهلي، وجعل الفريق الأحمر بلا لاعب يتحرك بين الخطوط. غياب هذا اللاعب عن خطة الأهلي سهل مهمة الزمالك وجعل رقابة متعب وجدو غير عسرة.
عرض مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي الفوز على الزمالك في القمة 107، لكن الفريق الأبيض رفض هذه الهدية الحمراء بسبب نقص كبير في الخبرة. 6. إينو على المستوى الفردي قدم مباراة جيدة فيما يخص الطاقة المبذولة والتركيز في التحرك والتمرير. لكن وجود إينو في مركز لاعب الوسط المتقدم جعل لعب الأهلي أبطأ لأن أغلب تمريراته عرضية. 7. التغيير الأول لجوزيه ضغط الزمالك للوراء أكثر، لكن ظل الأهلي غير خطر من الجناحين. 8. حسام ساعد جوزيه بإخراج حازم إمام وإشراك هاني سعيد، التغيير كان صحيحا لكن توقيته مبكر جدا. لكن يحسب لحسام إنه لم ينس الطموح الهجومي في تلك المرحلة، فجعفر لعب دورا كبيرا في الضغط على دفاع الأهلي ومنعه من بداية هجماته. وجود جعفر وخلفه شيكابالا ثم خلفهما أكثر ياسر أجبر دفاع الأهلي على عدم المشاركة في الهجمات، هذا جعل الأهلي غير متفوق على الزمالك من حيث الكثافة العددية في الهجمات. 9. ثم جاء التغيير الذي غير وجهة المباراة أكثر بخروج جعفر. فخروج جعفر جعل دفاع الأهلي يتقدم بحرية وهجمات الفريق الأحمر تخرج براحة كبيرة. لذلك ضغط الاهلي مضيفه بشكل كبير وبات الزمالك عاجزا عن حتى صنع مرتدات خطرة. اشتراك عودية لم يحل الموقف لأن من خرج كان شيكابالا، وبالتالي ظل الزمالك بلا أنياب تخيف الأهلي. 10. هدف الأهلي الثاني جاء بفضل سذاجة من لاعبي الزمالك الذين ظنوا أن سقوطهم سيوقف هجمة الأهلي. بشكل عام أنا أؤيد اللاعب الذي يواصل الهجمة لو كانت قناعته أن خصمه سقط أرضا كنوع من التمثيل. لكن في حالة مباراة القمة 107 كنت أتمنى أن يخرج حسام غالي الكرة حين وجد عاشور الأدهم أرضا. عموما هذا لا يعفي الجميع من المسؤولية، ربما غالي ليس بطلا في الأزمة بقدر حسام الذي كبر المشكلة بتوجهه إلى مانويل جوزيه. كذلك يجب أن تكون هناك وقفة ضد تصرف شيكابالا غير المسؤول بالذهاب لمدرجات الأهلي وإشعالها. أيضا أتفهم موقف متعب وغضبه من الهتاف المسيء ضده، لكن هذا ليس مبررا للاحتكاك ولو بمجرد إشارة بسيطة وغير قبيحة لجمهور الزمالك. الجماهير عبارة عن رد فعل للمسؤولين، فإن لم يكن النجوم مسؤولون فعلينا ألا نعتبرهم نجوما.