أصبح من المتوقع أن يفاجئنا حسن شحاتة مدرب منتخب مصر بضم نجله كريم إلى قائمة المنتخب التي ستخوض مباراة إنجلترا الدولية الودية والتي ستقام في شهر مارس المقبل. فقد فاجئنا "المعلم" بالعديد من المفاجأت من قبل، بدءا من ضم الراحل محمد عبد الوهاب في 2006 ولم يكن أحد يعرفه وأصبح من نجوم البطولة، ونهاية بضم محمد ناجي "جدو" في 2010 ولم يكن أحد يعرفه أيضا وأصبح هدافا للبطولة. وأعتقد أنه لو قال أي شخص قبل شهر من الآن إن جدو سيشارك مع مصر في كأس الأمم كان سيقال عنه أنه لا يفهم في كرة القدم، أما إذا توقع شخص أن يكون جدو هدافا للبطولة لتم تحويله فورا إلى مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية. حسن شحاتة دائما يثبت أنه صاحب القرار الصائب في اختياراته للمنتخب حتى لو كانت قراراته غريبة ومفاجئة للبعض مثل ضم جدو وعبد الشافي واستبعاد ميدو وحمص، ولذلك يجب على الجميع أن ينتظر النتائج ثم يحكم على اختياراته ولا يبدأ في الهجوم عليه مبكرا (عشان ميبقاش شكله وحش بعد كده). وإذا فاجئنا شحاتة في المستقبل القريب بإشراك عصام الحضري كرأس حربة أو الدفع بعماد متعب في حراسة مرمى الفراعنة فعلينا ألا نعترض على ذلك وننتقد اختياراته، وإذا قام بضم نجله كريم لصفوف المنتخب في اللقاء المقبل أمام إنجلترا، فعلينا أن نتأكد أنه لم يفعل ذلك مجاملة أو محاباة له، ولكنه فعل ذلك من أجل صالح منتخب مصر، ولا يجب أن نندهش إذا سجل كريم وقتها هدف الفوز في مرمى الإنجليز.
ورغم اعتراض الكثيرين - وأنا أولهم - من قبل على إصرار شحاتة الدائم على الدفع بمتعب في التشكيلة الأساسية وإصراره أيضا على إبقائه في الملعب أطول فترة من الوقت، إلا أنني ومن خلال حديث شخصي مع أحمد حسن قائد منتخب مصر أكد لي أن متعب له دور كبير داخل الملعب لا يراه إلا من يتابع المباراة من داخل الملعب وليس على الشاشات، وإذا كان شحاتة يجامل متعب كما يقول البعض فإن "الصقر" لن يفعل ذلك خاصة وأنه كان يتحدث معي بصورة ودية وليس في حوار للنشر. ورغم إهدار متعب لبعض الفرص أثناء البطولة، إلا أنه سجل هدفين، كما أن تواجده في أماكن جيدة يتيح له الفرص أمر جيد في حد ذاته. وكون شحاتة ناجحا في الفوز بكأس الأمم الإفريقية للمرة الثالثة في ظل غياب لاعبين بحجم عمرو زكي ومحمد أبو تريكة ومحمد بركات ومحمد شوقي وميدو وحمص فهذا يعني أنه مدرب قدير ومتمكن. وإذا كان البعض مجد البرتغالي مانويل جوزيه ويصفه بالساحر والأسطورة لكونه حقق ثلاث بطولات إفريقية مع الأهلي وكانت غير متتالية فبالتالي يجب أن نصنع تمثالا لحسن شحاتة. فجوزيه حقق بطولة ضعيفة وسط فرق متواضعة احترف معظم لاعبيها الجيدين في الخارج، بينما الأهلي يمتلك كوكبة من النجوم، أما شحاتة فيمتلك لاعبين محليين باستثناء زيدان وتفوق بهم على أعظم لاعبي إفريقيا الذين يلعبون في أقوى بطولات الدوري في العالم.
فإذا كان زاهر يفعل ذلك ويأتي لنا بالبطولات فأهلا وسهلا بالسمسرة والعمولات وليستمر في ذلك كما أن جوزيه عندما رحل لم يتأثر الأهلي كثيرا بل قدم أداء أفضل مع حسام البدري الذي يتقاضي ربع ما كان يتقاضاه جوزيه، بينما فشل جوزيه في تحقيق أي شيء مع منتخب أنجولا وودع البطولة من دور الثمانية على ملعبه دون أن يحقق سوى فوز وحيد فقط على مالاوي. ويجب على الجميع أن يتوقف من الآن ولاحقا عن انتقاد شحاتة لأنه فعل ما لم يفعله أي مدرب عربي أو إفريقي طوال تاريخ كرة القدم، وهو أدرى منا بحال المنتخب لأنه الأقرب من اللاعبين، واختياره لجدو يعني أنه متابع جيد لجميع مباريات الدوري. كما أتمنى أن تتوقف أيضا وسائل الاعلام عن مهاجمة اتحاد الكرة ورئيسه سمير زاهر، واتهامه بالBusiness والسمسرة وتقاضي العمولات، فإذا كان زاهر يفعل ذلك ويأتي لنا بالبطولات فأهلا وسهلا بالسمسرة والعمولات وليستمر في ذلك. وأنا لا أطالب بالتستر على الفساد ولكن من لديه دليل واحد ضد زاهر فليتقدم به للنائب العام أو يرفع دعوى قضائية بدلا من (اللف) على الفضائيات ومهاجمة زاهر بكلام مرسل لا أساس له من الصحة من أجل الشهرة والشو الإعلامي. في النهاية يجب التوقف أمام خمسة لاعبين صنعوا الفارق في أنجولا 2010 وهم عصام الحضري وأحمد حسن ووائل جمعة وأحمد فتحي ومحمد ناجي جدو، وهؤلاء لن تسمح مساحة المقال للإشادة بهم ولكني أنوي قريبا تخصيص مقالة لكل منهم أو موضوعا بمفرده للإشادة بإنجازاتهم التي حققوها مع المنتخب.