أعد الأهلي حفلا بهيجا في أنجولا، ليحتفي بالفريق الفائز بالدوري الممتاز ويكرم المدير الفني مانويل جوزيه الذي يرحل بعد مباراة سانتوس .. ولكن وقع خطأ بسيط - لم يحضر أحد من المدعوين! كل مكونات الحفل موجودة: فوز عريض في مباراة الذهاب على سانتوس بثلاثية نظيفة في القاهرة يضمن بنسبة 99% تأهل الأهلي إلى مرحلة المجموعات، وأصعب فوز بالدوري في السنوات الخمس الأخيرة بعد مباراة فاصلة، وآخر ظهور للمدرب الأسطورة جوزيه على مقاعد بدلاء الأهلي. ولكن بطل مصر لم يحضر الحفل. اللاعبون كانوا في لواندا بأجسادهم فقط، أما عقول بعضهم فكانت مع منتخب مصر في معسكره في عمان قبل مباراة محورية في مشوار التأهل إلى كأس العالم، وآخرين يفكرون في رحلة احتراف جديدة خارج الأهلي بعدما تأكدوا من الرحيل أيضا. فئة ثالثة من اللاعبين لم تفكر في المباراة قدر تفكيرهم في أماكنهم في الموسم الجديد، وتقرير جوزيه عنهم، وقائمة ال25 لاعبا التي ربما تطيح ببعضهم، والعروض الخارجية والداخلية التي ينتظرونها في حال خروجهم من بوابة القلعة الحمراء. جوزيه نفسه لم يتواجد أيضا، مكتفيا بالحفل الذي أقامه له الأهلي في القاهرة قبل السفر وقال فيه إن الأهلي سيظل دائما في عقله وقلبه.
يتحمل جوزيه النسبة الأكبر من الخسارة المهينة والخروج الحزين، لأن عبقريته وقدرته على إدارة أصعب المباريات طوال السنوات الماضية تحولت إلى أدلة على تراخيه في هذا اللقاء ولكن عقل جوزيه وقلبه لم يستطعا البقاء مع الأهلي حتى يقوده في مباراة شبه محسومة نحو دور الثمانية، لأنهما كانا قد انتقلا بالفعل إلى منتخب أنجولا الذي يقوده في أولى مبارياته بعد أيام. ويتحمل جوزيه النسبة الأكبر من الخسارة المهينة والخروج الحزين للأهلي، لأن عبقريته وقدرته على إدارة أصعب المباريات طوال السنوات الماضية تحولت إلى أدلة على تراخيه في هذا اللقاء. فمن يصدق أن الساحر البرتغالي لا يستطيع استخدام حيله التكتيكية وتوظيف لاعبيه للحفاظ على تقدم كبير قوامه ثلاثة أهداف في لقاء الذهاب أمام فريق لا يمتلك تاريخا في بطولات إفريقيا، بل ولا يمتلك أي ألقاب محلية سوى بطولة كأس يتيمة تسبب فوزه بها في إلقائه في طريق الأهلي في الكونفيدرالية؟ حتى الدوافع النفسية لم تكن موجودة. فالاسترخاء الذي ظهر عليه الجميع من لاعبين ومدير فني وجهاز معاون يؤكد أنهم إما ظنوا أن المباراة محسومة تماما وبدأوا بالفعل في التخطيط لإجازاتهم السنوية – لمن يمتلكها من غير لاعبي المنتخب – أو لم يكن لديهم مانعا من الخروج من الكونفيدرالية أيضا بعد توديع دوري الأبطال. توديع كأس الكونفيدرالية بهذه الطريقة المجنونة ضرب فرحة الأهلي بجوزيه والدوري في مقتل، وأفسد على الجماهير الكبيرة حفلا بهيجا بسبب كسل المدعوين!