منذ أقل من شهرين تولى كامل أبو علي رئاسة نادي المصري بعد أن فاز بانتخابات النادي بالتزكية. ولاية أبو علي هي الثالثة بعد ولاية أولى في فترة التسعينات وثانية في 2009. على الرغم من كون الولاية الحالية لرئاسة كامل أبو علي للمصري إلا أنها ستختلف في الكثير من الأشياء ومنها التحديات والصعوبات التي تواجهه خلال الفترة الحالية. الولاية السابقة لكامل أبو علي بدأت في عام 2009 خلفا لعلي فرج الله الذي تولى المنصب بشكل مؤقت عقب وفاة سيد متولي. في الموسم الأول لأبو علي في رئاسة المصري والذي تولى في منتصفه مسؤولية النادي، أنهى الفريق الدوري في المركز ال 13 أي على بعد مركز واحد فقط من المراكز المؤدية للهبوط قبل أن يزيد عدد فرق الدوري فيما بعد وهو حال الفريق في تلك الفترة. في الموسم التالي أتم المصري تعاقده مع صفقات قوية كان أبرزها محمود عبد الحكيم وعبد الله سيسيه ومؤمن زكريا وأحمد الميرغني. في هذا الموسم أنهى المصري الدوري في المركز السابع في تطور كبير في نتائج الفريق خلال التلك الفترة. الموسم التالي 2011/2012 شهد تطورا أكبر وأصبح تشكيل المصري أقوى بإضافة عناصر مثل سعد سمير الذي انتقل للمصري على سبيل الإعارة من الأهلي وعبد العزيز توفيق وأيمن سعيد ومحمود شاكر عبد الفتاح كما أعاد حسام حسن لتدريب الفريق مرة جديدة. هذا الموسم كان المصري يحتل المركز الرابع ويقدم أداء رائع لولا توقف الدوري وإلغاؤه بسبب أحداث كارثة استاد بورسعيد. فوز المصري على الأهلي في مباراة الكارثة جعل المصري منفردا بالمركز الرابع وبفارق 10 نقاط عن حرس الحدود متصدر الدوري في ذلك الوقت مع اقتراب نهاية الدور الأول. عقب الحادثة قرر كامل أبو علي ومجلس إدارته بالكامل تقديم استقالتهم وقرر أبو علي الابتعاد عن النشاط الرياضي بالكامل على الرغم من التطور الكبير الذي أحدثه مع الفريق والنجاحات التي كان في طريقه لتحقيقها. بعد 10 سنوات عاد كامل أبو علي لرئاسة المصري مرة جديدة ولكن بمجلس إدارة مختلف عن المجلس السابق مع وجود ياسر يحيى فقط كعضو مجلس إدارة. مع عودة أبو علي وجد مجلس الإدارة نفسه أمام العديد من التحديات التي تعامل مع بعضها بالفعل وآخرين سيظلون مستمرين على مدار ولايته. بناء فريق قوي بناء فريق قوي هو الأولوية القصوى لمجلس إدارة المصري الجديد بعد موسم لم يكن على مستوى طموح الجماهير. مجلس الإدارة بدأ بالفعل في بناء الفريق وأتم الكثير من الصفقات وصلت إلى 10 صفقات خلال فترة الانتقالات التي انتهت أمس الثلاثاء. فترة انتقالات المصري كانت شبيهه بفترة أبو علي الاولى في ولايته السابقة التي تحدثنا عنها سلفا. وضم المصري: عمرو طارق وعمرو السعداوي من الجونة، وعبد الرحيم دغموم قادما من وفاق سطيف الجزائري، والمدافع الجزائري عماد الدين بوبكر قادما من الوداد. كما أتم المصري تعاقده مع مروان حمدي قادما من الزمالك وأنتوني أكبوتو قادما من قطر القطري. أيضا ضم النادي البورسعيدي حسين السيد من بيراميدز ومحمد دبش من البنك الأهلي، والكاميروني فرانك إيتوجا من أشانتي كوتوكو الغاني ومحمود جاد من إنبي. البحث عن مدرب مناسب بعد تولي المجلس إدارة المصري بدأت المفاوضات والأخبار حول التعاقد مع مدير فني أجنبي قوي وهو ما أسعد الجماهير الذين يريدون إكمال بناء الفريق بمدير فني على مستوى عال ولكن في النهاية تعاقد المجلس مع إيهاب جلال في تحد جديد للمدرب الذي سبق له تدريب المصري وحقق نجاحات جيدة وتأهل لكأس الكونفدرالية. تعيين جلال سيكون مغامرة للمصري وللمدرب نفسه الذي خرج من تجربة لم تكتمل مع منتخب مصر منذ أشهر قليلة بعد ثلاثة مباريات فقط. اتخاذ القرار برحيل حسام حسن بنهاية الموسم الماضي كان في الأصل نوع من أنواع المغامرة برحيل مدرب لديه رصيد كافي مع جماهير المصري ونجاحات متعددة وكان هو من أصلح المسار في الموسم الماضي بعد رحيل معين الشعباني. الملعب في الفترة الاولى كان المصري يلعب على استاد المصري في بورسعيد ووسط جماهيره وكان ذلك الأمر يمثل نقطة قوة كبيرة للفريق ضد الفرق الزائرة ولكن منذ مباراة الكارثة لم يلعب المصري أي مباراة على ذلك الملعب في الدوري حتى تم هدمه العام الماضي بسبب خطأ هندسي. وعلى مدار المواسم الماضية كان المصري يلعب جميع مبارياته على ملعب برج العرب وهو ما يشكل العديد من الصعوبات المالية لأن الفريق عليه أن يتواجد دائما في معسكرات في مدينة أخرى وأيضا صعوبات في السفر الدائم لبعد المسافة بين الإسكندرية وبورسعيد. صعوبات السفر لا تكون فقط على اللاعبين ولكن بشكل أكبر على الجماهير التي تريد الحضور لتشجيع الفريق ولكن بعد المسافة يشكل عاملا ضد ذلك الأمر خصوصا مع قرار رابطة الأندية بحضور 6000 آلاف مشجع لمباريات الدوري في الموسم الجديد. مجلس إدارة المصري اتخذ خطوتين لحل مشكلة الملعب، الأولى هي الاتفاق مع استاد هيئة قناة السويس في الإسماعيلية على خوض الفريق لمبارياته عليه في الموسم الجديد وهي خطوة جيدة لإن الإسماعيلية قريبة من بورسعيد فتجعل الحضور الجماهيري أسهل وأيضا سفر اللاعبين من المدينة أسهل. الخطوة الثانية هي البدء في مشروع بناء استاد المصري الجديد في نفس المكان التاريخي للملعب وشدد مجلس الإدارة على أن عملية البناء ستستغرق نحو عامين. الطموح والعشم طموح جماهير المصري سيكون واحد من التحديات التي تواجه مجلس إدارة المصري لأن الجماهير اعتادت خلال عدة مواسم سابقة على التواجد باستمرار في المربع الذهبي والتأهل للمسابقات القارية وأي شيء أقل من ذلك لن يكون نجاحا بالنسبة لهم. حلم تحقيق بطولة أيضا هو الطموح الرئيسي لجماهير المصري وهو أكثر ما يتمناه الفريق من أي مجلس إدارة قد تولى خلال السنوات الماضية. العشم في وجود كامل أبو علي ليحقق لقبا للمصري أيضا من التحديات لأنه يمثل لجماهير "سوبرمان" الذي جاء لتحقيق جميع أحلامهم خصوصا بعد نجاحاته هو السابقة في الولايتين. الولاية السابقة كانت في طريقها للنجاح كما تحدثنا لولا إلغاء الدوري وتقديمه لاستقالته أما الولاية الأولى فكانت حجر أساس تحقيق لقب كأس مصر 1998 إذ أنه كان من شكل الفريق قبل أن يرحل ويتولى عبد الوهاب أوطة المسؤولية ويكمل النجاح حتى حقق البطولة. المديونيات مع تولي مجلس الإدارة زمام أمور المصري وجدا أنفسهم أمام الكثير من الديون التي تركها المجلس السابق سواء كانت مستحقات للاعبين سابقين أو الفريق الحالي أو حتى معين الشعباني المدرب السابق الذي كانت لديه مستحقات مالية وتسببت في إيقاف القيد. المديونيات كانت هي أكبر الملفات نجاحا في مجلس إدارة المصري الجديد إذ أنهى جميع المستحقات المتأخرة وأنهى قضية الشعباني بإعطائه جميع أمواله مما أدى لإسقاط عقوبة وقف القيد في أقل من 48 ساعة ليتمكن الفريق من قيد صفقاته الجديدة بنجاح. أسعار اللاعبين في ولاية أبو علي الأولى أو الثانية كانت أسعار اللاعبين مختلفة تماما عن الأسعار الحالية في سوق الانتقالات، ولنبرهن على ذلك بأبسط مثال فإن تعاقد المصري مع إسلام عيسى من النصر في 2018 كان الأغلى في تاريخ النادي مقابل 10 مليون جنيه وهو رقم يبدو صغيرا جدا حاليا بالنسبة لأسعار اللاعبين. المجلس الحالي يبدو أنه كان على علم بالأسعار الجديدة وجاهز للتعامل مع الأمر خلال صفقاته إذ كان تعاقد المصري مع مروان حمدي مقابل 18 مليون جنيه كما علم FilGoal.com ليكسر الرقم القياسي كأغلى لاعب في تاريخ المصري. ازدياز المنافسين الدوري المصري حاليا لم يعد يقتصر على وجود الأهلي والزمالك والإسماعيلي والأندية الشعبية ولكن انضم فرق خاصة مثل بيراميدز وسموحة وسيراميكا كليوباترا وفيوتشر وهي أندية لديها قوة شرائية كبيرة وإمكانيات فنية أيضا للمنافسة على شراء اللاعبين وتحقيق مراكز جيدة في الدوري. الأمر ظهر خلال فترة الانتقالات بوجود تنافس كبير بين المصري وسيراميكا كليوباترا وفيوتشر على ضم عدد كبير من اللاعبين وانتصر كل منهم في النهاية في صفقة أو إثنين من المنافسة ولكن بفوارق قليلة عن الآخر. الموسم الحالي سيكون من أصعب نسخ الدوري المصري بوجود الكثير من الفرق القوية والتي دعمت صفوفها بالعديد من الصفقات لتحقيق طموهم في الدوري ولذلك فإن تحقيق مركز جيد أو لقب سيأتي بعد عناء شديد. كامل أبو علي هو أمل جماهير المصري في بناء فريق قوي وإعادة وضع النادي من بين كبار مصر ولذلك فإن الحلم الذي انتظروه لسنين من أجل أن يعود لرئاسة المصري عليه أن يكون مستحقا، ومن بين من تولوا رئاسة النادي خلال السنوات الماضية سيحظى أبو علي بأكبر قدر ممكن من الدعم من أبناء بورسعيد وسيحظى بصبرهم إذا طال الأمر أو انتظروه للموسم المقبل لأنه بالنسبة لهم في النهاية هو المنتظر لتحقيق حلم المدينة.