كوميديا التحليلات في يورو 2008

انطلقت بطولة كأس الأمم الأوروبية يصاحبها برامج تحليلية جهنمية على شاشات التليفزيون أو عبر أثير الراديو والتي تقدم سادة أفاضل يحللون البطولة.
مباريات بطولة كبرى مثل بطولة أوروبا تحتاج إلى نوعية خاصة من المحللين وليس نفس النوعية التي تقوم بتحليل مباريات الدوري المصري العقيم، فيجب على محلل مباريات اليورو أن يكون أولا ملما بطرق لعب مدربي المنتخبات الستة عشر وخططهم وأسلوب تفكيرهم من خلال متابعته لهم في مباريات سابقة كثيرة.
على المحلل أيضا أن يكون على دراية كاملة بلاعبي المنتخبات ال16 وطريقة توظيفهم داخل الملعب وأسلوب أدائهم مع الفرق التي يلعبون فيها، وأخيرا وهي أبسط الأمور على دراية بأسماء اللاعبين ومراكزهم وأسماء الأندية التي يلعبون لها ويكون قادرا على نطقها بأسلوب صحيح.
وللأسف الشديد فلا يوجد في مصر سوى عدد قليل للغاية من هؤلاء المحللين لا يتخطى عددهم عشرة على الأكثر يتقدمهم خالد بيومي وطارق الأدور وزكريا ناصف وهيثم فاروق.
أما باقي المحللين "المحليين" فلا يستطيعون حتى مجرد نطق أسماء اللاعبين بطريقة صحيحة "اذا نطقوها أساسا" ويتغلبوا على هذه المشكلة بالاشارة إلى اللاعبين بأرقام قمصانهم وليس بأسمائهم على طريقة "أبرز لاعبي البرتغال في اللقاء كان اللاعب رقم 7" لأنه لا يعرف أن هذا اللاعب هو كريستيانو رونالدو أفضل لاعبي العالم حاليا.
ويجب أن نتفق على أنه لا يجوز أن يقوم مدرب مصري يتولى تدريب أحد أندية المؤخرة في الدوري المصري الهزيل وفشل معها، كما فشل في مرات كثيرة سابقة مع أندية متعددة أن يقوم بتحليل فكر وطريقة لعب مدرب عالمي بحجم سكولاري أو ريهاجل أو هيدنيك،.

وقد شاهدت واستمعت إلى "العجب العجاب" خلال متابعتي لتحليلات يورو 2008 سواء قبل انطلاق البطولة أو من خلال الأيام الأولى.
فهو ببساطة لن يستطيع ذلك ولن يكون مقنعا للجماهير التي ستقول له "يا عم كنت اتشطر انت على الفرق الواقعة في الدوري المصري".
وقد شاهدت واستمعت إلى "العجب العجاب" خلال متابعتي لتحليلات يورو 2008 سواء قبل انطلاق البطولة أو من خلال الأيام الأولى.
ولعل من أغرب ما شاهدته كان أحد الاعلاميين الكبار في مصر والذي قام باستضافة أحد أقربائه الشخصيين لتحليل بطولة "اليورو" رغم أن هذا "القريب" لا يمت للرياضة أو الصحافة بأي صلة ولكنه يمت للاعلامي الشهير بصلة قرابة!
ومن أطرف ما سمعته أيضا والذي يصل إلى حد "الكوميديا السوداء" هو مداخلة تليفونية قام بها برنامج اذاعي مع لاعب كرة سابق ومن المفترض أنه محلل لتحليل مباراتي اليوم الأول للبطولة، وعندما سئل المحلل عن رأيه في المباراتين تحدث بطريقة عامة وكلام يعرفه أصغر طفل في مصر من نوعية "الكرة الأوروبية تقدمت وباتت تعتمد على النواحي الهجومية وجميع الفرق تبحث عن الفوز وما إلى ذلك".
وعندما سئل تحديدا عن رأيه في المباراة الأولى بين التشيك وسويسرا أجاب "للأسف لم اشاهد من اللقاء سوى الدقائق العشرة الأولى فقط!" ثم سأل مذيع البرنامج ببراءة الأطفال "هو الماتش خلص كام كام؟؟".
والأغرب انه عندما أجابه المذيع بأن اللقاء انتهى بفوز التشيك بهدف نظيف رد عليه المحلل "يعني نفس نتيجة ماتش البرتغال!" وعندما أخبره المذيع أن مباراة البرتغال انتهت 2-صفر وليس 1-صفر أجابه المحلل "أصل أنا مكملتش الماتش للأخر، اتفرجت بس لحد كورة رونالدو اللي جت في العارضة" علما بأن هذه الكرة كانت في منتصف الشوط الأول.
الأطرف من كل ذلك أن المحلل أنهى مداخلته "العظيمة" بقوله "مع السلامة يا أستاذ مجدي" رغم أن الأستاذ مجدي لم يكن متواجدا في الاستوديو في ذلك اليوم من الأساس وأنهى المكالمة دون أن يعرف مع من كان يتحدث وربما أيضا لا يعرف اسم المحطة!