اتخذ يان كولر قرارا صعبا منذ سنوات بالتحول من مركز حراسة المرمى - الذي رشحه إليه طوله البالغ أكثر من مترين - إلى قلب الهجوم فأصبح أهم مهاجم تشيكي عبر التاريخ. الآن عليه القيام بمهمة لا تقل صعوبة: قيادة كتيبة من اللاعبين الشباب إلى تحقيق ما عجز عنه جيله الذهبي. وكولر الذي يبلغ من العمر 35 عاما هو أكثر اللاعبين تهديفا في تاريخ المنتخب التشيكي، إذ سجل 52 هدفا في 85 مباراة. إلا أن كل أهدافه لم تساعد منتخب بلاده على تحقيق أي لقب أوروبي، بل ولم يتأهل التشيكيون إلى كأس العالم إلا في النسخة الأخيرة عام 2006. وبعدما أكد كولر عزمه الاعتزال عقب يورو 2008 وهي البطولة التي تشهد غياب رفاق الدرب مثل بافل نيدفيد الذي اعتزل دوليا وتوماس روزيسكي المصاب، فإنه الآن يسعى في محاولته الأخيرة لقيادة جيل واعد للفوز باللقب الأوروبي. وترصع قائمة المنتخب التشيكي بعدد لا يستهان به من لاعبي منتخب دون 20 عاما الذي بلغ المباراة النهائية لكأس العالم في تلك المرحلة السنية عام 2007. وربما يكون مزج المخضرمين مثل كولر و ماريك بانكلوفيسكي والشباب أمثال ياروسلاف بلاسيل مارتن فينان هي بالضبط الخلطة التي يحتاجها المدرب كارل بروكنر لمعانقة الذهب الأوروبي. تكتيك الفريق يقول المدرب الإيطالي المحنك أريجو ساكي: "لكل مدرب خدعة تترجم مواهب لاعبيه إلى نجاح". وتعكس الدقائق ال20 الأخيرة من مباراة التشيك وهولندا في يورو 2004 ما يتحدث عنه ساكي، حين قلب أبناء بروكنر تأخرهم بهدفين لفوز بثلاثية. طريقة لعب التشيك هي 4-4-2 بشقها الهجومي والدفاعي المعتاد، أربعة مدافعين ولاعبين في مركز ارتكاز وجناحين مع مهاجم يتأخر خلف رأس حربة صريح .. فكر بلا تعقيدات. لكن بروكنر يقضي شوطا كاملا في دراسة منافسه حتى يجد اللحظة المناسبة لتحويل طريقة لعبه إلى 4-2-4 مستفيدا من مخزون اللياقة الذي يميز لاعبي شرق أوروبا.
كولر يملك التشيك ظهيرين يتميزان باندفاعات كبيرة تمثل ضغطا على الخصم وميزة دفاعية حين تقطع الكرة من أقدامهم هما زينديك جريجيرا والأعسر بانكلوفيسكي. ويقوم توماس جلاسيك بدور الدينامو في وسط الملعب لاسيما بعد اعتزال بافيل نيدفيد فيما يحمل بلاسيل – الذي يصفه التشيكيون بأنه خليفة نيدفيد – لواء هجمات الفريق بعد تأكد غياب توماس روزيسكي للإصابة. ويضمن كولر مكانه في الهجوم ويتنافس على مشاركته ميلان باروش والصاعد فينان. تاريخ الفريق تشارك التشيك في كأس الأمم الأوروبية للمرة السابعة في تاريخها منها ثلاث مرات من قبل تحت مسمى تشيكسلوفاكيا. بداية المشاركات بمسمى التشيك كان في إنجلترا 1996 ونجحت في الوصول إلى المباراة النهائية أمام ألمانيا قبل الخسارة بهدفين مقابل هدف في أول مباراة في التاريخ تحسم بالهدف الذهبي. ولكن الإنجاز الأبرز كان بمسمى تشيكوسلوفاكيا عام 1976 عندما فازت بالبطولة على حساب ألمانيا حاملة اللقب بركلات الترجيح. وكانت المشاركة الخامسة عام 2000 في البطولة التي استضافتها هولندا وبلجيكا هي الأسوأ إذ ودعت البطولة بعد احتلالها المركز الثالث في مجموعة ضمت معها هولندا وفرنسا والدانمارك. وفي عام 2004 كانت التشيك المرشح الأول للفوز بالبطولة ونجحت في الوصول إلى الدور قبل النهائي قبل الخسارة بالهدف الفضي أمام اليونان. صاحب القناع: بتر تشك