احتل المنتخب المغربي ومهاجمه سفيان علودي المساحة الأكبر من حصاد اليوم الثاني إذ انهالت على فريق هنري ميشيل الإشادات واختصت علودي الذي سجل ثلاثة أهداف وخطف أيضا بطولة "لقطة اليوم" باحتفالاته المبتكرة بأهدافه في مرمى ناميبيا. تقارير الصحف فرضت أخبار علودي نفسها على الصحف المغربية صباح الثلاثاء إذ أشادت بثلاثيته في مرمى ناميبيا، وأكدت غيابه عن مباراة فريقه المقبلة أمام غينيا يوم الخميس المقبل. فوكالة المغرب العربي أشارت إلى أن أسود الأطلسي "اكتسحوا ناميبيا بخماسية أظهرت معدنهم الحقيقي في مباراتهم الأولى في البطولة". ووصفت الوكالة المباراة التي استضافها استاد سيكوندي أنها كانت من جانب واحد رغم أن المنتخب الناميبي لم يستسلم، لكن "وضع المنتخب المغربي منافسه تحت ضغط هجوم مكثف منذ إنطلاق صافرة البداية، جعل مشاعر الإحباط تظهر سريعاً على المنتخب الناميبي". أما صحيفة "النخبة" الرياضية فافتتحت عددها ليوم الثلاثاء مشيدة بهاتريك العلودي وثنائية كل من طارق السيكتيوي ومنصف زرقا التي أهدت الفوز للمنتخب المغربي. ولم تكن ثلاثية العلودي هي فقط ما وضعته تحت الأضواء، إذ ظهرت أنباء إصابته في أربطة الركبة لتنقل الوكالة تصريحات المدير الفني الفرنسي للمنتخب هنري ميشيل التي أكد فيها أن غياب المهاجم عن مباراة فريقه أمام غينيا باتت مؤكدة. وهو ما أيدته "النخبة" لكنها في الوقت نفسه أكدت أن إصابة العلودي "لا تدعو للقلق". وفي ناميبيا، حاولت صحيفة "نيو إيرا" الحفاظ على قدر من التفاؤل بشأن مشوار ناميبيا في البطولة حينما قالت إن الخسارة "وضعت المنتخب في مهمة انتحارية لضمان تذكرة للتأهل للدور المقبل من البطولة". ووصفت المباراة بأنها كانت "فقيرة من الجانب الناميبي" وعللت الخسارة ب"تأثر خط الدفاع الناميبي بغياب الثلاثي هارتمان تورومبا وجوتليب ناتوكا وسيدني بلاتجيس للإيقاف". "المغرب تسحق المحاربين الشجعان" كان هذا العنوان القاسي لصحيفة "ناميبيان"، لكنها من جانب آخر عللت الخسارة الثقيلة بسوء حالة أرض الملعب التي انتقدها المدير الفني للدولة المضفية. وجاءت التعليقات على مباراة نيجيريا وكوت ديفوار أكثر صخبا في الجانب الخاسر، فعنونت صحيفة "ذيس داي" تقريرها للمباراة قائلة "النسور يتعثرون في سيكوندي"، مؤكدة أن مهارة سالمون كالو الفردية "أهدت الإيفواريين المباراة".
في حين نقلت صحيفة "دايلي تشامبيون" صدمة الأمة عقب "الخسارة الصادمة أمام الإيفواريين" في مقالة تحت عنوان "النسور يتعثرون مجدداً أمام الأفيال" ولكن لم تنكر الصحف النيجيرية مدى الجهد الذي بذله لاعبيها لتؤكد "ذيس داي" في تقريرها أن "السيطرة على الملعب كانت متساوية بين الفريقين طوال شوطها الأول، ولكن الهجمات القوية لنيجيريا كان ينقصها التوفيق في إحراز الأهداف". وشددت الصحيفة على أن "الخطط الهجومية للمدير الفني بيرتي فوجتس انهارت تماماً بعدما خرج إنوانكو كانو قائد الفريق باصابة في الركبة في الدقيقة 56 من عمر اللقاء". وفي المقابل وصف تقرير صادر عن "وكالة الأنباء الإفريقية" العاصمة الإيفوارية أبيدجان بأنها تحولت إلى ساحة كرنفال يغطيها ألوان العلم الإيفواري. رجل اليوم: سفيان علودي باختصار، علودي مهاجم بلا رحمة. فربما لا تكون الأضواء مسلطة علي لاعب العين الإماراتي مثلما هو الحال مع مروان شماخ أو طارق سكتيوي اللذين يلعبان في فرنسا والبرتغال، ولكن علودي يمتلك ميزة كبيرة هي أنه يستغل ضعف منافسيه أو هبوط مستواهم لتسجيل أكبر عدد من الأهداف في أقل عدد من الدقائق. ولم تكن الأهداف الثلاثة التي سجلها في مرمى المنتخب الناميبي المتواضع خلال 28 دقيقة فقط من المباراة سوى دليل جديد على جوعه الشديد للتسجيل واقتناص كل الفرص المتاحة. ففي مايو الماضي، سجل علودي أربعة أهداف لفريقه السابق الرجاء المغربي في مرمى مولودية وجدة في الدوري المغربي الممتاز مع إشارة لوحة الملعب إلى الدقيقة 26، أي بواقع هدف أكثر ودقيقتين أقل من رقمه أمام ناميبيا. وفعلها علودي أيضا على المستوى العربي في سبتمبر 2006 حينما سجل أربعة أهداف في مرمى شباب طولكرم الفلسطيني بعد انقضاء 47 دقيقة فقط من اللقاء. واحتاج اللاعب ذو ال24 عاما إلى 25 دقيقة في بداية المباراة لإحراز الأهداف الثلاثة الأولى! الإصابة التي تعرض لها رجل اليوم الثاني ستمنعه من المشاركة أمام غينيا في المباراة الثانية ضمن المجموعة الأولى ولكنه بالتأكيد سيحاول استغلال الدفاع الغاني الضعيف لإضافة مزيد من الأهداف أمام الدولة المضيفة. br