حين نجا منتخب السويس من الهبوط في الظهور الأول للعرجون على ملعب إسكو

ظن خاطئ أن المنافسة المثيرة كانت على القمة بين الأهلي والزمالك فحسب في دوري 1996-1997 الشهير، المنافسة في القاع أيضا بلغت أشدها، وحين تأكد هبوط فريق منتخب السويس. لجأ الراحل أحمد رفعت للمماطلة والتأخير فأعطى لفريقه قبلة الحياة مجددا والتي أبقته بالدوري.
يستعرض معكم FilGoal.com واحدة من أغرب قصص البقاء بالدوري المصري.
تألف موسم 1996-1997 من 16 فريقا تقرر هبوط أربعة فرق منهم بنهاية الموسم، ضمن فريقي المريخ والألومنيوم الاستقرار في القاع والهبوط قبل النهاية بأربع أسابيع، أما الصراع على المقعدين الأخيرير ظل محتدما بين أندية منتخب السويس، الكروم وجمهورية شبين.
منتخب السويس بقيادة الراحل أحمد رفعت دخل الأسبوع الأخير وبجعبته 30 نقطة وكذلك نادي الكروم تحت إمرة المدرب صلاح الناهي، أما جمهورية شبين ومدربه التاريخي خميس دويدار فيمتلك 33 نقطة ويحتاج للتعادل فقط ليضمن البقاء وإعلان هبوط فريقي الكروم والسويس.
أقيمت أغلب مباريات الأسبوع في توقيت واحد بالظهيرة، ففاز منتخب السويس على نادي المريخ -المؤكد هبوطه- بهدفين دون رد لمحمد عبد الفتاح كفتة وخالد بيبو.
أما الكروم ففاز بهدف على الألومنيوم الهابط أيضا بهدف أحمد مصطفى، مهمة جمهورية شبين كانت الأصعب أمام فريق المصري الساعي للمنافسة على المركز الرابع مع الإسماعيلي والقناة والاتحاد السكندري، فخسر بثلاثية خارج أرضه بأهداف إبراهيم المصري وجابريل صوبا وسيف داوود.
شدة سخونة المنافسة بالدوري المصري تكفيك لتعلم أن حصد المركز الرابع بالدوري ابتعد فقط عن مراكز الهبوط بسبع نقاط حتى الأسبوع قبل الأخير، وبنتائج الأسبوع الأخير تساوى الكروم ومنتخب السويس وجمهورية شبين برصيد 33 نقطة.
الدوري المصري بدأ يوم 20 أغسطس عام 1996 وانتهى رسميا يوم 25 أغسطس 1997، الموسم الأطول بتاريخ الدوري المصري شهد توقفات كثيرة نظرا لخوض الفريق القومي تصفيات كأس أمم إفريقيا ببوركينا فاسو 1998 وتصفيات كأس العالم بفرنسا 1998.
لحسم الهبوط تقرر إقامة دورة ثلاثية بين الكروم ومنتخب السويس وجمهورية شبين بملعب إسكو في شبرا، نظرا لانشغال أغلب الملاعب في مصر بتجهيزات كأس العالم للناشئين 1997.
بدأ فريق الكروم الدورة لحسمها مبكرا، ففاز على فريق جمهورية شبين بهدف نظيف أحرزه هشام عبد الحميد بعد أول عشر دقائق من اللقاء.
وفي ثاني اللقاءات خسر فريق منتخب السويس أمام جمهورية شبين بهدفين مقابل هدف، تقدم أميدو كريم لجمهورية شبين في الشوط الأول، وتعادل خالد عواد للسويس بالدقيقة 88، قبل أن يحرز حازم أبو النور هدف الفوز القاتل بالدقيقة 94 من اللقاء.
دخل الكروم اللقاء الأخير بحاجة إلى التعادل 0-0 أو الفوز للبقاء بالدوري، أما منتخب السويس فيحتاج الفوز وإحراز هدفين على الأقل للبقاء بالدوري، وفوز السويس بأي بنتيجة إما التعادل 1-1 يؤدي لهبوط السويس ومباراة فاصلة بين الكروم وجمهورية شبين.
تقدم الكروم بهدف لعبد الناصر محمد في الدقيقة 13 لتتضاءل فرص منتخب السويس في البقاء، وفي الدقيقة 81 ألغى الحكم هدفا أحرزه حسان أبو الوفا لمنتخب السويس بداعي التسلل، لتندلع احتجاجات الجهاز الفني لمنتخب السويس بقيادة الراحل أحمد رفعت ولاعبي الفريق واستمرت لمدة ساعة وربع تقريبا، ليقرر الحكم عدم استكمال المباراة بسبب اقتراب حلول موعد الغروب وملعب إسكو غير مضاء!.
قرر الاتحاد المصري لكرة القدم إعادة المباراة مرة ثانية يوم 25 أغسطس وتقديم ميعادها لتقام في الثانية عصرا بدلا من الرابعة كما أقيمت مسبقا بسبب الخوف من تكرار الواقعة، مع إسنادها لطاقم تحكيم عربي بقيادة المغربي عبد الرحيم العرجون!.
في هذه المرة تقدم منتخب السويس بأهداف محمد عبد الفتاح كفتة بالدقيقة 37 من الشوط الأول وأضاف عبد الفتاح عبد الرازق الهدف الثاني بالدقيقة 59 من المباراة، ليبدأ لاعبي الكروم في الانسحاب من المباراة بدء من الدقيقة 83 بداعي الإصابة، لينهيها الحكم المغربي لعدم التكافؤ، ويبقى منتخب السويس ببطولة الدوري ويهبط الكروم بعد موسم مميز للفريق حصد فيه أول نقاطه بالأسبوع الخامس بعد التعادل مع الأهلي بطل المسابقة 2-2 بعد أن ظل متقدما حتى الدقيقة ال 70 من اللقاء، وفاز على الزمالك باللقاء الشهير على استاد الأسكندرية برباعية مقابل هدفين.
شكر خاص للمهندس عمرو يحيي.