عندما حطم فريق برشلونة أسطورة الفريق الذي لا يقهر عام 1961 بعدما تغلب على غريمه اللدود ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا وأقصاه من دور ال16 للمسابقة التي احتكر لقبها في البطولات الخمس الأولى، كان الأهلي على لقاء مع الفريق الكتالوني في العام نفسه. كاد برشلونة وقتها أن يحصل على لقبه الأول لدوري أبطال أوروبا بعدما أقصى الفريق الملكي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة ولكنه خسر المباراة النهائية أمام بنفيكا البرتغالي بثلاثة أهداف مقابل إثنين. وتعرض الأهلي وقتها لهزيمة تعد ثاني أثقل هزيمة على مدار تاريخه بستة أهداف مقابل هدف بعد هزيمة الشياطين الحمر من منافسهم الدائم الزمالك بستة أهداف نظيفة في كأس مصر عام 1944، ولم يكن الفريقان قد حازا أي ألقاب قارية. وبعد مرور 46 عاما على اللقاء الأول بين الأهلي وبرشلونة يتكرر الحدث بعدما حصد الفريقان العديد من الألقاب الأوروبية والأفريقية، وقد اقتربت الفوارق ولم يعد بطل القارة العجوز يساوي ستة أضعاف بطل القارة السمراء. حتى وإن عبرت النتيجة عن غير ذلك. ويتغير الحال الآن، فالفريقان فائزان ببطولة قارتهما فبرشلونة حصد لقب دوري أبطال أوروبا لموسم 2006 بالتغلب على أرسنال الإنجليزي بهدفين مقابل هدف في المباراة النهائية، فيما توج الأهلي بطلا لأفريقيا بعد الهدف التاريخي لنجمه محمد أبو تريكة في مرمى الصفاقسي التونسي. وأكمل الأهلي مشواره في البطولة الحالية بعدما تأهل لدور الثمانية على حساب ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي، فيما أنهى برشلونة مشواره في الحفاظ على اللقب مبكرا وتوديع البطولة من دور ال16 بعد الهزيمة من ليفربول الإنجليزي. كما شارك الفريقان في كأس العالم للأندية في بداية العام الجاري وكادا يلتقيا في المباراة النهائية للبطولة لولا هزيمة الأهلي في مباراة قبل النهائي بصعوبة أمام إنترناسيونال بطل البرازيل الذي حرم برشلونة من التتويج في النهائي. فمباراة برشلونة والأهلي قمة أوروبية أفريقية، والمقارنة بين الفريقين ليست بعدا عن المنطق والسبب وجود بعض أوجه المقارنة.
ليونيل ميسي استحوذ على قلوب المشجعين خلال اللقاء فالفارق الشاسع بين الكرة الأفريقية ونظيرتها في أوروبا قد تضاءل كثيرا بعد سنين من الغزو الأفريقي للملاعب الأوروبية والاحتكاك في المناسبات المختلفة أو حتى المتابعة المستمرة من قبل لاعبي أفريقيا لنجوم القارة العجوز وهو مالم يكن موجودا عندما تغلب برشلونة على الأهلي في المناسبة الأولى. كما أن عوامل اللياقة البدنية والتعليمات التكتيكية الصارمة أذابت الفروقات والتباين بين مهارات الفرق وهو ما أدى لأن تفوز اليونان بكأس أمم أوروبا 2004 برغم أن أشهر لاعبيها هو لويس كارجونيس كان وقتها بديلا بفريق إنتر ميلان الإيطالي. وإذا بدأنا المقارنة بين الفريقين لتوضيح أوجه الشبه بينهما في تلك المباراة الاحتفالية ، وبعدما إستعرضنا أوجه الشبه التاريخي بين الفريقين سنجد أن حتى حاضرهما في تشابه كبير فكلاهما بدأ مرحلة البناء في فترة واحده تقريبا وهي موسم 2003-2004 عندما أعاد الأهلي مانويل جوزيه المدير الفني البرتغالي لقيادته فنيا وتعاقد برشلونة مع فرانك ريكارد المدرب الهولندي لنفس الغرض. وتم تدعيم الفريقين، فتعاقد النادي الأحمر مع الكثير من أفضل اللاعبين المصريين وربما الأفارقة مثل أبو تريكة وحسن مصطفى ومحمد بركات والأنجولي أمادو فلافيو وإسلام الشاطر وغيرهم، فيما جلب برشلونة الكثير من نجوم العالم مثل البرازيلي رونالدينيو وإيتو والفرنسي لودوفيتش جولي والهولندي إدجار دافيدز آنذاك. وحتى على صعيد الإصابات فقد عانى برشلونة في بداية الموسم من غياب إيتو والمعجزة الأرجنتيني ليونيل ميسي، فيما غاب عن الأهلي أهم أوراقه الهجومية بركات وأبو تريكة لفترات طويلة. أما على صعيد الأجهزة الفنية فيتفق المدربان على استخدام طريقة المثلث المقلوب هجوما فيستعين ريكارد بإيتو ومن خلفه ميسي ورنالدينيو بينما يميل جوزيه للدفع ببركات وأبو تريكه خلف متعب أو فلافيو. حتى دفاعيا وعلى غير عادة الملاعب الأوروبية نجد ريكارد يشرك ثلاثة مدافعين في العديد من المناسبات بقيادة الفريق كارليس بويول وبجواره أوليجير ومن خلفها الفرنسي ليليان ترام، فيما يعتمد الأهلي كعادة الفرق المصرية على عماد النحاس وأمامه شادي محمد ووائل جمعة أو أحمد السيد. نتمنى أن نرى مباراة ممتعة ومثيرة تبرز موهبة لاعبينا ومدى قدرتهم على مناطحة الكبار لتزيد البسمة على وجه الجمهور الأهلاوي في يوم إحتفاله بناديه بمئة عام على التأسيس ومن الإنجازات.