دعونا نعود عدة أسابيع قليلة للخلف ، لنتذكر كيف كانت قرعة كأس الأمم الأفريقية صعبة على المنتخب المصري ، وكيف اتهم الكثيرون "الغزال" إبراهيم يوسف ومحمود الخطيب "بيبو" بإيقاع مصر في مجموعة الموت بعد سحبهم "القرعة الزفت". لكن كم كان القدر بنا – أي بمصر – رحيما عندما نجحنا بمجهودنا في تصدر المجموعة الأولى ، وليس هذا ما نتوقف أمامه ، لكن ما نريد أن نتوقف أمامه فعلا هو أننا لاحظنا أن "سكة" المنتخب باتت "سالكة" حتى المباراة النهائية ، فيما اكتظت ال"سكة" الأخرى بأربعة فرق مرشحة بجدارة للفوز باللقب تصطدم ببعضها البعض ، فتكون المباراة الأولى بين "عصابة" إيتو ضد "عصابة" دروجبا ، وفي الثانية "نسور" قرطاج ضد "نسور" الخضر ، ثم يلتقي الفائز من "العصابة" مع الفائز من "النسور". ولذلك ، فعلينا جميعا الاعتراف أن جميع الظروف وقفت لصالح مصر ، وكأنها – أي الظروف – أرادت ولو لمرة واحدة أن تؤكد أنها قامت بدورها على أكمل وجه وكل ما يتبقى يأتي على الجانب المصري للفوز بالكأس الخامسة في تاريخ "الفراعنة". وحتى عندما ننظر في الفرق التي تقع معنا في نفس "السكة" ، فإننا سنجد أن أول مواجهة ستكون مع "الأسود المزيفة" لأن الجميع بالطبع يعلم من هي الأسود الحقيقية ، ثم تأتي مباراة الدور قبل النهائي – في حالة الفوز إن شاء الله – مع الفائز من "الوطنيين بتوع بانجورا" و"أسود التيرانجا" ، وكلاهما يعتبر أقل من كافة النواحي من أي فريق من "سِكة" العصابات والنسور. نترك الطرق على أمل أن تكون "سكتنا خضراء" ونصل لمنصة التتويج ، ونذهب إلى أول منافس لنا في دور الثمانية وهو فريق الكونجو الديمقراطية ، والذي يغيب عنه ثلاثة لاعبين أساسيين بسبب الإيقاف عن المباراة ، كما يغيب أيضا "نجم" الفريق شاباني نوندا بعد إصابته بأيام قليلة قبل انطلاق البطولة ، ليتبقى في الفريق لاعب واحد يتم الاعتماد عليه بشكل كلي وهو لوا – لوا ، وكلنا أمل أن ينجح جمعة – جمعة في مراقبته والقضاء على خطورته. كل هذه المقدمة ، أو دعوني أقول كل هذا الموضوع ، من أجل الوصول إلى أن غياب محمد أبو تريكة عن تلك المباراة لا يجب أن يسميه البعض بأنه سيتسبب في انخفاض مستوى المنتخب المصري بشكل كبير ، لأننا وضعنا أنفسنا في هذا الموقف بأنفسنا بدون التدخل "لا من حكم ولا من غيره".
فعلينا جميعا الاعتراف أن جميع الظروف وقفت لصالح مصر ، وكأنها – أي الظروف – أرادت ولو لمرة واحدة أن تؤكد أنها قامت بدورها على أكمل وجه وكل ما يتبقى يأتي على الجانب المصري للفوز بالكأس الخامسة في تاريخ "الفراعنة". فأبو تريكة ، أو كما يحلو للبعض أن يطلق عليه لقب "المجرم" ، لم يتم إيقافه أو حصوله على بطاقات صفراء من قبل إلا نادرا ، ولذلك كان الأمر غريبا أن نراه يتعرض للإيقاف بعدما شارك في مباراتين ونصف فقط ، لكننا قبل أن نحمل اللاعب مسئولية الحصول على الإنذار الثاني "المستحق بشكل كبير" يجب أن نحاسب المتسبب في حصوله على البطاقة الصفراء الأولى "الظالمة" تماما. وهنا لا أقصد محمد شوقي ، أحد أسوأ لاعبي مصر في البطولة والذي تسبب في حصول أبو تريكة على الإنذار بطريق الخطأ ، لكنني أقصد الجهاز الإداري للمنتخب ، فما هي وظيفة هذا الجهاز في الوقت الحالي خاصة وأن البطولة تقام على أرض مصر ولا يوجد مشاكل انتقالات أو مشاكل جوازات السفر وخلافه ، إذ كان الأولى بهذا الجهاز "المحترم" أن يتقدم بتظلم لرفع الإنذار الأول للاعب بعد انتهاء المباراة مباشرة ، والذي كان من المؤكد أن تتم الموافقة على هذا الطلب ، بدلا من "تسول" رفع أي من الإنذارين بعدما تم إيقاف اللاعب بالفعل ، لكن يبدو أن الجهاز الإداري لا يعلم أنه إذا كان قد قدم تظلما لرفع الإنذار الأول ، فإن لجنة الانضباط لم تكن لتحكم مثلا برفعه عن أبو تريكة وتسجيله ل"المخطئ" الحقيقي شوقي ، حيث أن دور اللجنة يتوقف فقط على رفع الإنذار إذا ثبت أنه كان سببه خطأ تحكيمي واضح ، ولا تستطيع أن تغير وجهة هذه البطاقة من لاعب إلى آخر. ولو افترضنا جدلا أن شوقي هو الذي حصل على الإنذار ، فبالله عليكم من أهم لصفوف المنتخب شوقي أم أبو تريكة ، مع العلم أن الأول له أكثر من بديل وعلى رأسهم سمير صبري ، بينما ليس للثاني بديل يجيد اللعب في مركز صانع الألعاب باستثناء أحمد حسن والذي بدأ "حفظ" مهام مركزه الجديد في منتصف الملعب. نستخلص من ذلك أننا كالعادة لا نتحرك في الاتجاه السليم ، وإذا تحركنا ، فإننا نتحرك بشكل متأخر وبعد فوات الأوان ، ولذلك ف"المجرم" الحقيقي في هذه "الجريمة" ليس أبو تريكة ، لكنه كل مسئول في الجهاز الإداري للمنتخب. لقطات سريعة من مصر 2006 : - حذر الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) من وقوع كارثة في إستاد القاهرة بسبب وجود عدد من الجماهير يفوق العدد المسموح به ، حيث حضر حوالي 85 ألف متفرج مباراة كوت ديفوار بينما العدد المسموح به حوالي 74 ألف متفرج ، وهنا أحب أن أطمئن الفيفا أن بهذا الوضع استاد القاهرة الدولي يعتبر "مستريحا" و"فارغا" ، حيث كان يحضر ف