هزيمة قاسية لم يتوقعها الجميع تلقاها بايرن ميونيخ على ملعب كامب نو أمام برشلونة قد تعجل برحيل المدرب جوزيب جوارديولا عن الفريق بعد فشله في بلوغ نهائي المسابقة للموسم الثاني على التوالي. نعم صمد البافاريين أمام برشلونة طوال 77 دقيقة، ولكن السقوط كان مروعا وقاسيا، وأصبحت عودة بايرن في النتيجة بمباراة الإياب أمر أشبه بالمستحيل. فما هي الأسباب التي أدت إلى ذلك؟ لماذا انهار بطل ألمانيا أمام منافس يعلمه جوارديولا جيدا؟ الإصابات أريين روبن، فرانك ربيري وديفيد ألابا، هل من الممكن أن يلعب بايرن بدون هذا الثلاثي؟ الإجابة هي نعم، ولكن ليس أمام فريق بحجم برشلونة. غياب الثلاثي تأثيره بدا واضحا جدا على بايرن، الفريق كان في حالة هجومية يرثى لها، غير قادر على خلق الفرص على مرمى البلوجرانا باستثناء فرصة البولندي روبرت ليفاندوفسكي في الشوط الأول، الذي لعب المباراة أيضا وهو يعاني من إصابة في الوجه. الجناحان الطائران روبن وربيري، بالإضافة إلى النجم النمساوي ألابا غيابهم أفقد بايرن الكثير من قوته الهجومية وأصبح بلا أنياب على مرمى برشلونة حينما يستحوذ لاعبوه على الكرة. روبين هو هداف الفريق في الدوري (17 هدف)، ربيري هو أكثر من صنع أهدافا في نفس المسابقة (9)، وألابا هو أحد أفضل اللاعبين في أوروبا في التسديد من مسافات بعيدة سواء من كرات ثابتة أو كرات متحركة. طريقة اللعب إصرار جوارديولا على مواجهة برشلونة بطريقة "برشلونة" كان له تأثيرا كبيرا على نتيجة المباراة نظرا لأن الأسلحة التي يمتلكها غير قادرة على تنفيذ الأسلوب. الضغط العالي، الاستحواذ على الكرة وتقدم طرفي الملعب، أسلوب لعب اتبعه جوارديولا في المباراة دون فاعلية ودون جدوى على مرمى برشلونة. استحواذ بايرن على الكرة كان سلبيا، سدد 8 مرات فقط مقابل 17 لبرشلونة، لم يسدد أي كرة بين العارضة والقائمين مقابل 8 لبرشلونة. جواريولا لم يتبع ما قام به سلفه يوب هاينكس عام 2013 حين واجه برشلونة، الأخير لم يبحث عن الاستحواذ في ملعب أليانز أرينا، اعتمد على المرتدات والكرات الثابتة ونجح في ضرب برشلونة 7 مرات في مجموع اللقاءين. المدرب الإسباني أراد تطبيق طريقة لعب أقدر من يفعلها هو برشلونة وليس بايرن، حتى وإن كان جوارديولا نفسه هو أفضل من ينفذها وأول من طبقها مع البلوجرانا. النتيجة في النهاية كانت، الخسارة بثلاثية واقتراب مغادرته للبطولة. الأخطاء الفردية الأخطاء الكارثية التي وقع فيها لاعبو الدفاع والوسط في بايرن أدت لتلك النتيجة الكبيرة. الظهير الأيسر خوان بيرنات على سبيل المثال لم يقم في المباراة ككل سوى بتدخل دفاعي واحد فقط، قطع الكرة مرة واحدة فقط. لم يتصدى مدافعي بايرن لتسديدات برشلونة سوى مرتين فقط، واحدة من جيروم بواتينج والأخرى من رافينيا. هذا إلى جانب معاناة خط الوسط في قطع الكرة حين يفقدها الفريق، باستيان شفاينشتايجر وفيليب لام لم يقطعا الكرة ولا مرة في منتصف الملعب، الأول فقدها 5 مرات. هذا إلى جانب العقم الهجومي الذي أصاب الثنائي روبرت ليفاندوفسكي وتوماس مولر، الأول سدد كرة واحدة فقط على المرمى من إجمالي 8 تسديدات للفريق، ال7 الأخرى كانت من نصيب لاعبي الوسط. لم يقم الفريق ككل سوى ب3 مراوغات فقط طوال 90 دقيقة، ال3 كانوا من بيرنات. الساحر ميسي لم يدرك جوارديولا أن ليونيل ميسي عاد لمستواه المعهود، لم يقم بما يتطلبه الأمر من أجل إيقافه، ترك له المساحة، أردا أن يكون ميسي في موقف رد الفعل فجعله ميسي في وضعية حرجة بتسجيله لهدفين من ثلاثية فريقه. جوارديولا بدأ المباراة ب3 مدافعين، وكان البرازيلي رافينيا هو المكلف برقابة ميسي، وبعد تغير طريقة اللعب وعودته إلى 4 مدافعين، أصبح ميسي يقابله الظهير الإسباني خوان بيرنات الذي يصعد كثيرا للجانب الهجومي. استطاع بايرن الصمود حتى الدقيقة 77، إلى أن قرر ميسي إنهاء المباراة بمفرده، واختراق حصون بايرن بطريقته الخاصة، مستغلا الخطأ الذي وقع فيه بيرنات وذهاب شابي ألونسو للجبهة اليسرى، فلم يجد من يمنعه من التسديد مباشرة على مرمى مانويل نوير. فقدان الثقة تغيير طريقة اللعب من مباراة إلى أخرى، تغيير مهام اللاعبين فوق أرضية الملعب والخسارة الأخيرة أمام دورتموند في نصف نهائي كأس ألمانيا، كل هذه العوامل إلى جانب غياب النجمين روبن وربيري أفقدت بايرن الكثير من الثقة بالنفس. جوارديولا في مباراة دورتموند عقله كان مشغولا ببرشلونة، كيف سيواجهه؟ ماذا سيفعل بدون أسلحته الثقيلة؟، فقدان الثقة أصاب الفريق لاعتماده على طريقة لعب معينة تعتمد على لاعبين ذو قدرات خاصة غير موجودين بالوقت الحالي. جوارديولا أشرك رافينيا كقلب دفاعه ثم ظهير أيمن أمام برشلونة، بدأ بشفاينشتايجر على الجهة اليسرى ثم أعاده لوسط الملعب، خوان بيرنات أصبح مقيدا نوعا ما بالمهام الدفاعية بعد عودة بيب لطريقة 4-4-2، تياجو ألكانتارا لم يستطع اللعب في عمق الملعب لصناعة الفرص مثلما يفعل في الجهة اليسرى دائما. تلقى بايرن خسارة ثقيلة في نصف نهائي دوري الأبطال للموسم الثاني على التوالي أمام فريق إسباني مع مدربه الإسباني جوارديولا، بعدما انتدبت إدارة النادي له كل من جوتزه، ليفاندوفسكي، بن عطية وألونسو. هل فشل مشروع جوارديولا مع الفريق البافاري وحان الوقت لرحيله؟